أكد المدير العام لعمليات قوات خفر السواحل اليمنية أن قرار السلطات بمنع تدفق المتسللين من القرن الأفريقي إلى اليمن جاء تجنبا لاحتمال نزوح ما سماها العناصر الإرهابية للأراضي اليمنية. وأشار المقدم شجاع علي المهدي للجزيرة نت إلى أن قوات خفر السواحل اليمنية تمكنت أمس الخميس من القبض على قارب متورط بتهريب مهاجرين أفارقة، وأنه يتم التحقيق مع المهربين وعددهم خمسة أشخاص. وأوضح المسؤول الأمني أن عدد الأفارقة الذين كانوا على متن القارب نحو 50 شخصا من إريتريا والصومال، مؤكدا أنه سيعاد المقبوض عليهم لبلدانهم للتحقيق معهم. وقال إن قوات حفر السواحل ألقت القبض في الأيام الماضية على عشرة لاجئين صوماليين حاولوا التسلل عبر البحر لليمن. ولغايات الحد من تسلل الأفارقة قامت قوات خفر السواحل بتفعيل الدوريات البحرية بالمياه الإقليمية اليمنية والمياه الاقتصادية، خاصة في الشريط الساحلي ابتداء من باب المندب غربا حتى المياه الإقليمية المقابلة لمحافظة المهرة شرقا، حيث تقوم باعتراض القوارب المشبوهة والتي تحمل النازحين الصوماليين. كما أوضح المقدم المهدي أن دوريات برية ساحلية تنفذ بالأطقم العسكرية الخاصة بقوات خفر السواحل لتمشيط الشريط الساحلي ابتداء من باب المندب حتى منطقة محافظة أبين. واعتبر المهدي أن من أبرز المصاعب التي تواجه خفر السواحل في مهمتها الجديدة عدم توفر زوارق كبيرة تمكنهم من اعتراض قوارب النازحين في البحر العالي أو على مسافة 150 ميلا بحريا. واعترف بأن خفر السواحل لا يمكنها التفريق بين الهاربين من جحيم الحرب والعناصر المقاتلة، في إشارة إلى حركة الشباب المجاهدين، وأكد أنه حتى الآن لم يقبض على أي عناصر أو مشبوهين بعلاقتهم بحركة الشباب المجاهدين بالصومال. وكانت السلطات اليمنية قد أعلنت في الأيام الماضية إغلاق الممرات المائية في وجه المتسللين الأفارقة، وذلك بعد تصريحات لمسؤولين بحركة الشباب المجاهدين بالصومال أكدوا فيها نيتهم إرسال مقاتلين لمساعدة تنظيم القاعدة باليمن. كما أن الإجراءات اليمنية تأتي بعد تصريحات للقيادي بتنظيم القاعدة سعيد الشهري في وقت سابق من الشهر الجاري أعلن فيها سعي القاعدة للسيطرة على باب المندب. ووفقا للباحث في شؤون القاعدة سعيد الجمحي فإن الإجراءات الأمنية المشددة التي تتخذها الحكومة تعد طبيعية للغاية، وتدلل على أن صنعاء تأخذ تهديدات القاعدة على محمل الجد، وأن القاعدة تشكل مصدر قلق حقيقي لليمن. غير أن الجمحي استبعد في حديث مع الجزيرة نت أن تؤدي الإجراءات اليمنية لوقف نهائي لظاهرة التسلل، خاصة أن طول الشريط الساحلي لليمن يتجاوز 2400 كلم. كما استبعد أن تتمكن القاعدة من إغلاق باب المندب، مشيرا إلى أن إمكانياتها قد تقتصر على إطلاق صواريخ تجاه السفن أثناء مرورها، واعتبر أنه من الممكن أن تكون القاعدة الآن في مرحلة الإعداد لشن عملية للرد على الضربات الجوية والحرب المفتوحة التي أعلنتها السلطات اليمنية ضد القاعدة.