أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن الدول الغربية ستعاني عواقب ما وصفه بدعمها لعناصر تنظيم القاعدة في الحرب الدائرة بسوريا، محذرا من إمكانية امتداد الحرب المستمرة منذ أكثر من سنتين إلى الأردن. وقال الأسد -في مقابلة مع قناة "الإخبارية" السورية بثت الأربعاء- "كما موّل الغرب القاعدة في أفغانستان في بدايتها ودفع الثمن غاليا لاحقا، الآن يدعمها في سوريا وفي ليبيا وفي أماكن أخرى، وسيدفع الثمن لاحقا في قلب أوروبا وفي قلب الولاياتالمتحدة". وأضاف "ما يحصل هو أننا نواجه القوى التكفيرية والظلامية". وكان يشير إلى احتمال إمداد دول غربية مقاتلين في سوريا بالسلاح، رغم المخاوف الغربية القائمة من أن يصل ذلك السلاح إلى جماعات توصف بالجهادية، ومنها جبهة النصرة. ويأتي حديث الأسد بعد أسبوع من "المبايعة الرسمية" لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري من جانب جبهة النصرة السورية المعارضة. وكانت الولاياتالمتحدة وصفت جبهة النصرة -وهي من أكثر قوى المعارضة فاعلية في قتال قوات الأسد- بأنها "منظمة إرهابية". واعتبر محللون أن إعلان جبهة النصرة مؤخرا ولاءها لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري قدم خدمة لنظام الأسد، ودعم موقفه القائل بأنه يواجه "مجموعات إرهابية". من جهة أخرى، حذر الأسد من امتداد الحرب المستمرة في سوريا منذ أكثر من سنتين إلى الأردن، وقال "الحريق لا يتوقف عند حدودنا، والكل يعلم أن الأردن معرض كما هي سوريا معرضة له". وشن الأسد هجوما على الأردن واتهمه بتسهيل مرور المسلحين إلى سوريا، وقال "من غير الممكن أن نصدق أن الآلاف يدخلون مع عتادهم إلى سوريا في وقت كان فيه الأردن قادرا على إيقاف أو إلقاء القبض على شخص واحد يحمل سلاحا بسيطاً للمقاومة في فلسطين". ومن ناحية أخرى، اعتبر الأسد أن الشعب هو الذي يقرر بقاء الرئيس أو ذهابه، وقال -ردا على أطراف عربية وغربية تدعو لتنحيه عن السلطة- "ما يقرره الشعب في هذا الموضوع هو الأساس، بالنسبة إلى بقاء الرئيس أو ذهابه"، معتبرا أن "المنصب ليست له قيمة إذا لم يكن له دعم شعبي". ورفض الأسد مرارا التنحي، وهو أحد شروط المعارضة لأي تسوية سياسية محتملة، كما أن دولا غربية بينها الولاياتالمتحدة دعت الرئيس السوري في مناسبات كثيرة لترك السلطة، ووصفت حكمه بغير الشرعي بعد سقوط عشرات الآلاف من القتلى منذ اندلاع الثورة منتصف مارس/آذار 2011. وفي سياق ذي صلة، جدد الأسد موقفه لجهة المضي في القتال ورفض التفاوض بشأن التنحي، قائلا "لا يوجد خيار لدينا سوى الانتصار. إن لم ننتصر، فسوريا ستنتهي، ولا أعتقد أن هذا الخيار مقبول بالنسبة إلى أي مواطن في سوريا". وأضاف "الحقيقة أن ما يحصل هو حرب. وأقول دائما لا للخضوع، لا للتبعية، لا للاستسلام". ومن جانب آخر قال الأسد "لا نخشى التقسيم طالما أننا لا نخشى من الطائفية". وتقول الأممالمتحدة إن أكثر من 70 ألف شخص قتلوا في الصراع السوري الذي بدأ منذ أكثر من عامين كاحتجاجات سلمية بشكل أساسي، لكنه تطور إلى حرب أهلية.