لم تتحقق الوعود التي أطلقها وزير الإعلام السوري عبر المنابر الإعلامية السورية والتي قال فيها إن مقدّم قناة (الجزيرة) الفضائية أحمد منصور سيقدّم اعتذاره من السوريين عن الإساءة التي وجهها لهم، ولم يقوم منصور بتقديم أي نوع من أنواع الاعتذار أو حتى المراجعة، وتساءلت بعض المصادر الإعلامية السورية عن دقة وعود الوزير السوري. وكان أحمد منصور وفي برنامجه الشهير (شاهد على العصر) قد استضاف الأسبوع الماضي على الهواء عبد الكريم النحلاوي مدبّر الانقلاب الانفصالي الذي أنهى الوحدة السورية المصرية عام 1961، وخلال الحوار وجّه منصور كلاماً جارحاً بحق السوريين بطريقة خارجة عن المعيار الإعلامي المهني وقال إن الشعب السوري "يبوس حذاء" عبد الناصر وأنه "شعب عاطفي وينضحك عليه". وثار غضب السوريين، وطالبت وسائل إعلام سورية رسمية وشبه رسمية ومواقع إنترنيت وأفراد الإعلامي منصور بتصحيح "خطأه المهني والأخلاقي"، والاعتذار من السوريين، ولتهدئة النفوس، نشرت المواقع الإلكترونية السورية أن وزير الإعلام السوري محسن بلال اتصل بوزير الثقافة القطري حمد بن عبد العزيز الكواري، ووعده الأخير أن يقدّم منصور اعتذاراً علنياً للسوريين من على منبر الجزيرة في الحلقة المقبلة في البرنامج، وهو الأمر الذي لم يتحقق، وذهبت وعود الوزير السوري أدراج الريح. ونقلت صحيفة (الوطن) السورية الخاصة المقربة من السلطات أن الوزير بلال كرر اتصاله بالوزير القطري مستفسراً عن سبب عدم اعتذار منصور، وأنه حتى اللحظة لا يزال ينتظر الجواب الرسمي القطري.