_ هادي وبحاح، الشرعيان الاستراتيجيان، يتخاطفان غنائم حرب ما تزال مستعرة ويحضران لغزوة "الخندق" _ الرئيس ونائبه تشاغلا عن "الشرعية" وحربها، وانغمسا في حفر خنادق داخل اليمن لصالح الميليشيات! ____________________________________________ مشكلة اليمن ليست فقط في الانقلاب علي الشرعية. مشكلة اليمن هي، أولا وأساسا، في هذه "الشرعية" التي لا يظهر ممثلاها أو "مجسماها"، هادي وحكومة بحاح، أية إشارات علي انهما شرعيان يحتكمان في سلوكهما إلي مقتضيات هذه الشرعية ومرجعياتها بدءا من الدستور النافذ والمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن. وإلي هذا الالتفات عن "الشرعية" يُعزى اخفاق هادي وبحاح ومعسكر "الشرعية" (المبلطة في الرياض) في استنهاض اليمنيين حول برنامج انقاذ لاستعادة الشرعية أولا واستنقاذ الدولة من فوضى الجماعات المسلحة. لا علامات تدل على "وقر الشرعية" في وجدان ممثلي الشرعية أو في تصريحاتهم. لا علامات حياة (أو حياء) على "شرعية" من أي نوع، في سلوكهم وحركيتهم في واقع معقد مجفوف بالاخطار. اليمن في "عين العاصفة" لكن "الشرعية" التي هبت العاصفة باسمها ولأجلها، تواصل العمل بإخلاص على تقويض ركائزها، بأكثر مما يفعل الحوثيون وصالح، بدءا من تآكل الثقة الشعبية بجدارتها، وذلك عبر الانغماس في صغائر السلطة (من شاكلة النزاع الاستراتيجي بين هادي ونائبه حول حقيبة الخارجية) والتحاذق في مقاربة قضايا واستحقاقات لا يجب ان يكون لها محل في اللحظة الراهنة من شاكلة اعادة طرح مشاريع الفدرالية باستثمار مسار حرب لم تنحسم نتائجها بعد. عقب اندحار الحوثيين من عدن استدعى عبدالملك الحوثي "غزوة أحد"، درسا وعبرة لامتصاص اثر الصعقة التي بلبلت يقينيات "المجاهدين" وزلزلت ثوابتهم الحربية وشككت في هيئة "السوبر مان" التي تكرست لدى جمهور الجماعة منذ عقد، وبخاصة بعد حروبهم الاستردادية السهلة ومسيرتهم الظافرة من صعدة إلى صنعاء ثم عدن. كان استدعاء "غزوة احد" من الحوثي ضربا من ضروب التعويض. ومن سوء طالع اليمنيين أن هادي وبحاح لا يستذكرا دروس "أحد" بل يحضران ل"غزوة الخندق" التي يريدانها حروب "خنادق"، وهما بدلا من اظهار انهما معنيان بالحرب الجارية، منفمسان حتى أذنيهما في حرب على غنائم ليست اصلا في حوزتهما. الحرب على الشرعية لما تنحسم بعد، لا بالسياسة ولا بالسلاح. واذا تابع هادي وبحاح اداءهما الكارثي فإنهما لن يعودا ابدا الى مقار الشرعية في الجمهورية اليمنية، واستمرارهما في الحفر، في عدن وحضرموت وتعز ومأرب والبيضاء وشبوة، لا يعني انهما سيقودان "غزوة الخندق"، مثلما انهما ليسا معنيين بهذه الحرب، فالارجح انهما سيكتفيان، من منفاهما الاختياري المحبب، بمتابعة غزوات "الخنادق" التي ستنشب بين مقاومات وجماعات ايديولوجية تتخندق جهويا وطائفيا، برعايتهما، في البقاع الموحشة من "العربية" الكانت سعيدة قبل ميلاد السيد المسيح.