في ألف ليلة وليلة، وفي رحلته السابعة يتحدث السندباد عن كيفية وقوعه أسيراً في أيدي القراصنة الذين باعوه كرقيق، وكيف أن سيده الجديد أرغمه على أن يصبح صياداً للفِيَلَة. وكانت المهمة التي أنيطت به أن يختبئ بين الأشجار بانتظار مرور قطيع الفيلة. وفي كل يوم كان السندباد يقتل فيلاً ويأخذ أنيابه العاجية لسيده. وفي يوم من الأيام حدث أن قطيعاً من الفيلة أحاط بالشجرة وتمكن من اقتلاعها والوصول إلى السندباد وظن السندباد الذي امتقع وجهه من الرعب أنه وقع في فخ الحيوانات الثائرة وأنها على وشك أن تنتقم منه لما فعله بها. غير أن الدهشة أصابته عندما رفعه الفيل القائد بخرطومه وبلطف وسار به في الغابة إلى مكان تنتشر فيه عظام ونِيُوب العديد من الفيلة المتوفاة.. كان ذلك المكان هو المقبرة التي تأوي إليها الفيلة حينما تشعر بدنو أجلها. والحكاية تقول لنا ببساطة أن بمقدور الإنسان أن يحصل على أي شيء من دون قتل ومن دون مذابح ومن دون سفك دماء. بمقدوره أن يحصل على عاج الفيل من دون الحاجة إلى قتل الفيلة. غير أن سادة الحضارة الذين اخترعوا كل هذه الأسلحة المتطورة لم يخترعوها من أجل أن يضعوها في المتاحف وإنما اخترعوها وطوروها من أجل قتل المزيد والمزيد من الفيلة للحصول على العاج.