يعيش حزب الإصلاح هذه الفترة حالة من الانتفاخ والغرور، مضافاً إليه الجشع الذي ينتاب الناهب لحظة تقاسم الغنائم. وإذا اجتمع الجشع مع الغرور في شخص يكون الجنون هو النتيجة، وهو ما بدا عليه حزب الإصلاح في الشهور الأخيرة، على أن الحالة تتطور. فهو يريد أن يبقى في الساحات حزباً ثورياً ولكن بمفرده، وعندما سيطر على وزارة الداخلية كان أول شيء يفعله طرد الشباب من الساحات وإحلال شبابه هو في الشوارع. وهو في الحكومة فاشل وفضائحه أصبحت حديث الجميع، لكن النشوة تمنعه من النظر إلى مؤخرته وماذا تفعل بالوزارات التي يجلس عليها. ورغم ذلك يحمله الجشع المتناهي إلى محاولة الاستحواذ على نصيب شركائه. يريد أن يكون حاكماً لوحده وفاسداً لوحده ومعارضاً وثورياً لوحده، أن يكون الديك والدجاجة بنفس الوقت. الجشع يعمي البصائر، وهاهم شركاؤه خلال سنوات الشراكة في الشعارات وكتابة البيانات وسباب المؤتمر الشعبي العام وحكومته، عرفوا أنهم لم يكونوا إلا جسراً عبر عليهم، وحين وصل بدأ بتدمير الجسر.