كثفت قطع حربية من القوات الدولية من دورياتها قبالة السواحل اليمنية ،فيما أكد مسئول رفيع في خفر السواحل اليمنية ل"الوطن"حالة من التأهب العالي في كافة قطاعات قوات خفر السواحل والقوات البحرية على طول الشريط الساحلي لليمن وممراته البحرية وتشديد إجراءات امن المواني منذ اكثر من شهر وقبيل تحذيرات أصدرتها البحرية الأمريكية الاثنين أعربت فيها عن خشيتها من حصول هجمات لتنظيم القاعدة تستهدف سفنا قبالة سواحل اليمن في محيط مضيق يشكل المدخل الجنوبي للبحر الأحمر. وقال المسئول الأمني ان حالة التأهب وتعزيز الانتشار الساحلي للقوات اليمنية مستمرة منذ الشهر الماضي وفي سياق متصل مع الضربات المتلاحقة لعناصر تنظيم القاعدة على أيدي القوات اليمنية والتي كان آخرها الهجوم الجوي للطيران اليمني مطلع مارس الجاري الذي استهدف خلية إرهابية بجبل قرية جيزة القنان بمديرية مودية محافظة أبين جنوبي اليمن كانت تخطط للقيام بأعمال إرهابية مما أسفر عن مقتل ثلاثة من قيادات التنظيم. وأضاف أن الإجراءات الأمنية حول المنشآت الحيويه والمرافق البحرية متصل بتأمين الخطوط الملاحية لناقلات النفط وحمايتها تحسبا لهجوم انتقامي من جانب تنظيم القاعدة ولمنع تدفق او تسلل عناصر إرهابية من القرن الأفريقي إلى اليمن ضمن هجرة النازحين المستمرة. وأوضح أن قوات خفر السواحل مفعلة على نطاق واسع من الدوريات البحرية بالمياه الإقليمية اليمنية والمياه الاقتصادية ، خاصة في الشريط الساحلي ابتداء من الصليف غربا مرورا بباب المندب وحتى المياه الإقليمية المقابلة لمحافظة المهرة شرقا، حيث تقوم باعتراض القوارب المشبوهة على الرغم الإمكانيات المحدودة. كما أكد المسئول الامني في سياق تصريحه ل"الوطن" أن دوريات برية ساحلية تنفذ بالأطقم العسكرية الخاصة بقوات خفر السواحل تمشيط الشريط الساحلي. وكانت السلطات اليمنية قد أعلنت الشهر الماضي إغلاق الممرات المائية في وجه المتسللين الأفارقة، وذلك بعد تصريحات لمسؤولين بحركة الشباب المجاهدين بالصومال أكدوا فيها نيتهم إرسال مقاتلين لمساعدة تنظيم القاعدة باليمن، بالإضافة إلى إعلان تنظيم القاعدة في اليمن في رسالة صوتية بثها موقع اسلامي في مطلع فبراير للرجل الثاني في التنظيم السعودي سعيد الشهري سعيه الى السيطرة على باب المندب. ووفقا لمراقبين فإن الإجراءات الأمنية المشددة التي تتخذها الحكومة اليمنية تعد طبيعية للغاية، وتدلل على أن صنعاء تأخذ تهديدات القاعدة على محمل الجد، وأن القاعدة تشكل مصدر قلق حقيقي لليمن والمنطقة وللملاحة الدولية. ويستبعد المراقبون أن تتمكن القاعدة من إغلاق باب المندب، مشيرين إلى أن إمكانياتها قد تقتصر على إطلاق صواريخ تجاه السفن أثناء مرورها، معتبرين أنه من الممكن أن تكون القاعدة الآن في مرحلة الإعداد لشن عملية للرد على الضربات الجوية والحرب المفتوحة التي أعلنتها السلطات اليمنية ضد القاعدة. إلى ذلك قالت شرطة خفر السواحل بقطاع خليج عدن إن 3 صيادين لقوا مصرعهم غرقاً قبالة ساحل الشط بمحافظة لحج في إثر اصطدام قاربهم بسفينة تجارية كانت تبحر في المياه الدولية مساء أمس. وأوضحت إن حادثة الاصطدام حطمت قارب الصيد الذي كان على متنه 4 صيادين توفي 3 منهم بينما كتبت النجاة للرابع منهم وتم إنقاذه من أحد قوارب الصيد التي مرت مصادفة بمنطقة الحادث.مشيرة إن السفينة التجارية التي اصطدمت بقارب الصيد مجهولة وإنها تعمل على معرفة هويتها. وناشد قطاع خفر السواحل بخليج عدن الأخوة الصيادين إلي تجنب التواجد في الممر الدولي الذي تبحر فيه السفن التجارية حفاظاً على سلامتهم. ويعد هذا الحادث الثاني من نوعه الذي يتعرض فيه قارب صيد للاصطدام بسفينة تجارية في الممر الملاحي الدولي خلال يومين. وكانت مديرية الاستخبارات في البحرية الاميركية قالت في مذكرة نشرة الاثنين ان "معلومات استخباراتية توحي بان القاعدة تواصل الاعداد لهجمات بحرا على طول السواحل اليمنية في مضيق باب المندب، في البحر الاحمر وفي خليج عدن".وتابع النص ان "مخاطر استهداف السفن كبيرة في المناطق التي تصعب فيها المناورات". وحضت البحرية في المذكرة التي أرخ صدورها منذ 10 مارس "جميع السفن العابرة المياه" المحاذية لليمن توخي "اليقظة الفائقة" و"المراقبة بالعين المجردة والرادار بصورة متواصلة" وكذلك "بث تقارير منتظمة حول مواقعها، وجهتها، وسرعتها".واعتبرت مديرية استخبارات القوات البحرية ان الهجمات التي تعد لها القاعدة لا يستبعد فيها احتمال اطلاق "صواريخ" او "قذائف".