حذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس من "حرب اهلية كارثية" في سوريا بعد مجزرة الحولة التي قتل فيها اكثر من 100 مدني واثارت موجة استنكار دولي. وقال بان في اسطنبول امام منتدى شركاء تحالف الحضارات المنعقد برعاية الاممالمتحدة ان "المجازر كتلك التي وقعت في نهاية الاسبوع الماضي يمكن ان تغرق سوريا في حرب اهلية كارثية، حرب اهلية لن تتمكن من الخروج منها". وتأتي تصريحات بان وسط تزايد الغضب بعد المجزرة التي وقعت في الحولة الاسبوع الماضي وقتل فيها 108 اشخاص على الاقل بينهم 49 طفلا، بحسب الاممالمتحدة. ودفعت المجزرة بدول غربية من بينها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا واستراليا الى طرد كبار الدبلوماسيين السوريين لديها. وقام المراقبون الدوليون باحصاء الجثث. ووصف بان المراقبين بانهم "عيوننا وآذان المجتمع الدولي"، موضحا انهم موجودون في سوريا "كي تتم محاسبة مرتكبي الجرائم". واضاف "لسنا هنا للعب دور مراقب متفرج لفظاعات لا توصف". وحث بان سوريا على الوفاء بالتزامها تطبيق خطة الموفد الدولي كوفي انان وقال "اطالب الحكومة السورية بتنفيذ التزامها بخطة انان". وطالب "الحكومة السورية بتحمل مسؤولياتها تجاه شعبها". وزار فريق دولي برئاسة انان سوريا الثلاثاء ودعا دمشق للقيام "بمبادرات ملموسة" لوقف العنف. وقال بان في اسطنبول "عبر انان عن مخاوفه في ان نكون ربما وصلنا الى نقطة مفصلية في سوريا". ورفض الامين العام الحديث عن صدام حضارات بين الشرق والغرب بسبب سوريا. وقال "نسمع الكثير عما يسمى صدام حضارات، الانقسام المفترض بين المجتمعين المسلم في اكثريته والغربي". واوضح "ليس هذا ما يجري في سوريا. هناك، القصة ذاتها الطغيان يسعى للامساك بالسلطة". واضاف "في سعيه للامساك بالسلطة، يهدد النظام بتصعيد التوتر بين شعب سوريا المتنوع مثل ما شهدناه في يوغوسلافيا السابقة قبل عقدين من الزمن". ويقول نشطاء ان اكثر من 13 الف شخص غالبيتهم من المدنيين قتلوا منذ اندلاع الانتفاضة ضد نظام الرئيس بشار الاسد في آذار/مارس 2011. إلى ذلك حمل الناطق باسم قيادة الجيش السوري الحر في الداخل على العقيد رياض الاسعد المقيم في الخارج، مؤكدا ان قيادة الداخل هي وحدها المخولة الكلام باسم الجيش الحر، في مؤشر واضح على الانقسام القائم بين قيادة المنشقين في الخارج والمقاتلين على الارض. وجاء هذا التصريح بعد تحديد قيادة الجيش الحر في الداخل مهلة للنظام السوري تنتهي ظهر غد الجمعة من اجل تنفيذ خطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان لوقف العنف، تحت طائلة التنصل من اي تعهد ازاء الخطة، فيما نقلت وسائل اعلام عن قائد الجيش الحر رياض الاسعد ان لا وجود لمثل هذه المدة. وقال العقيد قاسم سعد الدين في اتصال عبر سكايب لوكالة فرانس برس "لا يحق لاحد اصدار اي بيانات او اتخاذ قرارات الا قيادة الجيش الحر في الداخل". واضاف "من الان وصاعدا لن تتخذ القرارات الا من الداخل، ومن اراد التكلم باسم الجيش الحر فليتوجه الى ارض الميدان، وليكن على ارض المعركة وليس في الاعلام". وتابع سعد الدين "لا يحق لاحد التكلم عن خطط في الداخل الا الجيش الحر في الداخل"، مضيفا "نحن نقود العمليات ونحن نحرك الشارع"، ورياض الاسعد "لا يمثل الا نفسه". وتابع ان "اولادنا هم الذين يذبحون، لا اطفال الذين يقيمون في الفنادق والمخيمات". وتضم قيادة الجيش الحر في الداخل بحسب بياناتها "المجالس العسكرية في المحافظات السورية والكتائب والسرايا العسكرية التابعة لها". وكانت قيادة الجيش الحر في الداخل اعلنت في بيان اعطاء النظام السوري مهلة تنتهي الجمعة الساعة 12,00 (9,00 ت غ) "لتنفيذ قرارات مجلس الأمن والشرعة الدولية فورا". واوضح البيان ان ذلك يكون "بالوقف الفوري لاطلاق النار وكافة أشكال العنف وسحب كافة قواته ودباباته وآلياته من المدن والقرى والمناطق السكنية ودخول المساعدات الانسانية الى جميع المناطق والمدن المنكوبة واطلاق المعتقلين، ودخول وسائل الاعلام وضمان حرية التظاهر السلمي والالتزام بعدم الاعتداء على بعثة المراقبين الدوليين (...) والدخول في مفاوضات جدية وحقيقية عبر الأممالمتحدة لتسليم السلطة الى الشعب". وقال البيان "ان لم يستجب النظام السوري (...) كفرصة أخيرة"، فان القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل "في حل من اي تعهد يتعلق بخطة انان".