تكشف العديد من المؤشرات عن أن خارطة تحالفات جديدة يتم رسمها خلف الكواليس قد تضم قوى كانت متصارعة بالأمس، ووجدت نفسها بحكم الخطر المشترك في مسار واحد. المصالح تفرق الأقوياء، والمصائب توحدهم فليس في السياسة خصومة أبدية ولا وداد دائم. على هذا الأساس يمكن توقع مالم يكن في الحسبان وهو أن ينشأ تحالف بين تيار الزعيم الجنوبي، علي سالم البيض، وبين المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق، علي عبدالله صالح، وأن تنضم إلى هذا المركز زعامات وتيارات وحركات سياسية أخرى، وعلى رأسها الزعيم الجنوبي الرئيس السابق علي ناصر محمد. ولا أتحدث هنا عن نادٍ مفترض للرؤساء السابقين، ولكن بالقراءة التحليلية للمعطيات يمكن استنتاج أن المؤتمر الشعبي العام بطريقه للتحول إلى معسكر للحلفاء. في هذا الأسبوع التقى رئيس أركان الأمن المركزي، يحيى محمد عبدالله صالح بالزعيم الجنوبي، علي سالم البيض في العاصمة اللبنانية بيروت، ولم يعلن عن هذا اللقاء ولا عن محتوياته، فالسرية بيان في بعض الأحيان، ويمكن استنتاج أن أحدهما (الرئيس صالح، أو نائبه السابق البيض) أراد أحدهما أن يبعث للآخر رسالة ما. ويوم أمس غادر السكرتير الصحفي، أحمد الصوفي إلى لبنان في مهمة رسمية لم يفصح عنها إلاّ أن الاعتقاد أن هناك مراسلات تهيئ لشيءٍ ما. ويمكن الإضافة إلى ما سبق الاتصال الذي أجراه رئيس المؤتمر الشعبي العام بالرئيس علي ناصر محمد يوم الاثنين الماضي، وفيه قدم صالح تعازيه بوفاة نجل شقيق ناصر، وتواعدا على أن يلتقيا قريباً. كل ذلك يشير إلى أن الجانبين قد أنهيا القطيعة التي كانت قائمة بينهما، ويمكن قراءة هذه الخطوة كمقدمة لتقارب سياسي يمهد لما هو أبعد من ذلك. نشوء معسكر الحلفاء ضرورة يفرضها الواقع، وهو يشكل قوة لاستمرار الوحدة، وقوة لوقف انتشار التشدد والغلو..