لكل حزب، ولكل شيخ، ولكل مواطن نقاطه الخاصه به. البعض لديه خمس نقاط ، والبعض الآخر تسع نقاط، وهناك من لديهم عشرون نقطه . اما انا فعندي نقطة واحده فقط ، وهي : الغاء جميع النقاط . طبعا لااقصد بالإلغاء هنا إلغاء نقاط الآخرين، وإنما اقصد بذلك إلغاء النقاط العسكريةالمنتشرة في الشوارع والأزقة وعند كل منعطف . فثمة في صنعاء اليوم ألف نقطه ونقطه ، وبين كل نقطةٍ ونقطةٍ نقطه. طيب .. هناك قطع ماء، قطع كهرباء ، قطع طريق ،قطع أرزاق، قطع رؤوس. فلِمَ لايقطعون علينا العسكر ولو ليوم واحد ؟ نفسي يوم اخرج من البيت ألُفْ شوارع صنعاء وأفاجأ بالنقاط العسكريةمقطوعة وغير موجودة . انتبهوا تعتقدوا انني اكره العسكر .. ابدا انا لا أكره العسكر ولا اكرهالشرطة، ولا اكرهأحداً. فقط اريد القول بأنه ليس بالنقاط العسكرية وحدها ولابالانتشار المسلح يستتب الأمن . ثم أن النقاط العسكريه تخيفني وتبعث الخوف في نفسي .. وسواء كنت راكباً أو ما شياً اشعر بالخوف عند كل نقطه ، ويعتريني إحساس بأن هذه النقطة أو تلك زُرِعت في هذا المكان أو ذاك خصيصاً من اجلي ، وأنني الهدف ، وأن عسكر النقطة بانتظاري، وسوف يقبضون عليَّ لامحالة. حتى اذا ما عبرت النقطة ومررت بسلام قلت محدثا نفسي :أن كان عسكر النقطة هذه يارازحي طلعوا أغبياء وتركوك تفلت من بين ايديهم فان عسكر النقطة التاليه لن يكونوا بنفس الغباء ، وهم لن يتركوك تفلت من عيونهم ولا من بين ايديهم حتى لو كانوا عميانا. ولعلمكم أنا خائف كبير.. لكن هذا الخوف من النقاط ليس خوفي وحدي وإنما هو خوف الجميع، الكل يخاف من النقاط العسكريه بما في ذلك العسكر أنفسهم، والكل يضيق بها ويتضرر من وجودها. وبصدقٍ اقول والحق يقال : النقاط العسكريه زادت بعد الثوره الشبابيه وانتشرت في وجه العاصمة كأنها الجدري.. وأنت عندما تحتج أو تسأل بعض الثوار وتقول لهم : لم كل هذه النقاط؟ يردون عليك قائلين بأن ما تراه منتشراً في الشوارع ليست نقاطاً عسكرية وإنما هي نقاط ثورية، الهدف منها ملاحقة اعداء الثوره وحمايتها من كل الحاقدين والمتربصين. حينما سمعت كلاماً مثل هذا انتفخ قلبي من الرعب وشعرت به يخفق مثل شراع مركب امتلأ بالريح. ذلك لأنني بطبيعتي أخاف من الثورات ومن النقاط الثوريه ..فما بالكم عندما تكون هذه النقاط نقاطاً عسكرية وثورية.