أقدم شاب يبلغ من العمر 22 عاماً، على حرق نفسه بمادة الكيروسين في منطقة بني ضبيان التابعة لمحافظة صنعاء. وقالت مصادر محلية بمديرية (يمدة) بني ضبيان ل(اليمن اليوم) إن شاباً يبلغ من العمر 22 عاماً، يدعى محمد أحمد ناصر راشد الطاهري، صبّ الجاز على جسده، ثم أشعل في نفسه النار، وهرع الحاضرون لإطفاء الحريق المشتعل في جسده وأسعفوه إلى المستشفى، ولكنه وصل المستشفى جثة هامدة. ووفقاً للمصادر فإن المنتحر -راشد- كان قد تقدم من أجل الالتحاق بالجيش في الأيام السابقة، ولم يتم قبوله بسبب أنه أُمّي لا يقرأ ولا يكتب، وأن أهله اشترطوا عليه الالتحاق بالجيش أو وظيفة أخرى شرطاً لتزويجه، وهو ما لم يتمكن من تحقيقه، وبهذا فَقَدَ الأمل في الحياة فأقدم على إحراق نفسه وقد تم دفنه أمس في منطقة جحانة. كذلك أقدم ظهر أمس شخص يدعى عبدالله محمد الضمار، على إطلاق النار على نفسه، بحيث أدت الطلقة النارية إلى تمزيق أمعائه، ويرقد حالياً في المستشفى وهو بحالة حرجة. وقالت مصادر محلية ل(اليمن اليوم) إن الضمار شاب عشريني، وأن سبب الإقدام على الانتحار هو الفقر وتردّي الوضع الاقتصادي الذي ازداد سوءاً.. والضمار من أبناء قبيلة بني ضبيان. كذلك أقدم يوم أمس الأول طفل لم يتجاوز عمره 11 عاماً على الانتحار شنقاً في منطقة الحشابرة بمديرية الزيدية في محافظة الحديدة. وقالت مصادر محلية ل(اليمن اليوم) إن الطفل، ويدعى إبراهيم محمد حاج حشيبري، قام بشنق نفسه بحبل ربطه على سطح (سقيفة) تقع أمام منزلهم في قرية الطالبية بالحشابرة، ما أدى إلى وفاته على الفور. ووفقاً للمصادر فإن السلطات الأمنية بمديرية الزيدية باشرت التحقيق في الحادث وقامت بإيداع الطفل ثلاجة مستشفى العلفي بالحديدة لحين قدوم والده المغترب بالسعودية، حتى يتم استكمال إجراءات التحقيق والدفن. وأوضحت المصادر أن الطفل ينتمي لأسرة فقيرة، ووالده المغترب في السعودية لا يعمل فيها بصورة شرعية بقانون الإقامة، وإنما عبر التهريب، وهؤلاء يكون دخلهم المادي متدنياً. وتصنف محافظة الحديدة في المرتبة الأولى في القائمة الإحصائية الرسمية للانتحار في النصف الأول من هذا العام، حيث سجلت (120) حادثة انتحار، وقد احتلت هذه المحافظة المرتبة الأولى ب 24 حادثة، متفوقة عن وصيفتها محافظة تعز، التي تقع في المرتبة الثانية بفارق 5 حوادث، حيث بلغ مجموع حوادث الانتحار في تعز 19 حادثة، تليها أمانة العاصمة ب14 حادثة، ثم تلتها محافظة حجة ب13 حادثة، ومحافظة مأرب ب6 حوادث انتحار، وهذه الحوادث الانتحارية هي ل6 أشهر، من يناير وحتى شهر يونيو، مما يعني أن العدد يتضاعف، وبحسب الإحصائية الرسمية فإن هناك العديد من الحالات لا يتم تسجيلها لدى السلطات الرسمية. ووفق الإحصائية الرسمية الصادرة في سبتمبر الماضي، فإن النصف الأول من العام الجاري شهد 120 حادثة انتحار، أودت بحياة 120 شخصاً بينهم 19 طفلاً، و24 امرأة، والبقية ذكور تتراوح أعمارهم بين 18 و 45 عاماً، ولكن الأغلبية أعمارهم أقل من 30 عاماً. وترجع أسباب حوادث الانتحار المتزايدة بشكل مخيف إلى المشاكل الأسرية والاجتماعية التي تسبب بها الوضع الاقتصادي الذي وصلت إليه البلاد في ظل حكومة الوفاق، ولم يسبق أن وصلت إحصائيات الانتحار إلى هذا الحدّ في السنوات السابقة، إضافة إلى التمييز الاجتماعي بين الفتيان والفتيات في الأسرة اليمنية، ومشاكل الضغوط النفسية، وانعدام أفق المستقبل أمام المنتحرين. الجدير بالإشارة أن هناك حالة انتحار حصلت قبل أربعة أيام في منطقة بيت الفقيه بمحافظة الحديدة، يبلغ الشخص المنتحر من العمر 35 عاماً. وكل هؤلاء الذين تم ذكرهم يعدون خارج الإحصائية لوزارة الداخلية التي أنزلت الإحصائية لنصف العام الحالي، ومن المتوقع أن يتم إنزال إحصائية النصف الثاني من العام في شهر يناير القادم 2013م.