قضت المحكمة العليا في العاصمة صنعاء، الاثنين الماضي، ببطلان القرار الإداري لجامعة البيضاء الصادر في أبريل هذا العام بفصل عضو هيئة التدريس الشاعر أحمد الطرس العرامي من عمله مدرساً بقسم اللغة العربية كلية التربية - رداع. وتلقى الشاعر والأديب العرامي أواخر إبريل الماضي تهديدات بالقتل، وصدر قرار بفصله من وظيفته كمعيد في كلية التربية بجامعة البيضاء، بعد اقتراجه لطلابه بقراءة روايتي «الرهينة» للروائي مطيع دماج و «حرمة» للروائي علي المقري، وعلى إثر ذلك اتهم الشاعر ب«الكفر وإشاعة الفاحشة».
والعرامي يعمل معيداً في كلية التريبة والعلوم برداع_جامعة البيضاء، بقسم اللغة العربية عن الأدب العربي الحديث (2) «لمستوى ثالث لغة عربية».
وهو أحد الوجوه الإبداعية الشابة، صدر له مجموعتان شعريتان وله عدد من الكتابات النقدية السياسية في الصحف.
حاوره: محمد الشلفي
• ما كان شعورك حيال حكم المحكمة لصالحك ببطلان قرار فصلك من الجامعة؟ - كنت سعيداً جداً، ذلك أنه انتصار على التخل�'ف، على البنية الصلدة داخل النسق الاجتماعي والفكري، وأمل جديد في مؤسسة القضاء اليمني التي ترتكز عليها الدولة المدنية والمجتمع المدني، عوضاً عن كونه رد اعتبار له دلالته الرمزية التي تمس أعمق إشكاليات ثقافتنا ووعينا الجمعي والفردي. • في أي خانة تضع ما حدث لك بتداعياته؟ - ما حدث لي لا يمكن حصره في خانة معي�'نة، قضيتي مركبة ومعقدة، كانت مواجهة مع النسق الاجتماعي/المجتمعي بتحجره ووعيه الشفاهي متمثلاً في المجتمع الذي أطلق حكم التكفير فيما يشبه الفتوى الشعبية، ومع النسق الديني الذي عزز قيم المجتمع المتخلفة وأعطاها بعداً دينياً، فاتحدت رؤيته برؤية المجتمع كما ينعكس ذلك في كثير من القيم الاجتماعية التي تكتسب منحًى دينياً يساعد على ثباتها وديمومتها ومقاومتها لكل تغيير، من ناحية أخرى كانت مواجهة مع النسق الأكاديمي الذي ينم عن عقلية أكاديمية ذي بنية قالبية أو متحج�'ِرة، تؤمن بالتلقين ولا تستطيع مغادرة دائرة المجتمع بقيمه ومنظومته الثقافية. • كيف ستتغير اتجاهاتك في الكتابة والتدريس، ما الذي قررته؟ - أشتغل على كتاب يتناول قضايا التفكير والحُرية والرأي والكتابة، أو بالأصح ينطلق منها فقط ليناقش قضايا أعمق في الثقافة والفكر، ولهذا توقفت نوعاً ما أو بالأصح تأجلت كتاباتي النقدية التي كنت أشتغل عليها؛ ومن بينها كتاب في الأدب الشعبي أتحسر كثيراً لأنني أجلته لكن كان لا بُد من ذلك، من جهة أخرى أستمر في الاشتغال على كتاباتي الشعرية، ولدي�' نص سيُطبع قريباً في إحدى دُور النشر المصرية. • هل تشعر بندم ما حول ما حدث؟ - لا. • ختاماً لمن تقد�'م الشكر؟ - كُل�'ما فكرت أن أقدم الشكر للأشخاص الذين ساندوني أنثنيت عن ذلك خوفاً من أن أنسى أحداً، الذين وقفوا معي، ووقفوا مع القضية نفسها بما تمثله من بعد فكري وأدبي، هم كُثر، أشكرهم جميعاً، سواءً أصدقائي أو الذين أصبحوا أصدقائي أو أولئك الذين لا أعرفهم، وهم كثر أيضاً.