نشعر بالأسى والحزن، ونحن نرى بأعيننا مقدرات وثروات اليمن، ومخزونة من الطاقة الكهربائية والنفطية تحترق، وتتعرض للتخريب، والتدمير بطريقة ساذجة وجنونية، وبأيدي يمنية للأسف الشديد، وبصورة يومية أو شبه أسبوعية على الأقل، ويستمر انقطاع التيار الكهربائي عن العاصمة صنعاء، ومدن يمنية أخرى لليوم الخامس على التوالي، بسبب تعرض البرج رقم 424 في محطة مأرب الغازية للتفجير بعبوة ناسفة يوم الخميس الماضي، ما أدى إلى تعرض المحطة ذاتها للتوقف كلياً عن الخدمة، فيما طلبت وزارة الكهرباء اليمنية من الحكومة بتزويدها بخبراء متفجرات حتى تتمكن من إصلاح البرج ذاته وإعادة العمل مجدداً للمحطة.. في بلدٍ يصنف ضمن 30 دولة في العالم الأشد فقراً. استهداف الكهرباء وأبراج توليد الطاقة الكهربائية في محطة مأرب الغازية في محافظة مأرب شمال شرق اليمن، وخطوط نقل الطاقة مأربصنعاء ليست جديدة، فقد تكررت عشرات المرات طيلة العامين الماضيين، ولم تحرك حكومة الدكتور محمد سالم باسندوة ساكناً تجاهها.. ولكن الجديد والخطير هذه المرة، هو استهداف ابراج الكهرباء ذاتها عبر زرع عبوات ناسفة أسفلها، وهذا يعد تطوراً خطيراً، من قبل منفذي تلك الإعتداءات على الأبراج الكهربائية، ففي السابق كانوا يستخدمون الخبطات الحديدية والرصاص الحيِّ في اعتداءاتهم على الأبراج والدوائر الكهربائية، أما الآن فقد استخدموا العبوات الناسفة، مما يؤدي في المقابل إلى نسف أو اقتلاع البرج الكهربائي من أساسه وجذوره كلياً للأسف الشديد، ناهيك عن تخوف الفرق الهندسية والفنية، من الاقتراب منه منذ عدة أيام، التي أتت لإصلاحه بعد الإعتداء عليه، هذا إذا لم تلحق العبوة الناسفة أضراراً كبيرة به، مثلما حدث يوم الخميس قبل الماضي 20أيلول-سبتمبر المنصرم، في تفجير البرج رقم"424′′ في منطقة الدماشقة. يعد استخدام العبوات الناسفة في تفجير أبراج الكهرباء تكتيكاً وأسلوباً جديداً، في العمليات الإجرامية التخريبية، حسب الناطق الرسمي لوزارة الكهرباء اليمنية صادق الروحاني، في تصريح له الجمعة قبل الماضية ليومية الثورة الرسمية. يبدو أن حكومة الدكتور محمد سالم باسندوة، تمر بمخاضٍ عسير، وتواجه معضلاتٍ كثيرة، غير معضلة تفجير الكهرباء والنفط في رمال مأرب، ووادي عبيدة الصحراوي. خصوصاً أنها لم تضع حداً أو حلاً أمنياً أو حتى قبلياً ناجعاً لحراسة ابراج الكهرباء وتوفير الحماية لها، أو الاتجاه للقوة العسكرية، وإلقاء القبض على منفذي تلك الإعتداءات على أبراج الكهرباء وأنابيب النفط، وهم من قبائل مأرب. وفي المقابل تتزايد تلك الإعتداءات بصورة مقلقة ومخيفة، مكبدة الاقتصاد اليمني المتراجع أصلاً خسائر بملايين الدولارات يومياً وأسبوعياً ( 5ملايين دولار خسائر تفجير الكهرباء فقط خلال الأسبوعين الماضيين(. وبالتأكيد ترك الوضع على ماهو عليه يعد كارثة بكل المقاييس، ويوحي بأنه لا توجد حكومة مركزية بصنعاء، وسيخلق ذلك رفضاً شعبياً كبيراً ليس في العاصمة صنعاء فقط، بل في اليمن برمته، لحكومة الوفاق اليمنية بقيادة باسندوة رئيس الوزراء، والمطالبة بحلها، واستبدالها بحكومة تكنوقراط أو تسيير أعمال.. إذا ما استمر انقطاع التيار الكهربائي خلال الأيام القليلة القادمة، وإدارة ضهر الحكومة ذاتها لمعاناة الشعب اليمني وأكثر من 24مليون إنسان يعيش بلا كهرباء، وأحوالهم تزداد سوءاً منذ عدة أيام ويقترب من الأسبوع، وإن عادت أي الكهرباء لمنازل اليمنيين تكون ضعيفة ومتذبذبة لساعتان فقط في اليوم، وتغيب أكثر من 20ساعة في اليوم. وقد يراهن البعض بأن الشعب اليمني أقل الشعوب صحوة وأكثرها صبراً، قد يكون ذلك صحيح, لكن لصبر اليمنيين حدود في نهاية المطاف. فمن العار على قيادات الداخلية والأجهزة الأمنية، بل على الدولة اليمنية والقيادة اليمنية الجديدة، أن تكتفي بالقول قبل 10أيام تحديداً، أن التنسيق جارٍ مع المنطقة العسكرية الثالثة، لتوجيه لواء العرقوب في منطقة الدماشقة لضبط الجناة والمعتدين على ابراج الكهرباء في مأرب، بالمنطقة ذاتها، حسب صحيفة الجمهورية اليومية الرسمية. بينما تكرر الإعتداء على البرج ذاته 424، وفي المنطقة ذاتها في فترة زمنية لم تتجاوز الأسبوع، آخرها يوم الخميس الماضي، وهذا يعد إحراجاً كبيراً وإهانة كبيرة للداخلية اليمنية، مهما كانت المبررات والحجج، عن تورط عناصر محسوبة على النظام السابق في تفجير انابيب النفط وأبراج الكهرباء من عدمه.. فهذا هو الاعتداء السادس على ابراج الكهرباء، خلال أقل من أسبوعين. ولذا الجميع يعرف مدى خطورة تفجير ابراج الكهرباء في اليمن، ومحطة مأرب الغازية، واستمرار السكوت والصمت الشعبي والرسمي عليها، رغم استمرار انقطاع الكهرباء لليوم الخامس على التوالي، على العاصمة صنعاء وإب وذمار، ومدن يمنية أخرى، سيؤدي إلى تدمير المنظومة الكهربائية لليمن برمته، وعاصمته صنعاء على وجه الخصوص، ولذا على القيادة اليمنية الجديدة، والداخلية اليمنية التحرك على وجه السرعة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وإعادة النور والأضواء إلى منازل اليمنيين، وتوفير عناصر أمنية دائمة للحفاظ على أبراج المحطة الغازية، ووقف عمليات التفجير بالعبوات الناسفة والتدمير بالطرق الأخرى (الخبطات الحديدية، والرصاص الحي)، وفرض هيبة الدولة بالضرب بيدٍ من حديد، ويجب أن لا يفلت المعتدين من العقاب، لأن ذلك لا يقبله الشعب اليمني بكل المقاييس .