مجموعة واشنطن بوست تخليها عن بعض نشاطات النشر، ومنها الصحيفة التي تحمل اسمها، إلى مؤسس مجموعة آمازون للتوزيع الالكتروني جيف بيزوس بقيمة 250 مليون دولار. وأوضحت المجموعة في بيان أن "الشركة التي اشترت الصحيفة يملكها السيد بيزوس بصفته الشخصية وليس بصفته مالك مجموعة آمازون". وافق مالكو صحيفة واشنطن بوست على بيع الجريدة الى مؤسس شركة آمازون للبيع بالتجزئة على الانترنت ورئيسها التنفيذي جيفري بيزوس، وبذلك انهاء أربعة اجيال من سيطرة عائلة غراهم على واحدة من أكبر الصحف وأوسعها نفوذًا في الولاياتالمتحدة. وسيدفع بيزوس الذي يعتبر من أثرى اثرياء العالم 250 مليون دولار نقدًا الى شركة واشنطن بوست التي تملك الصحيفة ومؤسسات أخرى لشراء واشنطن بوست ومطبوعات أخرى ترتبط بها. ولن يكون لشركة آمازون دور في الصفقة بل سيدفع بيزوس سعر الشراء من ماله الخاص، ويصبح المالك الحصري للصحيفة عندما تُبرم الصفقة ربما في غضون 60 يومًا. وسيُطلق على شركة واشنطن بوست إسم جديد لم يُحدد حتى الآن وتبقى شركة مسجلة في البورصة، ولكن من دون الصحيفة العريقة. وتمثل الصفقة منعطفًا مفاجئًا ومذهلاً في مصير صحيفة واشنطن بوست التي ظلت أكبر صحف العاصمة الاميركية منذ عشرات السنين كانت خلالها قوة كبيرة في صنع السياسة وتشكيل الحياة السياسية. وكان قلة من الأشخاص على علم ببيع صحيفة تابعت أخبار الرؤساء الاميركيين والتطورات الداخلية والخارجية بتغطية متميزة، ونالت شهرة عالمية لدورها في كشف فضيحة ووترغيت التي أدت الى استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون في السبعينات، وفي حزيران (يونيو) الماضي نشرت وثائق سرية سربها عميل الاستخبارات السابق ادوارد سنودن عن برامج التجسس الواسعة التي تنفذها وكالة الأمن القومي في الولاياتالمتحدة. ورغم نجاحات واشنطن بوست وشهرتها، فإنها لم تفلح طيلة الشطر الأعظم من العقد الماضي في الافلات من الهزات المالية التي طالت الجرائد الورقية وغيرها من المؤسسات الاعلامية التقليدية. وأطلق انتشار الانترنت والتحول التاريخي من تكنولوجيا الطباعة الى التكنولوجيا الرقمية، موجة عارمة من المنافسة على استملاك شركات المطبوعات الورقية التقليدية مع ما سببه ذلك من تشتيت القرّاء والمعلنين على ساحة اعلامية شهدت تغييرًا جذريًا، وأطلقت اندماجات وافلاسات وتحالفات بين مالكي المطبوعات الورقية ومحطات البث.