كنا نظن أنه وبمجرد انتخاب رئيس الجمهورية التوافقي، وتشكيل حكومة التوافق، فإننا نكون قد تجاوزنا مرحلة الخطر ووصلنا إلى بر الأمان. غير أن الوضع الذي تشهده البلاد هذه الأيام من فوضى وانفلات أمني؛ يجعلنا نقول وبكل أسى، إننا لا نزال نعيش تهديدات وأخطاراً تتفاقم يوماً بعد يوم، فلا يكاد يمر نهار، دون أن نسمع عن تفجير هنا واشتباك هناك، يخلفان قتلى ومصابين بالعشرات. وكالات الأنباء والفضائيات لم تعد تجد ما تبثه من أخبار عن اليمن، سوى (مقتل، مصرع، تفجير، اختطاف، اشتباك مسلح.....إلخ). أعمال عنف وفوضى لا ندري من الذي يقف وراءها، فالكل يدين ويشجب وكلٌّ يلقي باللائمة على أطراف أخرى، وحدها القاعدة تمتلك من الجرأة والشجاعة ما يجعلها تعلن وبفخر، مسئوليتها عن أية عملية إرهابية تنفذها. عنف وفتك مجنون، فضلاً عن فقر، وجوع وأمراض تفتك باليمنيين، ما ينذر بكارثة حقيقية وشيكة الوقوع، وهي كارثة، لن تقتصر آثارها على اليمن وحدها، بل ستتخطاها إلى خارج الحدود.