رغم أن المقاومة لم تصل الى العاصمة صنعاء ولم يحدث فيها معارك في شوارعها , إلا انها تشهد نسبة كبيرة في الوفيات فمنهم من لقى مصرعه عن طريق ضرب الطيران سوى عن طريق الغلط أو من كان يسكن قريب من الأماكن المستهدفة أو بسبب الصواريخ التي كانت تتطاير من مخازن الأسلحة ولكن هذه الاحداث متوقعة لأننا نعيش حالة حرب . أما الشيء غير المتوقع و المخيف هو ما يحدث في العاصمة صنعاء من حالات قتل عمد بسبب الأزمة الاقتصادية و عدم قدرة الموظف على دفع ايجار الشقة أو تسديد البقالة فدين وعجز المالك والمؤجر عن توفير احتياجاتهم يدفعهم لقتل بعضهم البعض.
فماذا بعد أن يصل الانسان الى القتل فما سمعنا عن تلك الحوادث التي زادت من احزاننا واجعلتنا نتسآل .. هل عجز دكتورة تعمل في مستشفى كمستشفى الثورة عن دفع ايجار شقتها مبرر للرجل أن يشرع في قتل طبيبة ؟ وهل الحاجة تولد الاجرام وتدفع البعض لارتكاب جريمة قتل من اجل نهب دراجة نارية ؟ , وغيرها من الاحداث التي شهدتها صنعاء مؤخرا . لعل الكثير يعلم أن القاتل لم يقتل بهدف القتل فقط أنما بسبب مايعاني من أزمات مادية وماتمر بها البلاد من ظروف صعبة جعلت هذا الرجل الذي يمتلك عمارة يعجز عن مجرد التفكير بما اقدم عليه خاصة أن الضحية امراة. وهناك ما هو أشد الما , حينما يدرك أن هناك من يعيش رفاهية بينما أناس غير قادرين على توفير قوت يومه أعتقد أن هذه الأمور كفيلة بالقضاء على الرغبة في الحياة. والا ماهو السبب الذي يدفع الانسان لهذه الحالة فهو يعرض حياته بما أقدم عليه للموت ويضر بمستقبله ومستقبل أسرته فمن يقدم على مثل هذا العمل أن حياته لم تعد تهمه ورغم تفاقم الحالة الانسانية التي توصف بالكارثية والمأساوية للشعب اليمني , يظهر عبد الملك الحوثي ليعطيهم مواعظ بدل من خلق حلول للأزمة التي يعاني منها اليمنيين بسبب مغامراته الطائشة. ولكن الطبع غلب التطبع ففي كل مرة لا نسمع منه سوى اتهامات بأننا دواعش ومرة متحالفين مع العدوان وكأن من وضع اليمن في هذا المأزق هم المواطنين . جماعة الحوثي هي من وضعتنا في متاهة وهاهو عبد الملك الحوثي في خطابه الأخير يسمينا الطابور الخامس ليدعو لمحاربتنا وأكثر ما يحارب الصحافة والصحفيين وكل همه محاربتها بجميع الطرق عبر اقتحام مكاتبهم أو منازلهم . فلم نسمع ولو لمرة واحدة من كلماته يطمئن مستمعينه او حتى يشعرنا أنه يعلم بما نعاني ولو حتى بخطاب رغم أكاذيبه الكثيرة مرارا فيدعونا بالثبات يا للسخرية إلى هذه الدرجة أيقن أننا مصدقين أن له الحق ليأمرنا وأنه ما يقوم به جهاد وبالتالي يتوجب علينا الثبات على ما نعنيه من أزمات اذا كان يجب علينا الثبات فما واجبه هو نحونا باعتباره مسؤول على المواطن خاصة المناطق التي يسيطر عليها بدل نهبها من قبل جماعته ومقربيه فهم وحدهم من يركبون السيارات الفاخرة ويشترون الفلل والعمائر فعن أي صمود يطلبه هذا الرجل أنه صمود لينهب هو ومجاميعه البلاد تحت اسم المجهود الحربي