لا يبدوا أن جديدا طرأ على المشهد السياسي المتأزم منذ اللحظات التالية لفعل التوقيع على المبادرة والآلية المزمنة ،ويمكن استثناء إيفاء الرئيس السابق بالجزئية المتعلقة بنقل السلطة إلى "هادي" عبر انتخابات شكلية. المراقب يستطيع الإحساس بتفاقم الأزمة بطريقة سافرة تجعل من التكهن ب" صيف ساخن " مشحون بدورات عنف احتمال يلج بقوة عالم الممكن ‘ليبقى السؤال الذي لا أحد يملك الجرأة للإجابة عليه،هو من يقع على كاهله مسؤولية هذا التصعيد المجنون والطائش؟ رغم أن بمقدور طفل لا تجربة سياسية له تمييز الطرف المعطل للاتفاقية من غير عناء أو تكلف. سبق وأن توعد ناطق الإصلاح بالإطاحة بالرئيس السابق علي عبد الله صالح من رئاسة حزب المؤتمر، وبعد أيام قليلة من توعد محمد قحطان ،حدد المشترك للرئيس هادي اثنا عشر شرطا للقبول ببدء الحوار الوطني من بينها إبعاد الرئيس صالح من رئاسة المؤتمر ! القليل من النزاهة تكفي لمعرفة أن في هكذا اشتراطات إخلال واضح ببنود الاتفاقية إن لم تكن اللمسات الأخيرة للانقلاب عليها ،خصوصا وأن لا المبادرة ولا الآلية التنفيذية المزمنة نصت على ذلك. علاوة عليه ،قبل عدة أيام قال علي محسن الأحمر في حوار مع صحيفة26سبتمبر "لا يوجد انشقاق في الجيش" بودي لو أصدق الرجل غير أن الجزئية البند الخاص بأنها الانشقاق الحاصل في الجيش يكاد يكون الأهم في المبادرة الخليجية والآلية المزمنة ،وهذا ما اعتبره الكثير من المراقبون التفاف صريح على التسوية وتهرب من الالتزامات تجاهها. ما هو مؤكد وجلي هو أن خارطة طريق حل الأزمة تراوح مكانها ،وربما لم تتجاوز بعد خانة الفشل ،والظاهر أن بعض الأطراف الموقعة عليها بصدد إعادة الأمور إلى خانة الصفر ، ولم تكلف نفسها عناء التفكير بماهية البديل لفشل التسوية ،الذي لا نريده، والى أين ستتجه الأمور . كما أن اللافت أن مفردة الوفاق لم تعد تتموضع على ألسنة الكثيرين في اللقاء المشترك ..مفردات اخرى هي التي تستقيم الآن وتكاد تعصف بالتوافق وتهدد بنسف التسوية برمتها. لا أعتقد أن لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار ستجد وقتا كافيا لإيضاح حقائق ما يجري على واقع أعمالها بخصوص أية عثرات تعيق نشاطها أو تباطؤ من تقدمها وتنفيذها للمهام المحدودة في خططها وبرامجها الهادفة إلى إزالة ورفع كافة المظاهر المسلحة وإبعاد كافة النقاط المستحدثة على الطرقات العامة الرئيسية والفرعية.