غندوزي يصدم لاتسيو الايطالي    مانشستر يونايتد الإنجليزي يعلن رحيل لاعبه الفرنسي رافاييل فاران    الروح الرياضية تهزم الخلافات: الملاكمة المصرية ندى فهيم تعتذر للسعودية هتان السيف    ارتفاع طفيف لمعدل البطالة في بريطانيا خلال الربع الأول من العام الجاري    رئيس انتقالي لحج "الحالمي" يعزي في وفاة الشخصية الوطنية والقيادية محسن هائل السلامي    أمين عام الإصلاح يبحث مع سفير الصين جهود إحلال السلام ودعم الحكومة    الحوثيون يواصلون لعبتهم الخطيرة وامريكا تحذر    في الذكرى ال 76 للنكبة.. اتحاد نضال العمال الفلسطيني يجدد دعوته للوحدة الوطنية وانهاء الانقسام مميز    كريستيانو رونالدو يسعى لتمديد عقده مع النصر السعودي    المنامة تحتضن قمة عربية    اليابان تطالب بتعزيز الآليات القائمة لمنع عمليات النقل غير المشروع للأسلحة للحوثيين مميز    وفاة امرأة وطفلها غرقًا في أحد البرك المائية في تعز    الذهب يرتفع قبل بيانات التضخم الأمريكية    سنتكوم تعلن تدمير طائرتين مسيرتين وصاروخ مضاد للسفن فوق البحر الأحمر مميز    بريطانيا تؤكد دخول مئات السفن إلى موانئ الحوثيين دون تفتيش أممي خلال الأشهر الماضية مميز    صحفي "جنوبي" يرد على القيادات الحوثية المتضامنة مع المحتجين في عدن    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    مجازر دموية لا تتوقف وحصيلة شهداء قطاع غزة تتجاوز ال35 ألفا    نقل منصات إطلاق الصواريخ الحوثية استعدادًا للحرب واندلاع مواجهات شرسة مع الأهالي ومقتل قيادي من القوة الصاروخية    اليمن تسعى للاكتفاء الذاتي من الألبان    المبادرة المُطَالِبة بالكشف عن قحطان تثمن استجابة الشرعية وتحذر من الانسياق وراء رغبات الحوثي    طعن مواطن حتى الموت على أيدي مدمن مخدرات جنوب غربي اليمن.. وأسرة الجاني تتخذ إجراء عاجل بشأنه    الحوثيون يواصلون افتعال أزمة الغاز بمحافظتي إب والضالع تمهيد لرفع الأسعار إلى 9 آلاف ريال    قائد الحراك التهامي السلمي يعقد لقاء مع المعهد الديمقراطي الأمريكي لبحث آفاق السلام    الحوثيون يواصلون حملة اعتقال الطلاب الفارين من المراكز الصيفية في ذمار    تحميل لملس والوليدي إنهيار خدمة كهرباء عدن مغالطة مفضوحة    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    الدولة العميقة ومن يدعمها هدفهم إضعاف الإنتقالي والمكاسب الجنوبية    اعضاء مجلس السابع من ابريل لا خوف عليهم ويعيشون في مأمن من تقلبات الدهر    بيان عاجل لإدارة أمن عدن بشأن الاحتجاجات الغاضبة والمدرعات تطارد المحتجين (فيديو)    برشلونة يرقص على أنغام سوسيداد ويستعيد وصافة الليغا!    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    ليفربول يسقط في فخ التعادل امام استون فيلا    "نكل بالحوثيين وادخل الرعب في قلوبهم"..الوية العمالقة تشيد ببطل يمني قتل 20 حوثيا لوحده    استعدادات حوثية للاستيلاء على 4 مليار دولار من ودائع المواطنين في البنوك بصنعاء    إنجاز يمني تاريخي لطفلة يمنية    لاعب منتخب الشباب السابق الدبعي يؤكد تكريم نجوم الرياضة وأجب وأستحقاق وليس هبه !    ما معنى الانفصال:    جريمة قتل تهز عدن: قوات الأمن تحاصر منزل المتهم    سيف العدالة يرتفع: قصاص القاتل يزلزل حضرموت    البوم    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    دموع ''صنعاء القديمة''    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    ميلان يكمل عقد رباعي السوبر الإيطالي    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    قارورة البيرة اولاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشاعر حسن الشرفي: ليتني أستطيع إلغاء ثلاثة أرباع أدباء وعساكر وفقهاء اليمن(1-2)
نشر في براقش نت يوم 27 - 08 - 2012

هو أحد عمالقة الشعر في اليمن, ويمثل مدرسة شعرية متميزة إن جاز تسميتها بالمدرسة الشرفية.. الشاعر والأديب اليمني الكبير حسن عبدالله الشرفي. في منزله المتواضع بصنعاء أجرت "السياسة" معه هذا الحديث حول بداياته الشعرية والظروف التي رافقت إصدار دواوينه وما حدث له مع الرئيس الراحل الشهيد إبراهيم الحمدي الذي اغتيل في أكتوبر 1977 في ظروف غامضة, ورغم اشتراطه في البداية أنه لن يرد على سؤال متعلق ب¯السياسة إلا أن الحديث جر إلى قضايا سياسية رغما عن السائل والمسؤول, لأن اليمن حتى لو كان الحديث بين اثنين حول قصة حب لابد أن يسحب معه المتحاورين إلى مواضيع سياسية من شمال اليمن إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه. وهذا نص الحوار مع الشاعر الشرفي الذي تحدث في البداية قائلا:

أنا من
مواليد الشاهل, قرية الخواقعة بمحافظة حجة أواخر العام 1944م, جئت إلى الدنيا لا أدري هل أنا الشقي أم الظرف الذي جاء بي شقي, جئت والحرب العالمية الثانية في أوج طغيانها وجبروتها وغطرستها, هذا على مستوى العالم, أما على مستوى اليمن فكان اليمن يعيش جوعاً مدقعاً ومرت سنوات المجاعة من العام 1939م إلى 1948م وسميت يومها تلك الأعوام بما فيها"عام النغر".
حسن عبدالله الشرفي أو إذا أردت عمو حسن عبدالله الشرفي هذا بلغة الشام - عمان دمشق -عمو, وإذا أردت بلغة صنعاء والمشاكسين فيها فقل العم حسن لأن الزملاء الشباب في عام 98م قالوا إن العم حسن لا يستطيع أن يكتب شعراً فيه دفء وحرارة شعر يكتبه ابن ال¯30 عاماً من هؤلاء الزملاء, فدخلنا في سباق وعندنا مثل في القرية يقول"من عجز يقطعوا أذنه"فما أردت أن أقطع آذانهم أو أقطع أذني فدخلت على الخط وكتبت ديوانين"عيون القصيدة", و"عيون القصائد"وقلت للزملاء: يا زملاءنا يا أحباءنا يا شباب ياقبضايات الشعر:

الشعر صعب وطويل سلمه

وأنا أشهد أنهم كلهم يفهمونه وكلهم مبدعون, أعود بذاكرتي إلى العام 50م حتى العام 1954م بعد أن حفظت القرآن الكريم كان والدي رحمه الله مدرساً, وكان يعدُني لأن أخلفه على كرسي التدريس لكن كان في ذهني خبر غير هذا, حاول أن يمشي الوقت فاشترى لي قطيعا من الأغنام ورعيت الأغنام من العام 54م إلى 1957م..المرعى ربطني بعلاقات مع أترابي رعيانا وراعيات, وسن المراهقة له نكهة خاصة وله طعم خاص.
كيف ?
كنا نرعى قريباً من حقول الذرة, أودية البالات والدانات والمغارد والأعراس, وكنا نستمع إلى ما تقوله العصافير في الحقول ونستمع إلى ما يقوله الزراع في المهاجل أيام الصراب"الحصاد", تشكلت بداخلي بداية حب وبداية شعر لكن كيف أكتب الشعر وأنا غير شاعر?وكيف اتخلص من حمل عبء الحب وأنا مازال عودي رطبا, لم تتشكل بعد لدي المخيلة لا باتجاه الحب ولا باتجاه الشعر, لكن الهاجس وعشق الدندنة بدآ يتشكلان, لا لغة, لا نحو, لا صرف, لكن كانت لدي رغبة أن أقول الشعر, أن أحاكي العصافير, وأن أحاكي رفيقاتي ورفاقي في المرعى.
خلال الفترة من 57 إلى 1960م ساعدني الحظ أن أكون واحدا من طلاب المدرسة العلمية في المحابشة, وكان الفضل في ذلك للشاعر العظيم المرحوم الأستاذ يحيى البشاري وقصتي مع البشاري أنه تعين عاملا"حاكما"لمنطقة المفتاح وهي مديرية من مديريات حجة, في العادة عندما يأتي العامل أو الحاكم الجديد للمنطقة يتحرك الموظفون للسلام عليه, أبي مدرس, وأنا حالي"جميل"ارتدي" كوفيه"وآذان ما شاء الله وشعر أصهب وعيون زرق وشخصية نحيلة مثل الجرادة الصفراء مسكين وراعي أغنام.
يحيى البشاري سأل الوالد من هذا قال : ابني ? ماذا يعمل? قال له أبي: ختم القرآن, فسأل البشاري بعدها ماذا يعمل ? قال له يرعى, قال له: روح بيع الأغنام وحسن يروح المحابشة يدرس, أبي كانت رغبته في هذا قليلة لأن حكاية التوريث على العرش بدأت حتى في المدرسة وليس فقط في الحكم السياسي.
التحقت بالمدرسة من عام 58م إلى 62م طالبا بدار المعلمين في صنعاء, قامت ثورة 26 سبتمبر وأنا واحد من طلاب دار المعلمين, في المحابشة ومن حسن حظي أن أستاذي وأستاذ زملائي في هذه المرحلة كان أحمد بن هاشم الشهاري وكان شاعرا وأستاذا في اللغة, بدأت أعرف المبتدأ, الخبر, المضاف, التمييز وأشياء عن النحو, أول من تخرج في دار المعلمين مجموعة من الطلاب أذكر منهم المرحوم عبدالله احمد العمدي من ذمار, وإسماعيل الشامي من المناطق الوسطى, وذمار أنا لي رؤية خاصة في ذمار, ذمار إذا تحدثنا عن الشعر أو عن سياسة النكتة, الشعر أخذ نصيب الأسد من الشعراء القدامى والمعاصرين ولا أريد أن أذكر الأسماء, لكن يكفي ذمار أن عظيم اليمن وشاعرها الأستاذ المرحوم عبدالله البردوني من ذمار.
أيضا من ذمار كانت تضايقني نكتة ذماري وأنا في المدرسة كان معي زملاء من ذمار, فكنا عندما ندخل في النكتة كانت تلسعني نكتة الذماري أكثر من غيرها, لا أدري ما السبب ! هل هو خفة الطبع أم سرعة البديهة أم ثقافة النكتة المتأصلة أساسا في المنطقة, وأنا جئت من شمال الشمال من منطقة لاتعرف النكتة أبدا نتناول القات و"نتبردق", نتعاطى الشمه, ولانكتب الشعر !!
المهم تخرج عبدالله العمدي, فقيل لي أنه كان قد عرف الإخوان علي أني أنظم الشعر, قالوا نريد أن نودعهم بقصيدة منها هذا البيت:

نودعكم بالدمع حين نودع
وأكبادنا من حسرة تتقطع

البيت الأول جميل والثاني لي وبقية القصيدة لفلفت من هنا شوية ومن هناك شوية, وصفقوا لي قائلين والله مبدع وهم لا يدرون ! بدأت بداية شقية, واندلعت مظاهرة أغسطس عام 1962م قبل قيام الثورة بشهر, وأنا طالب فخرجنا من المدارس نتظاهر, فالذي دخل الحبس دخل, أنا خفيف أو ثقيل الظل ممن هربوا ولم يلحق بي أحد.
وفي العام 1963م تعينت أول مدير مدرسة ابتدائية في المحابشة وفي 64م و65م حصلت معي مشكلة مع الإخوان الطيبين المصريين"القوات المصرية", لأنه تم تكليفي في المنطقة بإلقاء كلمة الموظفين, أنا كان قصدي أنها ثورة بصدق والحكاية جد.. الجنود المصريون بدؤوا يقتلون إذا وجدوا مجنونا أو شخصا يمشي في الطريق من الخوف في المنطقة, واحترازا منهم, فكلمتي قست عليهم قلت لهم"يبدو أن الإخوان من القوات المصرية لم يأتوا لمساعدتنا بقدر ما جاؤوا لقتلنا"وقائد القوات المصرية كان حاضرا فانسحب من الحفل احتجاجاً على كلمتي وكان يومها مدير القضاء إبراهيم محمد جحاف رحمة الله تغشاه, بعد العشاء استدعاني وقال"ليش بتقع مجنون حد يهاجم المصريين ?"الإخوان المصريون رفعوا لي كشفا بأسماء 12 شخصا يجب أن يحتجزوا ويتم إنزالهم الآن إلى منطقة عبس ( معسكر اعتقال) لكن أنا لا أضمنك إذا جاء الفجر وأنت هنا روح صنعاء وقلت له إذا أذن الفجر وأنا مازلت في الشرفين قطعت أذني ! فرحت, ومنذ العام 66م إلى العام 70م اشتغلت ما بين خياط وطبيب متجول علاجات في شنطة طبيب شعبي بعلاج معاصر, اعالج الذي يشكو من ألم في الرأس والذي حقوه يوجعه أعطيه بنسلين والذي يعجز عن عروسه ليلة العرس أصف له كلشوم والناس اعتقدوا ومن حسن حظي أن كل شيء كان يسير معي ولم تورم طبزه, كان معنا أشجار قات كنت أسقيها من بعيد بماء أجلبه على ظهري حتى عام 71 كتبت في هذه المرحلة كثيرا فهاجمت الثورة ونفسي والوطن والمصريين ومدحت الكل أحيانا وانتقدت نفسي لأن زملائي في دار المعلمين وفي الثانوية وفي المتوسطة ذهبوا وبعضهم سافر للدراسة في روسيا وفي مصر والعراق وسورية وغيرها بينما أنا هنا.

فاتت القافلة

ما الذي منعك ?
لم يمنعني أحد وإنما فاتتني القافلة, عندما عدت إلى صنعاء آلمني مدير الخدمة المدنية, قلت له هذه أوراقي وأشكو له ما حصل لي ولماذا تأخرت سنتين, فقال لي بالحرف الواحد" لايمكن أن نتعامل مع شخص جاء من هذه المناطق"قلت له لماذا? فقال لوثهم علينا الملكيون وكلهم رجعيون وكلفني ذلك أن أرجع إلى منطقتنا ! منطقتنا دخلت بعد ذلك مع الجانب الملكي وأنا حملت بندقيتي ومع الجانب الملكي وأنا بصدق أقول بعد أن مات ثوار الثورة علي عبدالمغني, احمد الكبسي, محمد مطهر, محمد الديلمي, الحمزي وغيرهم دخلت البلاد في الفوضى كما قال الرئيس الراحل عبدالله السلال من بيقتلوا هولا الخبل? كانوا يقتلون وهو يسمع.. في العام 71 بلغني على أنه في دير غبيش منطقة في الزيدية كانوا قد بدأوا في عهد الإمام يحفرون بئر نفط وبعدين دخلت فتاوى العلماء وقالوا لا يجوز التنقيب لأن البلد سيدخل في يد الاستعمار, كان الحاكم يومها من القرية القاضي المرحوم يحيى راصع وبلغني أنهم يحتاجون موظفين لكتابة تحرير أشياء وتوثيق المضابط.
نزلت وكانت الحكاية مطروحة, فبقيت سنة في الزيدية, كنت في عشش لعساكر من القرية وأقارب جلست معهم, وكنت انتظر حتى يأتيني أمر بإحضار أحد رجال القبائل أو المزارعين إلى عند الحاكم ليحل قضيته فأحصل على قرشين أمشي بهما حالي.
وفي عصر ذات يوم أنا والقاضي يحيى راصع فإذا بالمرحوم القاضي عبدالله علي الشرفي الذي كان يشتغل في صحيفة الثورة يتصل به سائلا"حسن الشرفي عندك"فقال له لماذا ?
قال أريد أن أبشره لقد تعين كاتب تحريرات أو مساعد حاكم ناحية المفتاح الذي كان أبي يُدَرس فيها وجلسنا فيها 12 سنة فعندما سمعت الخبر تألمت لأني لا أريد الرجوع إلى المنطقة مع أن فيها كل أصحابي وأترابي والرعاة والغنم وكل ذكرياتي, قال"روح استلم عملك"فرجعت وبدأت تتشكل الحٌبيبات الصح للقصيدة, ومرت الأيام, وفي 73 اتصل بي الصديق المرحوم عبدالوهاب حسين الشهاري من القرية وهو رجل أعمال وحين أقع في مأزق أو أفلس كان أخا يقف معي, قال"جمعت لك الخٌبليات حقك"القصائد"في كتاب وسأعطيهن لإبراهيم المقحفي ليأخذهن معه إلى بيروت ويطبعهن, وقد جمعت لك أربعة آلاف ريال, كانت تساوي ألفي دولار وربما أكثر"وقالوا لازم تمر على وزارة الإعلام ليعطوك تصريحا, وكان في هيئة مراجعة المصنفات الزميل العزيز إسماعيل الوريث وعبدالصمد القليسي وزملاء آخرون, أجازوه وقالوا لم يعد في هذا ما يقال ! لا أدري لماذا أوصلوه لمكتب الوزير أو لنائبه فأشروا على بعض القصائد وقالوا "هذه تؤجل لأن وقتها مش صح"والله ما فيها شيء, فتألمت وخرجت أنا والأستاذ إسماعيل ورحنا نزور الأستاذ عبدالله البردوني في بستان السلطان بصنعاء القديمة, قلت له يا أستاذ عبدالله"معي قصيدة حامية شويه فقال"واحنا ما بنسوي إلا بنحمي"!
لم يطبع الكتاب في 74 ولم يطبع إلا في 78م الديوان الأول"من الغابة"وأصدرناه بأخطائه, وفي عام 80م أصدرت مجموعتين شعريتين إحداهما شعبية هما"أصابع النجوم"و"ألوان من زهور البن والحب"رحم الله عبدالوهاب المؤيد انتقدني عليهما بشدة في أربع حلقات في مجلة"اليمن الجديد"قائلا"إذا كان هذا شعرا فسلام الله ورحم الله أذواق وأفكار بني آدم"واستند إلى صحيفة لبنانية صورت الكتابين وكتبت"أصدر اليمني حسن عبدالله الشرفي ديواني شعر ليس فيهما من الشعر إلا ما ندر وهذا يستطيع أن يلحق بركب من ? شوقي, البارودي, على الجارم, وشعراء آخرين.. فقلت"طالما وأنا مع هؤلاء فلست بخائف".
في العام 1985م أصدرت ديوانين"البحر وأحلام الشواطئ"وسهيل وأحزان الجنتين"كتب عنهما الأستاذ عبدالعزيز المقالح في صحيفة 26 سبتمبر حلقتين ثم نشر القراءة في كتابه"من أغوار الخفاء إلى مشارف التجلي"وفي العام 1987م أصدرت"الطريق إلى الشمس"و"تقول ابنتي"واستمرت القافلة أنا كنت بعد أن وصلنا إلى الإدارة المحلية بالمفتاح انتقلت في 74م في إدارة قضاء الشرفين وهي تشمل تسع مديريات.


الرئيس الحمدي فصلني

ما قصتك مع الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي?
في العام 1975م فصلني الرئيس إبراهيم الحمدي بقرار رغم أني أحبه ومازلت وسأظل أحبه إلى يوم القيامة, ماذا أفعل? هذا طبع ماذا أعمل?
في تلك الفترة اختلف الحمدي والشيخ مجاهد أبو شوارب والشيخ عبدالله بن حسين الأحمر وجماعة آخرون, إبراهيم الحمدي أقال مجاهد أبوشوارب وكان في الصين يومها وما عاد ورجع مجاهد الا من طريق السعودية فكان يجمع على أساس أن يتمركز في حجة, عبدالله الحيمي كان قائدا للواء حجة ومسؤولا استخباراتيا, فوافى صنعاء بقائمة باني مع هؤلاء, أي مع مجاهد أبو شوارب ? مع أني لست مع نفسي أصلاً وأنا كنت أعمل في المحابشة مساعد مدير القضاء وقائما بأعمال المديريات كلها, وكان يومها المحافظ احمد زيد الرضي أرسل لي قال اطلع إلى حجة فطلعت قال أنت وعبدالله المداني ويحيى الغيلي وآخرون مفصولون لماذا ? قال" إبراهيم فصلكم"بلغني هذا في شعبان وفي آخر ذي الحجة, جاء إبراهيم الحمدي إلى المحابشة فاستدعاني وقال هل تقرأ لنا شيئا قلت له اقرأ فقرأت قصيدة أذكر منها :

وطني ياقلعة المجد ويا
غرة العز تجلى فأضاء
رب مغرور يرى إصبعه
في دماغ الشمس يحشوها ضياء
يحسب الدنيا بيمناه متى
شاء كانت صولجانا أو حذاء
وبلا سابق إنذار هوى
تحت أقدامك يشكو البرهاء
رب قيل سخر الحظ له
عرق الشعب غذاء وكساء
هزه التصحيح فاسترخى على
قدم الذلة والضعف عياء
لاعسيب الجد أجداه ولا
شنب الخال وإن طال السماء.

وهذه الأبيات كان الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر قد بقي موجوعا منها لمدة 12 سنة, إبراهيم الحمدي بعد أن سمع هذه الابيات وقف, فقلت اسمع أنا مسكين لست قائد فرقة في الجيش ولا أنا شيخ قال لا تطول, جلس وأخذ الدفتر وكتب الأخ وزير الإدارة المحلية يلغى الأمر السابق بفصل حسن الشرفي ويعامل مثله عبدالله المداني ويحيى الغيلي, وكتب أمرا إلى محافظ الحديدة ¯ لاحظ وأنا ابن حجة - بصرف 4000 ريال مكافأة للشيخ حسن عبدالله الشرفي وأمرا ثالثا إلى وزير الإدارة المحلية باعتماد درجة مدير للإدارة المحلية بكامل مستحقاتها لي بصورة استثنائية, ضحكت ! فقال الحمدي: مالك? قلت افصلني في كل ثلاثة أشهر مرة, قال ما تلقاها لكن الأيام بيننا.
ومرت الأيام وكل ثلاثة أشهر تأتي البرقية لمحافظ الحديدة بصرف ذلك المبلغ, وستة آلاف ريال استلمتها بعد شهرين من اغتيال الحمدي والسبب أن محمد المحبشي أجرى معي مقابلة في المحابشة وقال لي أريد نصا, قلت له أعطيك نصا وأسألك بالله إذا لم يذع كاملا فلا تذعه, فوعدني وأعطيته النص, وهو:

كلما قد قيل أو ما قد يقالُ
كذب محض وزيف وانتحالُ
أيها السائل عن أحوالنا
إنها الردة والعقم العضالُ
لم يعد سبتمبر فينا ولا
عاد للرأي المحلي مجالُ
أفرغتنا شاحنات النفط في
جزر يحكمها جاه ومالُ
فإذا نحن وصنعاء الفدى
في يد الباطل والفوضى حبالُ
كل من جاء توارى جهده
ريثما يهدأ أو يقلق بالُ
إيه صنعاء الضحى قولي لمن
دينه الخاوي يمين أو شمالُ
نحن صلينا بصدقٍ قبل أن
يعرف الزيت المصفى من بلالُ
ما بنينا مسجدا لافتة
عله يرضى صليب أو هلالُ
نحن جند الله لم يرغم لنا
أنف مخلوق ولم يصفع قذالُ
من حسن حظي أن البرنامج أذيع بعد منتصف الليل وإبراهيم الحمدي يسمع بعد استراحة فقال لأحمد الرضي أكتب رسالة شكر للشرفي وأعطه ستة آلاف ريال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.