صنعاء - مئات الرجال والنساء والأطفال يصطفون لساعات في طوابير طويلة أمام مقر مؤسسة خيرية في صنعاء يوميا خلال رمضان للحصول على وجبة ساخنة لإفطار أُسرهم في شهر الصوم. والمعروف أن اليمن من أفقر الدول العربية حتى قبل تفجر حرب أهلية به في مارس/آذار 2015. وقالت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة إن 14.4 مليون من أصل 26 مليون يمني يواجهون خطر "انعدام الأمن الغذائي" ومن بينهم 7.6 مليون يعانون منه بشكل "حاد". وتفاقم نقص المواد الغذائية في اليمن جراء استمرار الحرب بين قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المدعومة من تحالف بقيادة السعودية ومقاتلين حوثيين تدعمهم إيران الملفوظة في المنطقة. وقالت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة في بيان مشترك الثلاثاء إن نقص المواد الغذائية سيستفحل على الأرجح مع عدم ظهور بادرة في الأفق على انتهاء الصراع. وقالت امرأة يمنية تعتمد على الجمعيات الخيرية واهل البر في توفير متطلبات أُسرتها من الطعام إنها تتمنى أن يستمر سخاء الناس في رمضان بعد انتهاء الشهر الكريم وعودة الحياة إلى طبيعتها. وأضافت هند محمد "جينا نستلم عشاء من المؤسسة هذه. بيدوا (يعطوا) لنا رز (أرز) وطبيخ وخبز ونتمنى من فاعلين الخير أن يكملوا عملهم وإن شاء الله ربي بعد العيد أو بعد رمضان إنهم يكملوا". وأعرب يمني آخر يدعى يدعى حامد الأقرع عن أمله في أن يزيد المتبرعون تبرعاتهم للفقراء وقال "جابوا للمساكين والفقراء والمحتاجين يعني خبز ورز وطبيخ. ونتمنى من الإخوان التجار أو أهل الخير من الجمعيات الخيرية دعم هؤلاء الإخوان لمساعدة الفقراء والمساكين والمحتاجين". وأوضحت الأممالمتحدة أن 19 محافظة من بين 22 محافظة في اليمن تواجه "نقصا حادا في المواد الغذائية". وقال سنان القوسي مسؤول مؤسسة آمالنا الخيرية التي توفر وجبات غذائية لنحو ألفي أُسرة في صنعاء خلال رمضان بمساعدة 70 متطوعا إن هذه المبادرة سوف تستمر حتى نهاية شهر الصوم.
وأضاف "إحنا بفضل الله ثمانون شاب متطوع يقومون بكفالة ألفين أسرة من الأحياء. يعني نسلم لهم وجبة عشاء خبز ورز وطبيخ وتمر وما يعطوه أهل الخير يعني. وندعو أهل الخير يعني بالتعاون وأن ينزلوا بأنفسهم ويشوفوا المساكين أن يعطوهم شيء لأنهم ألفين أسرة كل يوم يستلموا رز وخبز وطبيخ طوال الشهر. نتمنى من أهل الخير يعطوهم نصف دجاج مثلج حتى ولو كل جمعة يعني". وقال الممثل المقيم للأمم المتحدة في اليمن جيمي ماكولدريك في مؤتمر صحفي عقده في الآونة الأخيرة إن "13.6 مليون يمني على الأقل بحاجة للمساعدات الإنسانية الفورية المنقذة للحياة في ظل أوضاع إنسانية صعبة تواصل التدهور مع استمرار تقييد الواردات وعدم قدرة سفن شحن كثيرة على تفريغ حمولتها في الموانئ". ويستورد اليمن بين 80 و95 بالمئة من المواد الغذائية الضرورية ويتوقع أن يؤثر عدم الاستقرار المستمر بشكل كبير على الإنتاج الزراعي المحلي والتسويق.