أحمد العرامي ما لم أقله من قبل، هو أن التيار الإخواني كان من أهم المحرضين ضدي...و أبرزهم ولا يقل قذارةً عنهم. نوقشت الرواية ومضى أسبوعان عليها، وانتهى أمرها لأنها تدخل في سياق القراءة الحرة، وفجأةً نشر إصلاحيو رداع منشوراً (صحيفة من ورقتين) عن الأستاذ الجامعي أحمد الطرس العرامي الذي ينشر الفاحشة في الجامعة، ووزعت الصحيفة في الكلية والمدينة، وانفجر العالم في وجهي. لم أكن قد قلت ذلك -وثمة كثير مما لم أقله- وما كنت أريد أن أصبح ضحيةً بسكاكين متعددة، وأن أفتح أكثر من جبهةٍ، وما كنت بحاجة إلى تضامن الإصلاح وإعلامه، بل كنت بحاجة إلى أن أسلم شره على الأقل، وتحاشيت أن يطحنني المتصارعون كعادتهم في صراعهم الحزبي الإعلامي، لكن هذا ما حدث بالفعل. أصدر الإصلاحيون صحيفةً خاصةً بي لم تكن دوريةً حتى، وظهرت فجأة فقط لتُعلِّق رأسي... وليس لدي أي موقف عدائي مع الإصلاح، عدا كتاباتي التي تتضمن آرائي المتحررة من أي انتماء على الإطلاق... بل إنني كنت متفائلاً جداً بإمكانية تطورهم الفكري لكن يبدو أنه ليس بوسعهم أن ينقذونا منهم، لأنهم أصلاً ليس بوسعهم أن ينقذوا أنفسهم من أنفسهم. قضيتي مركبة لدرجة بعيدة، ويلتقي فيها الاجتماعي مع السياسي مع التعليمي مع الديني، وعليَّ أن أواجه أطرافاً كثيرةً (القبيلة، الجامعة، القاعدة، الإصلاح، السياسة) جميعهم تحت مظلةٍ واحدةٍ، وأنتَ "كم كنت وحدك!! وحدي!! وحدنا"؛ لكنني/لكننا، سننتصر على قوى الظلام وخفافيشه.