عندما تقدمت جماعة الحوثي بجملة شروط تراها ضرورية لتهيئة الأجواء للحوار الوطني، وقبلها فعل الحزب الاشتراكي مشدداً على ضرورة الاعتذار للجنوب وإسقاط الفتوى الدينية وإعادة المسرَّحين والمنهوبات على ذمة حرب 94م كانت لقيادات حزب الإصلاح -كل باسمه وصفته- مواقف إعلامية مفادها أنه لا شروط مسبقة للحوار. وبعيداً عن مواقفهم الإعلامية جاءت مواقفهم ذات الطابع الرسمي والتنظيمي لتصبّ في ذات الاتجاه، ابتداءً برسالتهم الممهورة بتوقيع أبرز مشايخهم المؤسسين إلى رئيس الجمهورية وصولاً إلى تحالف (صادق الأحمر) القبلي الذي خيّر فيه أبناء الجنوب وصعدة بين المشاركة في الحوار بدون شروط أو الحرب. إن أحسنا الظنّ أو أسأناه لا فرق، فمواقفهم تلك لم تكن نزولاً عند مصلحة وطنية ورغبة صادقة في انعقاد مؤتمر الحوار بقدر ما هو استشعار تنظيمي لإدراكهم أنهم المعنيون أكثر من غيرهم بتبعات الشروط الجنوبية أو الصعداوية، ولو فتشناها بنداً بنداً سنجد الإصلاح حاضراً معها بقوة في أسوأ منعطفاتها يحاولون قطع الطريق على كل ما يتعلق بذلك ولو صبّ في مصلحة الوطن. المثير للسخرية أن نجد اليوم ساسة الإصلاح أنفسهم على منصات الخطابة ينادون أنه لا حوار قبل كذا وكذا.. واضعين من الشروط المسبقة أكثر مما وضعه الآخرون. وإذا كانت شروط الحوثي والاشتراكي تصبّ في خانة المصالحة الوطنية وتهيئة النفوس، فشروط الإخوة في الإصلاح تتجاوز طاولة الحوار إلى الشأن الداخلي للأطراف الأخرى، مثل تغيير رئيس المؤتمر الشعبي العام وبعض قياداته، وكأن رئاسة المؤتمر الشعبي العام وأمانته العامة من مهام الهيئة العليا للتجمع، فالحوار لن ينجح وفقاً للإصلاح إلى أن يسبقه: -إقالة الرئيس السابق علي عبدالله صالح من رئاسة حزب المؤتمر، يليه إقالة أمناء العموم وتسريح أعضاء (الدائمة) ورؤساء الفروع في المحافظات والمديريات ورؤساء المراكز على مستوى كل قرية باعتبارهم أنصار النظام السابق واستبدالهم بآخرين يختارهم الإصلاح للمؤتمر. -إقالة العميد أحمد علي عبدالله صالح من قيادة الحرس الجمهوري، يليه إقالة قادة الألوية والوحدات والكتائب، وصولاً إلى تسريح الأفراد باعتبارهم أنصاراً واستبدالهم بآخرين يعينهم الإصلاح. -إقالة بقية محافظي المحافظات ومدراء المديريات واستبدالهم بآخرين من الإصلاح إحقاقاً للشراكة الوطنية والعدالة الانتقالية وتطبيقاً للمبادرة الخليجية. -أن يسلم الحوثيون أسلحتهم إلى أقرب شيخ إصلاحي مسلح ومن ثم القبول بالتعايش المسلح. -الاكتفاء بعبد الله الناخبي وعبدالقوي رشاد كممثلين عن الحراك الجنوبي، وخير الحراكيين ما قل وذل.