شارك حوالى ألفي شخص الخميس 14-1-2010 في تشييع عالم الفيزياء النووية الإيراني مسعود علي محمدي الذي اغتيل الثلاثاء 12-1-2010 في طهران مرددين هتافات "الموت لإسرائيل" و"الموت لأمريكا". وأفادت مصادر إعلامية بأن الشرطة الإيرانية ضربت طوقا أمنيا مشددا على المنطقة التي أقيمت فيها مراسم التشييع في العاصمة الإيرانيةطهران وانتشرت عناصرها على أسطح المنازل والبنايات القريبة كما قامت بمراقبة كافة الطرق المؤدية إلى المكان. وأفادت وكالات أنباء رسمية بأن عددا من الموالين للحركة الإصلاحية أطلقوا في هذه المراسم شعارات موالية للحركة. وقالت وكالة فارس للأنباء الرسمية "تتحرك مجموعات تحمل أعلاما خضراء (رمز المحتجين) بفاصلة 100 متر من المراسم الأصلية لتشييع الجثمان وتطلق شعارات انحرافية بغية جلب انتباه الناس." واغتيل مسعود علي محمدي (50 عاما) أستاذ الفيزياء النووية في جامعة طهران صباح الثلاثاء في تفجير دراجة نارية مفخخة، تم التحكم به عن بعد، أثناء خروجه من منزله. وعمل محمدي فترة طويلة مع حرس الثورة الإيرانية (باسدران) الجيش العقائدي للنظام الإيراني في الحرب ضد العراق (1980-1988) ثم حتى 2003 بحسب معلومات نشرتها الصحافة الإيرانية. واتهمت إيران الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) بالوقوف وراء العملية. وردد مشيعو العالم الإيراني من منزله إلى مقبرة في شمال طهران هتافات معادية "للمنافقين" الاسم الذي يطلقه النظام الإيراني على مجاهدي خلق حركة المعارضة في المنفى التي تتهمها طهران بالتورط في الاعتداء. ونفت هذه الحركة والولاياتالمتحدة أي علاقة لهما بهذا الاغتيال. ولم يسفر التحقيق الرسمي عن أي نتيجة حتى الآن. وقال علي أكبر جوانفكر مستشار الرئيس محمود أحمدي نجاد لوكالة فرانس برس إن "أجهزة الاستخبارات والأمن تبحث عن الذين يقفون وراء هذا الانفجار لمحاكمتهم في أسرع وقت ممكن". وبرر جونفكر الاتهامات الموجهة الى إسرائيل والولاياتالمتحدة. وقال ان "الولاياتالمتحدة وبريطانيا وإسرائيل هي الدول التي عبرت عن أكبر عداء لتطورنا العلمي وخصوصا برنامجنا النووي لذلك من الطبيعي أن تكون على رأس المشبوهين عندما يستهدف علماؤنا". عودة للأعلى إجراءات امنية أثناء التشييع ورغم توجيه الاتهام لجهات خارجية، خاصة الولاياتالمتحدة وإسرائيل، عزت أوساط إعلامية أجنبية اغتيال محمدي لتصفية حسابات داخلية في خضم الصراع على السلطة في إيران. واستندت معظم وسائل الإعلام إلى ما اعتبرته تضاربا في تصريحات ومواقف المسؤولين الإيرانيين بخصوص اغتيال محمدي الذي عرفه النظام بابن الثورة الوفي لمبادئها ونفت علاقته بالملف النووي الإيراني الأمر الذي يسقط أهمية الرجل ليكون هدفا لأي عملية أجنبية من الخارج. وفي تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية شككت في انتماء الدكتور مسعود علي محمدي الى التيار الحاكم في إيران وذلك خلافا لوسائل إعلام موالية لللتيار المحافظ المتطرف. كما تناقلت مختلف وسائل الإعلام الدولية والمعارضة صورة لقائمة نشرها أهم موقع إصلاحي يشير إلى اسم العالم النووي الإيراني من ضمن عريضة موقعة من قبل كبار أساتذة الجامعات الإيرانية لتأييد المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي أمام منافسه المحافظ محمود أحمدي نجاد حيث ندد الجامعيون الإيرانيون ومن ضمنهم مسعود علي محمدي بقمع الاحتجاجات التي تلت الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل. وتؤكد أوساط المعارضة الإيرانية بأن السلطات الرسمية الإيرنية تحاول استغلال الاغتيال لقمع الاحتجاجات. ويرى المراقبون في اهتمام الرئيسين السابقين خاتمي ورفسنجاني بهذا الأمر وإصدارهما بيانين منفصلين بهذا الشأن دلالة على مايدور خلف الكواليس بين أقطاب الصراع في إيران، لاسيما بين المعارضة والأجهزة الأمنية الحكومية. فتؤكد هذه الأوساط بأن البيان الذي أصدره هاشمي رفسنجاني يدخل في سياق الحرب الخفية بينه وبين حكومة محمود أحمدي نجاد، لاسيما وانه يقود حملة صامتة ضد الرئيس الإيراني الذي يحظى بدعم المرشد الأعلى للنظام. هذا وجاء في البيان الذي أصدره الرئيس السابق وأحد أهم أقطاب المعارضة محمد خاتمي أن علمية الاغتيال تمت على يد الفئات التي تنوي خلق مسوغات بغية تفاقم الأزمة الراهنة. وبدورها دعت وسائل الإعلام الإصلاحية التي باتت تنحصر في المواقع الإلكترونية، مؤيدي الحركة إلى تكريم العالم النووي الإيراني والمشاركة في مراسم التأبين.