لئن كانت عدن "منتهى اليمن" شعريا (عمرو بن أبي ربيعة)، و"عين اليمن" استراتيجيا (محمد علي باشا)، و"فرضة صنعاء" اقتصاديا (جغرافيو القرون الماضية) ، فإنها الآن "مبتدأ الدولة" و"صورة الحاضر" و"بوصلة المستقبل". مستقبل اليمن يتقرر في عدن. لا في مسقط ولا في الرياض. *** مستقبل اليمن لا يتقرر فقط بنتائج المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة بين طرفي الحرب الداخلية، وإنما، اولا وأساسا، بما ستفعله "الشرعية" و"التحالف" في عدن بعد طول تغافل وهروب رغم مرور شهرين على اندحار الحوثيين منها. يدرك اليمنيون أن "الشرعية" ما كانت لتتوجه إلى عدن لولا انكشافها الفضائحي، دوليا، كما تفصح الاتصالات الديبلوماسية للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ورسالة المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ إلى حيفري فيلتمان التي تسربت إلى وسائل الإعلام مطلع الأسبوع الماضي. الشرعية لا تحترم البديهيات في إدارة الدولة وتسيير السلطة الإجرائية وصون السلم الأهلي للمجتمع. ومن اللافت أنها اعلنت عزمها على العودة إلى عدن بعد موجة انتقادات عارمة، محلية واقليمية ودولية، جراء تجاهلها الوضع الأمني الخطير في عدن الذي ينصب في خدمة الجماعات الايديولوجية المتطرفة.