ارتدت أسعار النفط للارتفاع في التعاملات في آسيا، اليوم الاثنين، بعد الخسائر المبكرة الناجمة عن مخاوف إزاء اجتماع منطقة اليورو الخاص بأزمة ديون اليونان في وقت لاحق من اليوم واستمرار حالة القلق بشأن تخمة المعروض بالأسواق العالمية. وذكرت "رويترز" أن الأسعار تعافت من الخسائر المبكرة بعد أن كتب مسؤول في الاتحاد الأوروبي تغريدة وصفت أحدث مقترح تقدمت به اليونان بأنه "أساس جيد لتحقيق تقدم" في المحادثات التي تجري اليوم". وقال بن لو برون محلل السوق في اوبشنز اكسبريس في سيدني "نرى ارتدادا عن خسائر الجمعة التي كانت أعنف من اللازم". ونزل النفط نحو اثنين في المئة يوم الجمعة نتيجة مخاوف من تخلف اليونان عن سداد ديونها. وقال ريك سبونر، كبير محللي لاسوق في سي.ام.سي ماركتس في سيدني "على مدى الساعات والأربع والعشرين المقبلة سنرى تقلبا حسب التطورات الخاصة باليونان". وارتفع سعر مزيج برنت الخام تسليم أغسطس 29 سنتا إلى 63.31 دولار للبرميل، بعدما نزل بما يصل إلى 52 سنتا عند فتح الأسواق في آسيا. وفقد الخام 1.24 دولار في الجلسة السابقة. وصعد الخام الأميركي لأقرب شهر استحقاق 19 سنتا إلى 59.80 دولار للبرميل بعد أن أنهى الجلسة السابقة منخفضا 84 سنتا. وقال سبونر إن أسعار النفط لا تزال متأثرا سلبا بالمخاوف من مستوى الإنتاج المرتفع في الولاياتالمتحدة الذي استقر عند 9.6 مليون برميل يوميا، وهو الأعلى منذ أوائل سبعينات القرن الماضي. وأضاف "توقعاتي لارتفاع الأسعار محدودة جدا. بشكل أو بآخر سنرى على الأرجح بعض التخفيضات في الإنتاج. وإذا ارتفعت الأسعار سترفع أوبك أو المنتجين في الولاياتالمتحدة انتاجهم، وتوقع خبراء أن تستمر الولاياتالمتحدة الأميركية في إنتاج النفط، حيث تجاوزت في فترة ما هذا العام السعودية، وروسيا. ورغم التوقعات با نخفاض نمو الإنتاج بحسب إدارة معلومات الطاقة الحكومية الأميركية في 2015 و2016،وذلك في ظل انخفاض أسعار الخام وتراجع عدد حفارات النفط العاملة، إلا أن بعض الخبراء يرون أن توجه الإدارة الأميركية، نحو رفع سقف الإنتاج بتكنولوجيا متقدمة، تفاديا لأي سلبيات من تراجع أسعار النفط. ويتوقع نمو قدره 20 ألف برميل يوميا في 2016 مع ارتفاع الطلب. وبحسب الخبراء ممن تحدثوا ل"العربية.نت" فإن العام الحالي 2015 سيكون عاما صعبا على إيرادات الشركات النفطية، فمنذ بداية يونيو تحركت شركات إنتاج النفط الأميركية سريعا لمواجهة انخفاض بنحو 60 بالمئة في الأسعار بخفض الإنتاج وتقليص الوظائف ووقف أكثر من نصف منصات الحفر في البلاد عن العمل. وتوقع الخبراء أنه في ظل استمرار الخسائر فإن بعض الشركات النفطية الكبرى قد تفتح الباب أمام ابتلاع الشركات المنافسة". وذكروا أنه رغم الإغراءات الرأسمالية المعروضة فإن حجم المنافسة بين العمالقة النفطية سيستمر، وهناك من يفكر في شراء الآخر إن توفرت الفرصة.