تداعت بعض الدول العظمى إلى اجتماع في لندن هذا الأسبوع لبحث الاوضاع الأمنية المتردية في اليمن الشقيق، الذي يحكمه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح منذ 30 عاما، بانتخابات رئاسية عربية معتادة، تأتي به فترة رئاسية تلو أخرى بسهولة ويسر في العقود الثلاثة الماضية! في ظل خلل أمني خطير مهد لفلول «القاعدة» (حوالى 300 عنصر) من الانتشار في اليمن السعيد! وثورة الحوثيين التي ألبست لباسا طائفيا لاستقطاب النصرة المذهبية، وتململ شعب اليمن الجنوبي الذي أجبر على الوحدة القسرية .. الخلل الأمني أجبر سفارات دول عظمى (الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا) على اقفال أبوابها.. في ظل هذا الانحدار الأمني المريع، تمكن الضابط الكويتي من الهرب، وهو المتهم بالاتجار بالمخدرات والصادر حكم ببراءته من محكمة أول درجة اليمنية مع منعه من السفر إلى حين نظر استئناف النيابة لحكم البراءة.. الضابط يقول انه هرب بمعاونة صاحب احد القوارب في اليمن الجنوبي، وبدفعه لمبلغ 3000 دينار كويتي، وقد أتى برجليه إلى مكتب النائب العام في قصر العدل، وهو كاشخ بالغترة والعقال والنظارة الطبية، وكانت كاميرات الصحافة بانتظاره، كما يبدو! فالضابط شرّف الأراضي الكويتية متسللا على ما يظهر عشية رأس السنة الميلادية، وذهب إلى منزله قرير العين، وبقي هناك إلى ان انتهت العطلة الأحد الماضي، ليذهب الاثنين مع محاميه لتسليم نفسه.. فكيف تمكن من الدخول هو وقاربه من دون ان يتم رصده من قبل خفر السواحل أو الدوريات وما أكثرها، ومع اختلاف أنواعها؟! والجواب يكمن يا سادة في ان رجال أمننا ودورياتنا وقد يكون خفر السواحل قد اشترك معهم في مهمة مقدسة قادها حجج الإسلام والمسلمين الجدد في الكويت لدينا بقيادة النواب وليد الطبطبائي ومحمد هايف... وباقي أعضاء المجلس الذين احتذوا حذوهما... بعد أن هددا وزارتي الداخلية والتجارة بالويل والثبور وعظائم الأمور ان شما رائحة تراخ منهما في المواجهة والتصدي لإظهار أي مواطن او مقيم لأي مظهر فرح أو احتفال بمناسبة رأس السنة الميلادية «المجيدة»، لأنها غريبة عن عادات وتقاليد حكامنا الأصوليين الجدد! يقول لي قيادي أمني كبير إن بعض ضباط المخافر نفسوا عن عقد نقصهم الدفينة في إيقاف دوريات في مفاصل الطرق السريعة (وبالأخص في الشاليهات)، حيث مارسوا الرقابة والتعسف على كل رواد تلك المناطق تلك الليلة تفتيشا وتدقيقا ورقابة في هوياتهم وأوراق سياراتهم، ويا ويل المخالف! طيب هذا ما فعلتموه إرضاء لأساطين الغلو والتزمت والتطرف، لماذا لم تفعلوا مثله حماية لحدود الوطن من المتسللين والمخربين؟!. هذا القارب الذي أتى بالضابط الكويتي قاطعا ما يجاوز آلاف الأميال، أين بحارته؟ وهل كان يقل الضابط الكويتي فقط، أم كانت معه رفقة قاعدية في ذلك القارب الذي دخل الكويت بردا وسلاماً؟! لذلك نقول وكلنا أسى على ما يحدث في وطننا الحبيب، قبل أن ننتقد اليمن وما يحصل فيه، يجب أن نوجه نقدنا لعيوبنا وما أكثرها، ومصدرها مجلس مستبد جاهل غير منتج، وحكومة تخاف من ظلها! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. *** هامش: نشكر صديقنا الكبير برجس البرجس على إهدائه القيم لمسيرة حياته في العمل الوطني والعمل التطوعي الناصع الذي يشعرك وأنت تقرأه بأنك تحت «سدرة» كويتية أيام الربيع...