تعددت الأحزاب والنهج واحد. ظهور الأحزاب في الحياة السياسية ظاهرة صحية تندرج في خانت التعددية السياسية التي كفلها الدستور اليمني حيث تمثل نهجاً ديموقراطياً لممارسة الحياة السياسية بكل مرونة ووضوح بعيداً عن السرية والغموض لما فيه مصلحة البلد بشكل عام والمواطن بشكل خاص.. اليوم نسمع عن تأسيس أحزاب سياسية جديدة خاصة بعد الازمة السياسية التي خاضتها اليمن في 2011م وهذا بالفعل يعد انعكاساً ايجابياً يؤكد مدى استيعاب الجميع معنى المشاركة الحقيقية في الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي يعطي الكل الحق في الممارسة الفعلية كشريك في اتخاذ القرار والمطالبة المشروعة للحقوق والواجبات وتمثيل الشعب تحت قبة البرلمان وفقاً للدستور والقانون المشرع والمتفق عليها.. فهذه الأحزاب الناشئة يجب ان تدرك من البداية ان عليها مسؤوليات وواجبات كبيرة تقع على عاتقها واهداف وطنية لا يمكن الحياد عنها اذ لابد ان تثبت وجودها وحضورها النهضوي بما يخدم المصلحة العليا للبلد ويلبي طموحات المرحلة القادمة بحيث لا تتعثر في اداء واجباتها الوطنية وتصاب بنكوص سياسي مستقبلي قد يكون له تأثير عكسي على العملية الديمقراطية .. وبالتالي فإن الاحزاب الجديدة الصاعدة أمامها فرص كثيرة لتكون فاعلة في الحقل السياسي و تحضى بشعبية غالبة وذلك من خلال التفاعل الموضوعي والمنطقي مع قضايا المجتمع وحل مشاكله بشتى صورها لأن ثقل وقوة الحزب تنعكس دائماً من حجم قاعدته الشعبية التي تعزز من بروزه السياسي في كافة الأصعدة وما دون ذلك فإن الحزب يكون منزوياً لا معنى له سوى أنه عبارة عن مقر وأمين عام ورئيس دائرة وشعار فقط لا غير.. إن أهم شيء في الأحزاب الناشئة هو تنوع افكارها وطموحاتها وبرامجها التي ستسعى الى تحقيقها وترجمتها على أرض الواقع بعيداً عن الرتابة التي مللناها ولم تعد خفية على الناس والاسفافات الهلامية وكذا الخطب الإسهابية التي تهيج العواطف وتسلب العقول. إن ما نريده من هذه الاحزاب هو العمل على أساس تنافسي ديمقراطي بحيث تستغل الهامش الديمقراطي الذي تتمتع به بلادنا عن سائر البلدان في العالم الثالث بطرق صحيحة تصب في مصلحة اليمن وأن تبتعد عن المناكفات والمزايدات والمتاجرة بقضايا الناس والاستغلال الرخيص بقضايا الوطن خارجياً.. نريد من هذه الأحزاب ان تستفيد من أخطاء سابقاتها وأن لا تكرر الوقوع في اخطائها لأنه حينها لن تضيف جديداً بقدر ما تزيد “من الطين بلة” وتصبح عبئاً سياسياً على الوطن.. نريد من هذه الأحزاب ان تعي مفهوم التغيير الصحيح الذي يجدد مسار الحزب سواءً داخل اطاره الحزبي او خارجه، لأن الركود حتماً يفسد منهاج الحزب بل يصيبه بتكلس سياسي وايديولوجي وديموقراطي.. نريد من هذه الأحزاب ان تتصدر اولويات اجندتها قضايا الشباب والمرأة وأن تولي اهتماماتها بهاتين الشريحتين كونهما عماد المجتمع وباكورته التي يتكئ عليها وان تضع مفهوم الدولة المدنية أساس انطلاقها فكرياً وعملياً..