ما جدوى انتشار الفرق الأمنية في كلِّ شارع!! هل هو لملاحقة الباصات الصغيرة على شان العاكس، وتفتيش سيارات الأجرة بصورة مبالغ فيها، ما دامت هذه الفرق الأمنية ترى السيارات المكتظة بالمسلحين- التي تمر دون أرقام- ولا أحد يجرؤ على سؤال سائق السيارة إن كان لديه ترخيص لحمل السلاح أم لا!! وهذا المنظر مألوف ويتكرر كل يوم. البلاد تمضي نحو هاوية، وليس هناك ما يبشِّر بالحياة.. بإمكان حكومة الوفاق أن تثبت حسن نيَّتها في ما يتعلق بمنع السلاح والدراجات النارية، وفرض هيبة الدولة.. ما لم فكونوا على ثقة بأن الثورة قادمة، وحينها لن يستطيع أن يقف في طريقها أحد.. لأن الشعب لن يبقى في موقف المتفرج إلى أن تمتلئ سماؤنا بنعيب الغربان، وتتَّشح بيوتنا بالسواد، وتكتظ مساجدنا بالجنائز. عشرات العمليات الإرهابية تم تنفيذها في العاصمة، وفي معظم المحافظات، دون أن نسمع عن ضبط واحد-فقط- من هؤلاء الإرهابيين الذين ملأوا شوارعنا بالدماء.. ومئات الضربات نُفذت على أبراج الكهرباء وأنابيب النفط..أما بشأن ضاربي الكهرباء فهم معروفون، وكانوا يدلون بتصريحات صحفية بأنهم سيضربون الكهرباء بعد مهلة الحكومة 48 ساعة، وتنتهي المهلة ويتم ضرب الأبراج، والحكومة تتفرج. ورغم أن هؤلاء معروفون لكن وزارة الداخلية لم تفعل شيئاً، سوى أنها كافأت مخرّبين ضربوا أنبوب النفط بمليوني دولار، عدَّاً ونقداً، دولار ينطح دولار، مقابل السماح للمهندسين بإصلاح الأنبوب.. وهذا ما جعل هيبة الدولة تتمرَّغ، إلى حد أن الاستهزاء بالدولة أصبح من أسهل الأشياء التي يمارسها المواطن العادي وهو يتألم كل يوم، ويفكِّر بالبحث عن وطن بديل يقدر على حمايته وضمان حقوقه وتوفير الأمن له ولأولاده.