وكما عودتكم أن أكون صريحا وصادقا معكم فأنني لا اخفي عليكم ان التحديات لا تزال ماثلة ولا يزال هناك قدر من الشقاق والمناكفات (( ومحاولات لاستعادة الصراع )) بطريقة أو بأخرى (( وهي أمور ستبقى مادام الحاملين لهذه المساوئ يرفضون التخلص من وهم ان كل واحد منهم هو مركز الكون الذي لا تستقيم الحياة إلا بوجوده ((. بهذه الكلمات الواضحة اختتم فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي خطابه الهام الذي بث عبر وسائل الإعلام الرسمية عشية الاحتفال باليوبيل الذهبي لثورة السادس والعشرين من سبتمبر ... وهي إشارات تتحدث عن واقع الحال السائد وقد بينت للشعب صعوبة المرحلة وخطورتها خاصة مع وجود أطراف داخلية لازالت مشدودة إلى الماضي وتحن إلى الصراع ورؤية الدماء والدمار كخيار شيطاني سيوصلها كما تتوهم إلى قطف الثمار وتحقيق الهدف الأكبر وهو الوصول الكلي إلى السلطة والاستيلاء على مفاصلها بأي ثمن ومهما كانت التضحيات والدماء خاصة وان هذه التضحيات أو الدماء لن يدفعها سوى هذا الشعب المسكين الذي يسهل خداعة وتضليله بالشعارات البراقة والوعود الكاذبة !!
هذه الأطراف رغم كل المتغيرات والتجارب والعنف والفشل لازالت تحيك المؤامرات تلو المؤامرات لتنسف ما تم الاتفاق علية في الرياض من مبادرة و تسوية سياسية وقع عليها الجميع للخروج بالوطن من دوامة الصراع والفتنة بعد أن حفظت لهذا الجميع ماء وجوههم لتؤسس لمرحلة توافقية تؤسس الأرضية الصالحة لحوار وطني جاد يخرج اليمن من أزمته الطويلة ويضع اللبنات الأولى للبناء والتغيير الحقيقي لمجمل أوضاعنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية ...الخ لنصل في النهاية إلى يمن جديد ودولة حديثة ومستقبل زاهر لطالما حلم به الشعب من أقصى الوطن إلى أقصاه .
الأخ الرئيس وضع النقاط على الحروف في خطابه سالف الذكر وبالتالي الكرة باتت في ملعب أطراف الأزمة والمعادلة السياسية في البلد فإما أن ينصاع الجميع للعقل والحكمة وتغليب المصلحة الوطنية العليا ليسير المركب إلى بر الأمان وينجو الوطن والجميع .. وإما نظل على ما نحن عليه ننخر في هذا المركب الذي يحملنا جميعا دون استثناء حتى نغرقه تماما فنهلك ونخسر كل شيء ... الخيار والقرار متروك بين أيدي عقلاء وحكماء الأطراف في الساحة الوطنية خاصة أطراف الأزمة والحل وبمقدورهم أيضا إذا ما وجدت الإرادة وتغليب المصلحة الوطنية العليا إيقاف المتشددين والمتطرفين والمخربين والمتآمرين وتجميد نشاطاتهم ومؤامراتهم وإعادة من فقد صوابه وعقلة وضميره إلى جادة الحق والصواب .
· اختم بهذه العبارة القوية التي وردت ضمن سياق خطاب الرئيس :
(( ما أسهل التخريب والتدمير بيد ان الذكر الحسن والخلود سيكون مصير أولئك الذي يشمرون عن سواعدهم للبناء ويصنعون السلام ويقدمون مصلحة شعبهم ووطنهم على كل طموح ذاتي أو سلطة فانية (( .