قالت مصادر ديبلوماسية إيرانية إن "السفن الحربية الإيرانية تتواجد مضيق باب المندب باعتبارها منطقة دولية في حين أن المضيق يعج بالسفن الحربية التابعة لأكثر من دولة أوروبية كما الولاياتالمتحدة الأميركية في إطار منظومة حلف شمال الأطلسي وذلك على خلفية حماية التجارة الدولية حيث يشكل مضيق "باب المندب" ممرا لاكثر من ثلث تلك التجارة أي ما يفوق ال 35 % منها. وارجعت المصادر الايرانية الأسباب الحقيقية لذلك التواجد الى ما اشاعته الحرب في اليمن بين النظام اليمني والحوثيين وبينهم وبين المملكة العربية السعودية من توترات كان لها أثرها البلغ على حجم التحركات الدولية للسفن في مياه المنطقة". وتضيف المصادر الإيراينة نفسها أن تلك السفن بالإضافة الى عنوان تواجدها المعلن في تلك المنطقة إنما "تنظر اليه طهران بارتياب بالغ بعد حملة التهديدات التي أطلقتها المجموعة الدولية لها على خلفية ملفها النووي لا سيما وأن تلك التهديدات لم تنحصر فقط بمسالة العقوبات الإقتصادية التي ستعمل إيران على مواجهتها بكل السبل وإنما تعدتها الى التهديدات العسكرية، في حين أن البحرية الإيرانية قد رصدت تحركات لبوارج وقطع عسكرية إسرائيلية عملت السلطات اليمنية المشرفة على المضيق على منعها من العبور فيه". واعتبرت المصادر أن "في تلك المحاولة الإسرائيلية إشارات لا توحي بالإطمئنان خصوصا وأنها تحصل في ظل الحماية الدولية بعدما أصبحت البحرية الإسرائيلية جزءا من البحرية التابعة لقوات حلف شمال الأطاسي الذي تجوب سفنه البحار من دون حسيب ولا رقيب". وإذ رأت أن "من حق السفن الحربية الإيرانية التواجد في مضيق باب المندب إسوة بسفن الدول الأخرى"، أشارت المصادر الإيرانية إلى أن ذلك "يعتبر حيويًا من الناحيتين التجارية لحماية السفن التجارية الايرانية التي تعبر من ذلك المكان والعسكرية لمراقبة تحركات السفن المعادية"، معربة عن خشيتها "من أن يكون التهديد الذي أطلقه تنظيم القاعدة مؤخرا موجها حصرا لإيران وسفنها في المضيق"، وتساءلت في هذا السياق عن "توقيت هذا الإعلان الذي تزامن مع توجه السفن الحربية الإيرانية الى المنطقة". المصادر الإيرانية نفسها لم تخف أيضًا خشيتها من أن يكون التحذير الصادر عن القاعدة "تحذيرًا أميركيًا للتضليل وأن يكون مقدمة لعمل ما سينفذ ضد إحدى القطع المتواجدة في المضيق مذكرة بالهجوم الانتحاري الذي تعرضت له المدمرة الأميريكية كول في ميناء عدن في تشرين الأول عام 2000"، مشيرة في هذا الصدد الى أن "المتهم الرئيسي بتدبير الهجوم قد فر من سجنه اليمني في ظروف غامضة لم تتضح حتى اليوم، ما يدعو الى الشك بأنّ الهجوم قد كان مدبرا مع المخابرات المركزية الأميريكية". وشككت هذه المصادر في "امكانية سيطرة القاعدة على منطقة باب المندب"، مشيرة الى أن الأخيرة "لا تملك القدرات اللازمة التي تخولها القيام بهذا الأمر في حين أن السيطرة الحقيقية هناك للقبائل اليمنية المتعددة الولاءات"، لذا فإن المصادر الإيرانية تعتبر ان إعلان القاعدة "يحمل في طياته رسائل في غير اتجاه إحداها يعبر عن الاستياء من تواجد القطع الحربية الإيرانية في المنطقة خصوصا وأن الحرب في اليمن ما زالت مستعرة ولم تنجح الجهود لإطفائها بعد انهيار ورقة الشروط التي وضعتها صنعاء لانهاء القتال في صعدة".