لم نجد تفسيراً لتوزيع إيران الاتهامات بشأن اغتيال عالم الذرة مسعود علي محمدي.وإذا كان مبرراً لطهران اتهامها للموساد الإسرائيلي و"سي آي إيه" ،إلا أنه من غير المنطقي توجيه التهمة إلى الإصلاحيين،سيما وأن الأصوات الإعلامية لكلا الطرفين الإصلاحي والمتشدد اعتبرت محمدي من أنصارها. قبل الغوص في هذه الاتهامات ،لا بد من الإشارة إلى أن الإصلاحيين والمتشددين يقفون موقفاً موحداً من البرنامج النووي الإيراني ،وربما يكون الإصلاحيون ،قبل المتشددين متحمسين لهذا البرنامج أكثر من المتشددين ،باعتبارهم أبو هذا البرنامج وهم أول من أطلقه. وبالعودة إلى اغتيال عالم الذرة فهو من دون شك ،شكل ضربة نوعية لإيران ولملفها النووي ،بغض النظر ما إذا كان هذا العالم محسوباً على هذه الجهة أو تلك فهو في نهاية المطاف يجير إمكاناته لخدمة بلده من أي موقع كان. ولكن الأمر الذي لم يتحدث عنه أي من الطرفين ،هو ما إذا كان هناك مؤامرة داخلية لتصفية العلماء النوويين،قبل أن يفكر أحدهم بمغادرة إيران لاجئاً إلى دولة أخرى،وهو ما حصل في السنوات الأخيرة ،والبوح بأسرار ما يعرفه عن البرنامج الذي تعده طهران. لنا الحق في طرح مثل هذه التساؤلات وعلى المعنيين في إيران توضيح هذه الملابسات،بعد أن تساوى الإصلاحي المعارض في الداخل بمعارضي الخارج،والصقت بهم تهمة الاغتيال ،بعد أن كانت كل المؤشرات والاتهامات الإيرانية تدل على إسرائيل والولايات المتحدة.