أكد عدد من الخبراء السياسيين المتخصصين فى الشأن الأمريكى والإسرائيلى، أن كلا من واشنطن وتل أبيب، فقدت نظام "الإخوان المسلمين" الذى حافظ بشدة على الأمن القومى الإسرائيلى رغم التخوفات التى أبدوها فى بداية حكمه لمصر. وقال الدكتور محمد مجاهد الزيات الخبير الإستراتيجى ورئيس المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، إن الموقف الأمريكى تجاه ثورة 30 يونيو لا يزال مرتبكا، مؤكدا أن أمريكا كانت تدعى بأنها راعية الديمقراطية فى العالم ولكنه أتضح أنها راعية "لتيار الإسلام السياسى" فى المنطقة لتنفيذ مخططاتها فى المنطقة العربية. وأكد أن واشنطن لن تجرؤ بالتلويح بمنع المساعدات العسكرية لمصر لأنها الضامن الوحيد لحفاظ مصر على السلام مع إسرائيل، وأنه فى حال إلغائها قد تلوح القاهرة بأنها فى حل من هذه الاتفاقية. وأوضح الزيات، أنه برغم بالتلويح بمنع المساعدات العسكرية إلا أن أوباما لا يستطيع اتخاذ خطوات فعليه فى هذا الأمر، حيث أن أموال المعونة العسكرية قد دفعت بالكامل لشركات تصنيع السلاح الأمريكية، وفى حال إلغائها ستخسر تلك الشركات أموال ضخمة. وفيما يتعلق بالموقف الإسرائيلى من عزل مرسى، قال الزيات: "إن تل أبيب كانت قلقة للغاية فى بداية حكم التيار الإسلامى السياسى فى مصر ولكن بعد فترة وحماية هذا النظام للمصالح الأمنية الإسرائيلية التى فاقت أى نظام سابق فإن إسرائيل شعرت بالقلق مجددا ولكن هذا المرة لرحيل هذا النظام وليس لمجيئه". وفى السياق نفسه، أكد الدكتور طارق فهمى، رئيس قسم الإسرائيليات بالمركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، أن الموقف الإسرائيلى تجاه ثورة 30 يونيو وإزاحة الإخوان من الحكم على المستوى الرسمى غير معلن حتى الآن، ولكن تل أبيب ترى أن الرئيس المعزول محمد مرسى قدم خدمات أمنية لها ليس لها مثيل. وأوضح فهمى، أن تلك الخدمات الأمنية التى قدمها نظام "الإخوان" المعزول فى مصر تتمثل فى تحجيم الجماعات الإرهابية المسلحة فى سيناء وعدم القيام بعمليات إرهابية ضد إسرائيل، وكذلك تحجيم "حماس" فى عدم استفزاز إسرائيل من خلال فرض سيطرة تامة على الجماعات الإسلامية المتشددة فى قطاع غزة. وشدد الخبير الإستراتيجى فى الشأن الإسرائيلى أن مخاوف إسرائيل ستزداد خلال الفترة المقبلة بعد رحيل نظام كان حليفا لهم من الناحية الأمنية خاصة فيما يتعلق بالوضع الأمنى فى شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة، مؤكدا فى الوقت نفسه إن إسرائيل حاليا فى مرحلة "جس النبض" انتظار لما سيحدث خلال الأيام القليلة المقبلة فيما يتعلق بالأوضاع الأمنية على طول الحدود. وفيما يتعلق بالموقف الأمريكى الغامض تجاه ثورة مصر الجديدة "ثورة 30 يونيو"، كشف فهمى أن علاقة الولاياتالمتحدة بنظام مرسى المعزول قامت على فرض غطاء أمريكى لمرسى لأنه أدى دوره بكفاءة فى ملفات الأمن فى سيناءوغزة وحماية أمن تل أبيب.
وأوضح فهمى، أن الإدارة الأمريكية جاملت النظام المعزول قبل اندلاع ثورة 30 يونيو ثم تراجعوا لحدوث خلاف شديد بين الخارجية الأمريكية وجهاز ال CIA من ناحية وبين البيت الأبيض والرئيس الأمريكى باراك أوباما ومستشاريه من ناحية أخرى، حيث رأت الخارجية ضرورة رفع الغطاء عن مرسى واحترام إرادة الشعب المصرى فى التغيير، فيما رأى أوباما أنه قد يستخدم أوراق ضاغطة للضغط على الجيش المصرى كالتلويح بمنع المساعدات العسكرية لمصر. وشدد فهمى، أن الإدارة الأمريكية من مصلحتها الحفاظ على العلاقات العسكرية مع مصر وأن تظل جيدة لأن تلك العلاقات هى الضامن الحقيقى لاستمرار مصر فى الحفاظ على معاهدة السلام مع إسرائيل.
فيما قالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن تل أبيب لازالت تؤيد "مرسي"، بل وتشتاق إليه. وأضافت الصحيفة، أن هناك "4 أسباب تدفع تل أبيب لأن تشتاق لمرسى"، وهى أن إسرائيل كانت فى مصلحتها استمرار مرسى فى منصبه لأنه كان يخدمها فى عدة أمور، منها السيطرة على حركة حماس بعدم إطلاق صواريخ على قطاع غزة، وحفاظه على معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية. وأكدت الصحيفة أن مرسى لم يطالب بتغيير بعض البنود من المعاهدة، كما أنه لم يمارس ضغوطا لاستعادة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.