انحرافات الفهم لآيات القتل والجهاد في الكتب السماوية الثلاث عن مسارها الزماني والمكاني والظرفي..وكيف صحح إنحرافها؟ حاولت خلال شهر رمضان البحث عن العنف والقتال في القران وهل هو استثناء من خلال مقارنه مع الكتب السماوية الأخرى ؟ وهل ما جاء بالقران هو سبب للإرهاب الذي تمارسه التنظيمات المتطرفة ؟ أم أن هناك انحراف من حيث الفهم والتطبيق اليوم ؟ وجدت الكثير من ارجع الانحرافات في عدم الفهم العقلي لآيات الكتب السماوية, وفق سياقها الزماني والمكاني والظرفي, وطغى علم البيان على البرهان . ...وأرجع المفكر الإسلامي محمد شحرور الانحرافات السلوكية للجماعات الإسلامية إلى التالي : 1-غياب قراءة معاصرة لكتاب الله تعالى وتراثنا الإسلامي، بعيداً عن افتراءات المفسرين وشطحاتهم وإسرائيلياتهم المدسوسة، و عن التعصب المتطرف للمذهب والطائفة , وعن تسمية الأشياء بغير أسمائها وتوظيفها في أغراض سلطوية على غير ما ينبغي. 2-غياب مقاربة فهم التنزيل الحكيم ضمن نظم معرفية معاصرة، فالمعرفة أسيرة أدواتها. 3-عدم التفريق بين النصوص القرآنية القصصية – التي تنطبق على زمانها - , ونصوص الرسالة المستمرة بكل زمان ومكان, وذلك بقراءة النصوص بعيدا عن سياقها التي جاءت فيه زمانا ومكان 4- ظهور الإسلام السياسي الذي جاء نتاج الاستبداد السياسي والديني, بعد أن خضعت السلطة الدينية، بشكل كامل للسلطة السياسية. فاندمجت السلطتان في سلطة مستبدة،... وعندما يدخل الدين – أي دين أو مذهب – في السياسة، تظهر ثقافة إقصاء الآخر. والمبررات الدينية الفقهية لإقصاء الآخر كثيرة. وكذلك فإن القرارات السياسية تقوم كلياً على عالم الشهادة، بينما يوجد في الدين دائماً جانب غيبي مما قد يؤدي إلى كوارث. 5-نشر رجال الدين ثقافة القطيع بين الناس , فهم يتحدثون للناس والناس تسمعهم بدون سؤال وبدون مناقشة مع إسقاط التدبير وغياب العقل، وهم يقومون بداية بغسيل الدماغ للناس ليقبلوا أي شيء على أنه دين. فالثقافة السائدة هي ثقافة القطيع تستكين أمام الشيخ أو أمام الملا أو أمام أمير الجماعة. وليس من الغريب أبداً أن يموت الإنسان ويقتل الآخرين دفاعاً عن جهله. أو لأمر يظنه جهاداً في سبيل الله، بينما هو في سبيل مصالح من دفعه إلى ذلك.... فلم يطرح الفقهاء شعار الحرية إطلاقاً, ولم يجيزوا الخروج على الحاكم الظالم. 6-السير وراء شعارات دينية مظللة منها شعار “حاكمية الله¨ هكذا شعارات ضبابية عاطفية لا تصلح لبناء دولة. لأن مهمة الدول هي الحياة الدنيا (طرق – صحة – تعليم) وعمل وازدهار اقتصادي و أمن. والآخرة هي اختصاص الإنسان الفرد. 7-استمرار سماع شعار العبودية التي أصبحت العبودية ثقافة شائعة في العقل الجمعي للعرب بالذات. فالجلاد الذي يستعبد الناس ويقتلهم أو يفجرهم هو البطل، والحرية عندهم أمر لا يستحق الجهاد والقتال, وهو ما ولّد الشعور بالدونية عند العرب والمسلمين وخاصة تجاه التراث وشخصياته. 8-إنكار الديمقراطية التي توصل إليها الإنسان , وهي مبدأ حرية الاختيار وصندوق الاقتراع وحرية التعبير والضمير , والعمل ضمن عقد اجتماعي أو نظام أساسي بين الحاكم والمحكوم , وهي أقل الآليات سوءاً التي توصل إليها الجنس الإنساني لممارسة الشورى التي وردت في التنزيل الحكيم كمبدأ بدون شرح الآلية المتبعة لتطبيق هذا المبدأ، وأخطاؤها لا تبرر إلغاءها. وفشل العرب المسلمون من إبتكار أية آلية محترمة لتطبيق هذا المبدأ 9-الخلط بين الشهادة والشهيد، وبين القتل والقتال والموت, فالشهادة والشهيد لا علاقة لهما بالقتل والقتال والموت, وتسمية قتلى الحروب شهداء ليست أكثر من مصطلح سلطوي بحت. و السلطة أو مؤسسة الموت عندما ترسل الناس إلى حتفهم تعدهم بالحور العين والجنان, وهذا من اختصاص الله وليس من اختصاصها. وما يقومون به مجرد استهتار بحياة الإنسان، حتى أصبح وعي الأغلبية الجمعي لا تتأثر بعدد القتلى ولو كان كبيراً، ولو كان نتيجة خطأ في السياسات أو القيادة أو الأحكام. وإقامة الأعراس لقتلانا ليس أكثر من خدعة. الدعوة للقتال سمة مشتركة لكل الكتب السماوية المقدسة : مثلما تناول مفكري المسيحية واليهودية ما جاء بكتبهم , وكيف انحرفت مساراتها بتطرف كهنتها وقساوستها , وأخرجوها عن مساراتها الزمانية والمكانية كان المفكر محمد شحرور اكثر من تناول الموضوع وفقاً للعقل والمنطق , وقدم تبريرات موضوعية ومنطقية مبررا أسباب انحراف متطرفي الإسلام عن المسار الصحيح ...لكن وللخروج عن الإنحياز لديني و ميلي لما طرح من أسباب لانحراف سلوكيات التنظيمات الإسلامية,وهو ما قد يفقد التحليل موضوعيته , لذلك أقدمت على البحث في الكتب السماوية الأخرى ومقارنتها بما جاء بالإسلام , بهدف معرفة الحقيقة , وكيف استطاعوا التعامل العقلي مع الانحرافات المتطرفة .... ووجدت أن ما جاء بالقران من آيات القتل والجهاد , لا يختلف عن ما جاء بالتوراة والإنجيل ,إن لم يكن اكثر غلظة وقسوة وتشدد من ما جاء بالقرآن . ومنها على سبيل المثال لا الحصر التالي: 1- (حزقيال 9: 6 وَاضْرِبُوا لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ.) 2- ( إشعيا 13 : 16 يقول الرب : "وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم") 3- ( يشوع 6: 22-24 " وَأَخَذُوا الْمَدِينَةَ. وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ, مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ 7- حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ. ... وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ") 4- (متى 10: 34 لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً ) 5- ( لوقا 19: 27 "أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوه