التقى أمس المبعوث الأممي جمال بنعمر، ممثلي مختلف القوى السياسية – عدا حزب الإصلاح- والقيادات العسكرية والأمنية في محافظة صعدة.. لمعرفة حقيقة الوضع الميداني وموقف مختلف الأطراف من الحوار الوطني، وسبل معالجة قضية صعدة. بنعمر وصل مطار صعدة الثامنة والنصف صباحاً، حيث كان في استقباله ممثلو مختلف القوى المعنية – عدا الإصلاح- قبل أن يتجه موكبه إلى المكتب التنفيذي لأنصار الله (الحوثيين) وسط مدينة صعدة، حيث سمع على مدى ساعة كاملة وجهة نظر قائد جماعة الحوثيين عبدالملك بدر الدين الحوثي، لينتقل بعد ذلك للقاء قيادات الأحزاب والقيادات العسكرية والأمنية التي كانت في انتظاره داخل مبنى القصر الجمهوري بالمحافظة. وقالت وكالة اليمن الإخبارية التابعة للحوثيين إن بنعمر استمع إلى رؤية أنصار الله (الحوثيين) حول مختلف القضايا السياسية والأمنية والعسكرية والمخاطر التي قالوا إنها محدقة باليمن والحلول الأنسب للخروج منها. وأضافت الوكالة أن (عبدالملك الحوثي أكد للمبعوث الأممي أن ما يسمى بحكومة الوفاق باتت عاجزة تماماً عن فعل أي دور يعالج القضايا الرئيسية التي تهدد اليمن واليمنيين، فضلاً عن عجزها الواضح في تنفيذ أي توافق يخرج به المتحاورون داخل مؤتمر الحوار الوطني. وأشارت الوكالة إلى أن عبدالملك الحوثي أكد ل(بنعمر) أن الإنقاذ الوطني بات ضرورة واضحة وملحة، فالنظام في اليمن ليس في إطار دولة، بقدر ما هو في أيدي جهات وأحزاب نافذة تقاسمت وفق المصالح الثنائية بين الأطراف المستفيدة، خاصة وهي ترفض حتى الآن تنفيذ النقاط العشرين التي أقرتها فنية الحوار وصادق عليها الرئيس عبدربه منصور هادي، في وقت سابق. وفي التاسعة والنصف انتهى لقاء بنعمر مع عبدالملك الحوثي، ليتجه فوراً إلى القصر الجمهوري، حيث كان في انتظاره قيادات مختلف الأحزاب – عدا حزب الإصلاح- والقيادات العسكرية والأمنية. وفي تصريح لصحيفة "اليمن اليوم" قال الرئيس الدوري لأحزاب المشترك، عزيز راشد الخولاني: إن بنعمر سمع من الجميع وجهات النظر حول الحوار وما يتعلق بقضية صعدة، وكذا حقيقة الوضع ميدانياً في المحافظة، ومدى صحة اعتداء الحوثيين على مساجد وشباب حزب الإصلاح والسلفيين. وأشار رئيس المشترك إلى أن الجميع أكدوا لبنعمر أن لا صحة لما تروج له وسائل إعلام الإصلاح، لافتاً إلى أن قائد محور صعدة أكد لبنعمر شخصياً أن صعدة أفضل محافظات الجمهورية أمناً وأماناً. وأضاف رئيس المشترك أن حزب المؤتمر وأحزاب المشترك عدا حزب الإصلاح، سلمت لبنعمر رؤية موحدة لضمان نجاح الحوار، الأمر الذي سر بنعمر كثيراً. وتتضمن الرؤية –بحسب رئيس المشترك- عدة نقاط أهمها ضرورة تنفيذ النقاط العشرين وإعادة إعمار ما خلفته الحروب الست وبصورة سريعة، وبمبلغ أكبر من المعتمد الذي لم يتجاوز 15 مليارا، صدور قرار جمهوري بشأن ثلاثة وكلاء مساعدين للمحافظة (عزيز راشد، خالد مطهر الأكحلي، محمد مجد الدين) الذين لا يزال القرار بشأنهم موقفا في مكتب الرئيس. ومن النقاط أيضاً –وفقاً لرئيس المشترك- سرعة فتح منفذي البقع وعلب الحدوديين مع السعودية. وأشار إلى أن مختلف القوى عدا الإصلاح حملت وزير المالية، صخر الوجيه، ورئيس مصلحة الجمارك، المسئولية الكاملة عن إغلاق المنفذين وبحجج واهية، ما حرم خزينة الدولة 7 مليارات سنوياً، حيث وأن دخل المنفذين شهرياً لا يقل عن 600 مليون ريال. وفي ختام تصريحه ل"اليمن اليوم" قال الرئيس الدوري لأحزاب المشترك إن بنعمر خرج بانطباع جيد من اللقاء، وشكر الجميع بعد أن سجل مداخلاتهم في مذكراته، مؤكداً أنه سينقلها حرفياً لرئيس الجمهورية وهيئة رئاسة الحوار.