افتتح الرئيس عبدربه منصور هادي صباح اليوم الخميس في نيويورك اجتماع دول مجموعة أصدقاء اليمن بحضور ممثلين ل39 دولة ومنظمة دولية من بينهم أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي. ودعا هادي في افتتاح الاجتماع الدول المانحة إلى مساعدة الحكومة اليمنية في جهودها لتحقيق التنمية، وقال إن النمو الاقتصادي في البلاد لن يتحقق إلا من خلال جذب الاستثمارات التي قال إنها ستحد من اعتماد اليمن على المعونات.
وأشار إلى مؤتمر المانحين لليمن الذي عقد في السعودية مطلع سبتمبر الجاري، والذي تعهدت فيه دول مانحة بتقديم أكثر من ستة مليارات لليمن، بينما أجلت أخرى إعلان تعهداتها إلى اجتماع اصدقاء اليمن الذي ينعقد اليوم.
وقال هادي إن مؤتمر المانحين كان «حدثاً هاماً ودعماً قوياً لجهودِ بلادنا في طريقِ التحولِ السياسي والتقدمِ التنموي».
وبحسب وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، قال «إنني أطلب منكم كأصدقاءٍ ومانحين، دولاً ومنظمات، العمل مع الحكومةِ اليمنية على وضع الآلياتِ الفاعلةِ والسريعة للتنفيذ والحد من البيروقراطية والتركيز على الأولويات التي تخدمُ النمو الاقتصادي وعلى المشاريع الاستراتيجية التي حددتها الدراساتُ السابقة بالنقاط العشر وفي مقدمتها الكهرباء والطرقات وميناء عدن والموارد المائية والزراعية والتعليم والرعاية الصحية».
وأضاف " إن تعهدات المانحين بتقديم الدعم التنموي لليمن يمثل خطوة هامة، لكن الأهم من إعلان التعهدات هو سرعة تخصيصها وإتاحتها للإنفاق على الأولويات والمشروعات العاجلة ومتوسطة المدى للبرنامج المرحلي للاستقرار والتنمية 2012-2014".. مشيرا الى أن اليمن يمر بمرحلة انتقالية استثنائية وهذا يتطلب التخلي عن آليات العمل التقليدية والتعاطي مع تلك الموارد بآليات تمويل وتنفيذ عاجلة تستجيب لمعطياتها الواقع وظروف المرحلة.
وأضاف ان «النمو الاقتصادي الحقيقي لن يتحققَ إلا من خلالِ جذبِ الاستثمارات المتعددة التي ستخلقُ فرص العمل وترفد ميزانيةَ الدولة بالموارد وتحدُّ من اعتماد اليمن على المعونات والهبات التي مهما بلغت لن تفي بالنزر اليسير من احتياجاتنا».
وقال هادي إن الشعب اليمني قرر العام الماضي «السير نحو التغيير بشكل سلمي، مقدماً نموذجاً للعالم يحتذى به في نقل السلطةِ وفق أسسٍ ديمقراطية». في إشارة إلى المبادرة الخليجية لنقل السلطة، مشيراً إلى ما حظيت به المبادرة من دعم إقليمي ودولي.
وأضاف ان اليمنُ «قطعت شوطاً لايستهانُ به في تنفيذ المرحلةِ الأولى من المبادرة والمتمثل في تشكيل حكومةِ الوفاقِ الوطني، وتشكيل لجنةِ الشؤون الأمنية والعسكرية، وإجراء الانتخابات الرئاسية في 21 فبراير 2012 التي حظيت بمشاركةٍ شعبية منقطعةِ النظير أثبتت قدرة اليمنيين على تجاوز المحن والتمسك بالحل السلمي».
وتابع هادي «واليوم نوجهُ طاقاتِنا نحو التحضير لمؤتمر الحوار الوطني الذي سيضعُ على عاتقه صياغةَ منظومةِ الحكم الجديد من خلال صياغة دستور جديد، واختيار نظام الحكم، وتعديل قانون الانتخابات، والبحث عن حلول للأزمات في الجنوب وصعدة».
ووعد أيضاً بإصدار والبدء بتنفيذ قانون المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية قبل نهاية العام الحالي، مضيفاً أن ذلك سيعمل على تجاوز التعويض المادي إلى التعويض المعنوي وتشمل جبر الضرر ليس للأفراد فحسب وإنما للمجتمع كله بما في ذلك المناطق التي تضررت من المواجهات العسكرية.
وتحدث عن عملية إعادة هيكلة الجيش والانتهاء من إعداد رؤية استراتيجية أعدها فريقٌ من المختصين اليمنيين مع الاستعانة بخبرات استشارية فنية من أخرى، لكنه قال إن إعادة الهيكلة «تتطلب دعماً من الأشقاء والأصدقاء باعتبارِ الجيشِ اليمني لا يحمي اليمن فحسب بل يمثل أيضاً قوة مهمة لأمن واستقرار المنطقة».
وتطرق هادي إلى نشاط تنظيم القاعدة خلال الفترة الماضية، وقال إن التنظيم ما يزال يمثل خطراً على اليمن من خلال القيام بالعديد من العمليات الانتحارية والتفجيرات، وآخرها محاولة اغتيال وزير الدفاع يوم 11 سبتمبر الجاري، مؤكداً التزام اليمن في محاربة «الإرهاب» بالتنسيق والتعاون مع المجتمع الدولي.