فى أول رد فعل لها بعد اختيار الدكتور حازم الببلاوى رئيسًا للوزراء رحبت القوى السياسية، بما فيها حزب النور السلفى، واعتبروه اختيارًا صائبًا، خاصة مع كونه رجلا اقتصاديًا طالما طالبت كل القوى به للعبور من الأزمة الحالية. الدكتور عماد جاد، نائب الخبير السياسى، ونائب رئيس الحزب المصرى الديمقراطى للعلاقات الخارجية، أكد فى تصريحات ل"اليوم السابع"، أن تكليف الدكتور حازم الببلاوى، برئاسة الوزراء اختيار صائب، واصفاً إياه بالقامة العظيمة، ومؤكدا أنه لن يكون منحازا لأحد، كما أنه شخصية لها وزنها على مستوى العالم. وأشار جاد إلى أن المطلوب من الحكومة الحالية أن تكون حكومة تكنوقراطية تساهم فى العبور بمصر من الأزمة الحالية، فى الوقت الذى تمنى فيه أن يتم تشكيلها فى أسرع وقت. وأوضح جاد أنه لم يتلق أى اتصال من الببلاوى للمشاركة بالوزارة الجديدة، مشددا على أن اختيار طاقم الحكومة الجديدة، يجب أن يتم على أساس الكفاءة والتخصص. وقال الدكتور أيمن أبو العلا، أمين الشئون البرلمانية بالحزب المصرى الديمقراطى، إن اختيار الببلاوى جاء فى محله للعبور بمصر من هذه المرحلة الفارقة، خاصة أنه رجل اقتصادى من الطراز الأول سيهتم بالملف الاقتصادى، كما نادت جميع القوى السياسية. وأكد أبو العلا، أن الببلاوى يتملك خبرة كبيرة، فقد تولى وزارة المالية من قبل، كما أنه شخصية لن يختلف عليها أحد وعلى الجميع أن يتكاتف حوله للعبور بمصر من هذه المرحلة الانتقالية، متمنيًا له كل التوفيق. وأشار الدكتور أحمد شكرى عضو الهيئة العليا لحزب النور، وأمين الحزب لمحافظة الجيزة، إن شخصية حازم الببلاوى رئيس الوزراء الجديد، لن تواجه اعتراضات من الحزب، حيث إنه ليس محسوبا على فصيل سياسى معين. وواصل "حزب النور لا يركز على اسم الشخصية، وإنما على المواصفات، ونحن نريد شخصية تكنوقراط ليست منتمية لأى حزب، لكى تمر المرحلة الحالية دون زيادات انقسامات بين الإخوان والقوى السياسية الأخرى". ورحبت آية حسنى، عضو اللجنة المركزية لحملة تمرد، باختيار حازم الببلاوى رئيسا للوزارء، مؤكدة أنه الشخصية المناسبة لتلك المرحلة، والتى تتطلب قامة كبيرة فى الاقتصاد. وذكرت حسنى أن الببلاوى لم يكن طرحهم، ولكن عند عرضه عليهم تم التوافق عليه، وأن تولى الدكتور محمد البرادعى منصب نائب رئيس الجمهورية كان أحد شروطه بتواجده فى السلطة بشكل رئيسى كوجه ثورى يضمن تحقيق أهداف ثورة 25 يناير، ولم يكن لديهم أى استعداد للتنازل عنه. وأشار خالد المصرى، المتحدث باسم حركة شباب 6 أبريل، إلى أن اختيار الببلاوى لرئاسة الوزراء، قد يكون مناسبا لتلك المرحلة باعتبارها باحتياج حاد لرجل اقتصادى، مطالبا بضرورة أن يخرج علينا رئيس الوزراء الجديد بخطاب التكليف، الذى يحتوى على مهام رئيس الوزراء والمكلف بها من قبل الرئاسة وخطة واضحة وجدول زمنى لتنفيذها. واستكمل أن اختيار الدكتور محمد البرادعى، نائب رئيس الجمهورية، كان هو ما يتمناه شباب الثورة، حيث إن وجوده فى السلطة بأى شكل سيكون الأداة الضاغطة لتنفيذ مطالب الثورة. من جهة أخرى انتقد أزهريون فتوى كل من الدكتور يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، والدكتور على القرة داغى الأمين العام للاتحاد، حيث طالبت الفتوى بمن وصفتهم بالعقلاء والحكماء للتدخل الفوري لعودة الشرعية، وثمنت دور الدول التي وقفت مع الشرعية بالدعم والتأييد، وحذرت دول المنطقة وشعوبها من خطورة السكوت والتغاضي عن انتهاك الشرعية الدستورية والانقلاب عليها، حسب زعمها، وأكدت أن الخروج المسلح على شرعية الدستورية والانتخابية يشكل سابقة خطرة يمكن أن تهدد أمن واستقرار المنطقة. وأكد الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن فتوى القرضاوى "خاطئة" لأنها لم تقرأ الواقع جيدا، فلم يحدث انقلاب مسلح كما تشير الفتوى، ولو حدث ذلك لتعرض الرئيس السابق واتباعه للقتل، كما حدث فى عهد سيدنا عثمان، لافتا إلى أن ما حدث "تلبية للإرادة الشعبية"، حيث خرج الملايين على الرئيس، داعيا القرضاوى أن يقرأ الواقع جيدا بحيادية قبل إنزال النص الشرعى". ودعا الشيخ النجار، القرضاوى، إلى مناشدة قيادات الإخوان بعدم الزج بالأبرياء للقتل كما حدث أمام الحرس الجمهورى، ويدعوهم إلى وقف العنف فى سيناء وحقن الدماء، مؤكدا أن ما صدر عن القرضاوى "ليس بفتوى وإنما مهاترات". ولفت إلى أن القرضاوى يدعو إلى تحريض المؤسسات الدولية على مصر، متسائلا "أي شرعية يريدها ويتكلم عنها القرضاوى، فالفشل كان حليف الرئيس السابق، وأخطاؤه لاتعد ولاتحصى، وكان على القرضاوى أن ينصح الإخوان ومرسى ويخلص لهم النصح". وقال الدكتور احمد عمر هاشم عضو هيئة كبارالعلماء، إنه لايصح إصدار أي فتاوى من شأنها التفريق بين المصريين وتمزيق صفوفهم، مؤكدا أنه "على العلماء قبل العامة تنقية النفوس والدعوة إلى التسامح بمناسبة شهر رمضان الكريم، وأن نتعاون فيما اتفقنا عليه وأن نعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا حوله، وأن يكون أبناء الأمة على قلب رجل واحد، لأن الأمة لا تتحمل الشقاق وموارد الهلاك، ولابد من إعلاء مصلحة الوطن العليا". وطالب بأن ينادى العلماء بالمصالحة الوطنية بمشاركة العقلاء، وندعو الله أن يجنب البلاد الفتن ما ظهر منها وما بطن.
ونقلت وكالة "الأناضول" التركية للأنباء عن الدكتور يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، قوله إن من كان موجودًا فى التحرير، أثناء ثورة 30 يونيه، إما أُناس لا يعرفون الإسلام، ويخشونه، وإما من "الفلول"، والبلطجية والمُستَأجَرين.