ثمة فلسفات ومذاهب فلسفية عالمية يدرسها طلاب أقسام الفلسفة في الجامعات.. لكن الفلسفة التي أود الإشارة إليها هنا هي فلسفة يمنية خالصة ومن نتاج العبقرية اليمنية. ويمكن أن نطلق على هذه الفلسفة اسم: التمددية. والتمددية كفلسفة لا تُدرَس وإنما تُعاش وتُمارس وتُكرَّس يومياً في الواقع السياسي والحزبي والثقافي. وقد ظهرت التمددية وانتشرت واستشرت في ظل التعددية، وغدت فلسفة النخب اليمنية في السلطة والمعارضة. ومع أن نخبنا السياسية والحزبية والثقافية كانت قد أجمعت عند قيام الوحدة على التعددية إلا أن التعددية ظلت مجرد شعار، ومجرد نظرية.. أما في الواقع وفي الممارسة اليومية فإن جميع النخب السياسية والحزبية والثقافية في السلطة والمعارضة مارست التمددية بحماس منقطع النظير. وحتى أولئك الذين كانوا يطرحون التعددية بصوت عالٍ ويزايدون أصبحوا تمدُّدين يناصرون التمددية في أحزابهم ويدافعون عن قادتهم وأمناء عام أحزابهم التمدُّديين. والحقيقة أن حماري هو أول من أشار إلى التمددية في واحدة من إشاراته المبكرة.. وكان ذلك بالمصادفة، وقبل أن تغدو التمددية فلسفة شائعة وفلسفة الجميع. ولكن ما هي الفلسفة التمددية؟ إذ لا شك أنكم جميعاً تتطلعون إلى معرفة شيء عن هذه الفلسفة التي ارتكز عليها واقعنا الحزبي والسياسي والثقافي منذ إعلان التعددية الحزبية والسياسية والثقافية. والحقيقة أن لدى حماري أكثر من تعريف للتمددية: التعريف الأول يقول: التمددية هي فلسفة التمدُّد بدفء وحرارة السلطة. وتعريف آخر يقول: التمددية هي أن تتمدَّد فوق الكرسي مستمتعاً بالدفء المنبعث من الكرسي.. حتى إذا شعرت بالتهديد مدَّدت وطلبت التمديد. أما التعريف الثالث فيقول: التمددية هي فلسفة على النقيض من التعددية.. فإذا كانت التعددية هي فلسفة التداول السلمي للكرسي، فإن التمددية هي فلسفة البقاء على الكرسي.. فلسفة التمدد، فلسفة تقوم على التمديد.. وشعار من يعتنق هذه الفلسفة هو: مدد لي.. أمدد لك.