حمد بن ثامر : * الجزيرة لن تتوقف عن إثراء تجاربها وتوسيع قاعدة مشاهديها في العالم * وقوفنا إلى جانب الإنسان وسعينا لبلوغ الحقيقة أقوى ما لدينا من مبادئ * الجزيرة لن تتوقف عن إثراء تجاربها وتوسيع قاعدة مشاهديها في العالم * الشبكة ستظل وفيّة لمبادئها وللعاملين فيها في مختلف مواقعهم ومهامهم العلي: الجزيرة غيّرت وجه الإعلام العربي وأعطت دفعه قوية للرأي الآخر الجزيرة تسير على الخط نفسه الذي انطلقت به قبل 17 عامًا مبارك بن جهام الكواري: الجزيرة أثبتت ريادتها الإعلامية د. مصطفي سواق : * نتعرض لبلطجة إعلامية غير مسبوقة في مصر * نغطي الأحداث في مصر وسوريا بموضوعية ونراهن على ذكاء المشاهد وحاجته للحقيقة * استوديوهات جديدة وفق أعلى المعايير ضمن مشروع توسعة مبنى الجزيرة * إطلاق " الجزيرة ترك " وموقعها الإلكتروني في 2014 كتب - أكرم الكراد : أكد سعادة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة الإعلامية أن الجزيرة وكما كانت حين حمل الأثير صوتها قبل 17 عامًا لأول مرة ظاهرة جديدة في الفضاء العربي تنطق بما هو أصدق وأقرب للناس من السائد حولها فهي اليوم كذلك تسير على الخط نفسه. جاء ذلك أثناء احتفال شبكة الجزيرة بالذكرى 17 لانطلاقتها أمس بفندق الشيراتون، والذي حضره سعادة أعضاء مجلس إدارة الشبكة وسعادة الشيخ أحمد بن جاسم وزير الأعمال والتجارة، والمدير العام السابق لشبكة الجزيرة وسعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والتراث والفنون، وسعادة جهام بن مبارك الكواري الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام والدكتور مصطفى سواق المدير العام بالوكالة لشبكة الجزيرة ومديرو القنوات والمديرون التنفيذيون إلى جانب العاملين في الشبكة . وأضاف سعادة الشيخ حمد بن ثامر في كلمته: لقد كان وقوفنا إلى جانب الإنسان، والتزامنا بالمهنيّة وقواعدها، وسعينا المستمر لبلوغ الحقيقة مهما كلف الثمن هو أقوى ما لدينا من مبادئ، وهو ما جعلنا نتميّز في الوقت نفسه، وفي مقابل ذلك دفعنا الكثير والغالي من الدماء ومن حريّة زملائنا العاملين في الميدان الذين يُحرم بعضهم اليوم من حقه الإنساني ومن حريّته وراء القضبان . وأشار سعادته إلى أن عبد الله الشامي ومحمد بدر هما آخر الأسماء في قافلة التضحيات المستمرة من أجل الحقيقة ومن أجل الدفاع عن الإنسان وحقه في أن يعرف ويفهم ما يدور حوله وفي أن يُبدي رأيه ويعبّر عن وجهة نظره بحريّة تامة بعيدًا عن أي قيد أو خوف، مؤكداً أنه رغم كل شيء فإن المهنيّة والالتزام بها سيظل سلاحنا الأهم ودرعنا الأقوى على الدوام وأنتم جميعًا حاملو رايتها وبإيمانكم بها وحرصكم عليها تظل الجزيرة متميّزة في المقدمة . وتابع سعادته: إن الاحتفال اليوم يأتي في خضم انضمام قناة الجزيرة أمريكا إلى باقة شبكة الجزيرة، مشيرًا إلى أن الشبكة ستشهد العام المقبل بإذن الله انضمام قناة الجزيرة تركيا إلى باقة القنوات، كما أننا ماضون في الاستعدادات لإطلاق قناة الجزيرة UK في لندن، وخدمة الأخبار باللغة العربية والإنجليزية على الهواتف النقّالة وأجهزة التواصل الاجتماعي، ونحن على يقين أن الجزيرة لن تتوقف عن إثراء تجاربها وتوسيع قاعدة مشاهديها في العالم وستظل وفيّة لمبادئها وللعاملين فيها في مختلف مواقعهم ومهامهم. مشروعات جديدة للشبكة ومن جانبه استذكر د. مصطفى السواق في بداية كلمته بدايات انطلاق الجزيرة كقناة تغرّد خارج سرب الإعلام العربي الذي رسمته على مقاساتها سلطات مازالت تحاول الاحتفاظ به مكبّلاً بقيود تبعيتها، بينما حلّقت الجزيرة عاليًا في فضاء مفعم بالحرية والمهنية والعمل الجريء، فحققت بذلك نجاحًا منقطع النظير في عالمنا العربي المليء بالانكسارات والتحديات. وأضاف: لقد وقفت الجزيرة منذ انطلاقتها مع الإنسان، في وقت كانت فيه معظم وسائل الإعلام العربي تقف مع الحكومات والأنظمة، أو مع أصحاب رؤوس الأموال والمشاهير، وظل الإنسان على اختلاف ألوانه ومشاربه وجغرافيته، بقصصه وأحلامه، بمعاناته ومبادراته، ظل ملهمنا في غرف الأخبار وفي الميادين، وكانت حريّته وكرامته وحقوقه الإنسانية عناوين تصدّرت نشرات أخبارنا. كان هذا هو الحال في الماضي، وهو نفسه في الحاضر، وسيظل الإنسان كذلك . وتابع: لا نلتقي اليوم لنركن إلى الإنجازات الكبيرة المتميزة التي صنعت تراث الجزيرة العظيم، والذي حوّلها، وبجدارة، إلى مدرسة في الإعلام، وإلى علامة تجاريّة مميزة عالميًا، بل لنواصل مسيرة التطور والتطوير حتى نرسم معًا صورة لما سوف يكون عليه، مشيرًا إلى أن محور ارتكاز الجزيرة في المستقبل سيكون السياسة نفسها، والأهداف الكبرى ذاتها، وإن تعدّدت الوسائل والدروب. وتابع قائلاً: في سعينا من أجل إنجاز هذه الأهداف الكبرى لم نقف عند الإنسان العربي وحده بإطلاق قناة الجزيرة ثم الجزيرة مباشر والجزيرة الوثائقية وأخيرًا الجزيرة مباشر مصر، بل توجهنا إلى أقوام آخرين يتحدّثون أو يفهمون لغات أخرى، فكانت قناة الجزيرة الإنجليزية، ثم قناة الجزيرة بلقان؛ ويجري العمل لإطلاق الجزيرة ترك، وجاء ذلك انعكاسًا مبكرًا لإدراكنا أن رسالة الجزيرة وقيمها يمكن أن تحدثا فرقًا في حياة مختلف المجتمعات، خاصة تلك التي عانت طويلاً من بغي الإنسان على الإنسان. وأكد سواق أن اهتمام الجزيرة باحتياجات الإنسان ظل متميزًا عن غيرهم من حيث الشمولية والرقي، فكان أن انطلقت قناة الجزيرة الرياضية قبل عشر سنوات، لتحلق خلال عقد من الزمان بالعديد من القنوات الرياضية التي تركت بصمة فريدة في عالم الإعلام الرياضي حول العالم، وهم اليوم يحتفلون بعشر سنوات من الرياضة والريادة. وفي إطار مشاريع تطوير الجزيرة وتوسيعها وتوزيعها، أكد د. سواق: لقد جاء إطلاق قناة الجزيرة أمريكا ليتوج أهم إنجازات هذا العام، وذلك في العشرين من أغسطس الماضي. إنها قناة تسعى لإحداث ذلك الفرق الذي طالما انتظره المشاهد الأمريكي المهتم بالبرامج والأخبار المحلية والعالمية، والذي يرجو أن تسهم الجزيرة، كما تنص على ذلك رسالتها، في إعادة التوازن للإعلام العالمي، ومنه الأمريكي طبعا، مشيرًا إلى أنه لم يمض إلا نحو شهرين على إطلاق القناة حتى كانت "تايم وورنر"، إحدى كبريات شركات التوزيع عبر الكيبل، توقع اتفاقية لبث قناة الجزيرة أمريكا للمشتركين على شبكتي (تايم ورنر) و(برايت هاوس)، وهو ما يضيف إلى الجزيرة ملايين البيوت، بحيث تصبح متوفرة في بيوت نحو 55 مليون مشترك. وأيضاً في إطار عملية التوسع المستمرة، ومسعى الشبكة الدائم لتوظيف التكنولوجيا الحديثة في خدمة الإعلام، قال د. سواق: يجري العمل حاليًا لإطلاق الموقع الإلكتروني لقناة الجزيرة ترك أوائل العام 2014، في انتظار إنجاز المبنى الخاص بالقناة في اسطنبول وتهيئته لإطلاقها في نهايات العام نفسه أو بدايات العام 2015. وتابع قائلاً: وبالإضافة إلى ارتياد هذه الفضاءات الجغرافية والإعلامية الرقمية الجديدة، فإننا نعمل على الوصول إلى جمهور أوسع وأكثر تنوعا، عبر مخاطبة فئات اجتماعية وعمرية جديدة أيضًا، وبأشكال وأنواع إعلامية مختلفة. وهذا يقودنا مباشرة إلى قطاع الشباب الذين باتوا يتزودون بالمعرفة عبر طرائق تختلف عن ذي قبل، حيث باتت منصات التواصل الاجتماعي مرجعًا لتلقي الأخبار والتفاعل معها، فكان إعلاننا عن مشروع قناة "الجزيرة بلاس"، التي نعمل على إطلاقها في بدايات العام المقبل 2014 بإذن الله، والتي سوف تعمل على إنتاج المحتوى الإخباري والبرامجي الملائم للإعلام الرقمي، بقوالب جذّابة تتلاءم وتوجهات الشباب اليوم. ونحن نعتقد أن هذا المشروع سيمثل بحق إضافة نوعية في فضاء الإعلام الجديد . مشيرًا في السياق نفسه إلى أن الجزيرة الإنجليزية نجحت في الوصول إلى مئات الملايين من المشاهدين عبر اتفاقات جديدة في كل من أستراليا والمملكة المتحدة والهند، والمحادثات جارية للحصول على التراخيص الخاصة بتوسيع قائمة مشاهدينا في الصين وغيرها. وأضاف: غير أن المفارقة التي تثير الأسى في النفس، ونحن نسعى، في عالم متحضّر، لتوزيع أكبر لقنواتنا يتيح للمشاهد الحرية في الاختيار، أن نواجه لجوء بعض السلطات إلى محاولة حجب شاشة الجزيرة: تارة بالتشويش على شاراتها عبر الأقمار الاصطناعية، وتارة أخرى عبر إصدار قرارات، توصف بأنها قضائية، بحجب البث وإقفال المكاتب، ونحو ذلك كثير؛ وليس اعتقال طواقم الجزيرة أو القنص والضرب بآخرها. وأشار د. سواق في كلمته إلى ما تواجهه الجزيرة عبر تغطية قنواتها كافة، والجزيرة الأم (الإخبارية) والجزيرة مباشر مصر بصورة خاصة، منذ قيام الثورات العربية، حيث واجهت حملة شرسة استهدفت التشكيك في كل ما قدّمته من تغطية مهنيّة متميزة لحراك الربيع العربي، دفعت ثمنها من حريّة أبنائها ودمائهم. وأضاف: إلا أن الحملة الأبرز انطلقت منذ وقوع الانقلاب العسكري في مصر قبل أزيد من ثلاثة شهور. فخلال أكثر من مئة يوم، أغلقت مكاتبنا واعتقل أكثر من 47 من زملائنا العاملين في الشبكة أو المتعاونين معها، بعضهم لساعات وآخرون لأشهر؛ فها هو محمد بدر مصور قناة الجزيرة مباشر مصر معتقل منذ أكثر من مئة يوم في سجن طرة لا لذنب اقترفه سوى أنه حمل الكاميرا التي وثق بها ما كان يحدث؛ وها هو عبدالله الشامي يكاد اعتقاله في سجن أبي زعبل يصل إلى ثمانين يومًا، وهو المُراسل الذي كان يُغطي الأحداث بكل موضوعية واقتدار. ونحن هنا نطالب مرة أخرى بالإفراج عنهما، ونرجو أن يكون ذلك قريبُا . وتابع قائلاً: لم تقف السلطات المصرية عند هذا الحد، بل استصدرت قرارًا بحجب البث لقناة الجزيرة مباشر مصر. ولم تسلم مكاتب الشبكة من الاعتداء والسطو، تارة بسرقة الأجهزة والمعدات وأخرى بالحرق. كما مورست ضد الجزيرة بلطجة متعدّدة الأشكال، بحق العاملين في مكاتبنا هناك، من بلطجة بالسيوف والنار والرصاص الذي استهدف الزميلين المصورين محمد فرحات ومحمد الزكي، إلى بلطجة إعلامية غير مسبوقة، عبر بعض الصحف والفضائيات، بالتزييف والتشويه، بل وحتى بالتشكيك في صدق ووطنية العاملين، وصلت ببعض "النقابيين" إلى حد المطالبة بسحب الجنسيات. لكنه أكد أن الجزيرة مقابل كل ذلك لم تتخل يومًا عن التعامل بأسلوبها المتحضر والقانوني، فأقامت دعاوى على عدد من المؤسسات الإعلامية والصحفيين، بل وعلى السلطة الانتقالية المؤقتة نفسها التي رعت عمليات التشويش. ونجحت عن طريق إدارة الحريات وحقوق الإنسان في استصدار عضوية أطقم العاملين فيها بالانضمام للاتحاد الدولي للصحفيين. كما استمرت الجزيرة على سياستها التحريرية المعروفة، فلم تفارق مهنيتها وظلت تغطي بموضوعية، وتقدم الرأي والرأي الآخر في المشهد المصري، والمشهد السوري كذلك؛ رهانها في كل ذلك على المشاهد الإنسان الذي تقدر ذكاءه وظمأه للحقيقة والمعرفة. واستذكر د. سواق في كلمته شهداء الجزيرة الذين قضوا من أجل إعلاء قيمة الحرية للكلمة والصورة وهم طارق أيوب، أطوار بهجت، رشيد والي، علي الجابر ومحمد المسالمة، مشيراً في السياق نفسه لمن قضى سنوات من عمره في الاعتقال كتيسير علوني وسامي الحاج أو أشهراً حتى الآن كعبدالله الشامي ومحمد بدر، وكذلك إلى من أوذي واستهدف في جسده وحريته وهم كثر وليس آخرهم محمد فرحات أو محمد الزكي أو محمد صالحة، فهذه التضحيات تحتم علينا في الجزيرة أن نكون أكثر التزاما من أي وقت مضى برسالتها وقيمها التي من أجلها انطلقت "الحرية ولا شيء دونها". كذلك أعلن د. سواق عن إنجاز الشبكة مرحلة جديدة من مشروع الهوية البصرية، المتعلق بالقيمة الفنية المضافة، حيث سيستمتع المشاهدون بالمحتوى والشكل، مشيرًا إلى ذلك بقوله: أكملت الجزيرة البث بنظام HD، في الوقت الذي يتم فيه العمل على قدم وساق من أجل إنجاز توسعة مبنى قناة الجزيرة، بما يتضمنه من استوديوهات جديدة وفق أعلى المعايير. كذلك أشار إلى أن مشاهدي الجزيرة سيتابعون مجموعة جديدة متميزة من البرامج التفاعلية والجماهيرية والشبابية، على قنوات الجزيرة الإخبارية والجزيرة الإنجليزية والجزيرة أمريكا والجزيرة مباشر مصر، إلى جانب أفلام وثائقية متميزة على كل هذه القنوات، فضلا عن الجزيرة الوثائقية طبعًا، والجزيرة بلقان التي تسجل بفخر ريادتها بأول إنجاز نوعي في الوثائقيات في منطقة البلقان منذ أكثر من عشرين عامًا. وتعزيزا لهذه الصورة، وتعميقا للثقافة المهنية المتطورة، أضاف د. سواق: أنهى قطاع ضمان الجودة في الشبكة إعداده لدليل "المعايير التحريرية لقنوات شبكة الجزيرة الإعلامية" هو الأحدث من نوعه في المؤسسات الإعلامية، وذلك لتعميم القيم الإعلامية الراقية والمعايير المهنية السليمة، كما مارستها وتمارسها الجزيرة، حتى يسترشد به إعلاميونا في غرف الأخبار وفي الميادين، ويسترشد به الإعلاميون الراغبون حيثما كانوا. واختتم د. سواق كلمته بالإشادة بالإنجاز الكبير الذي حققته إدارة الموارد البشريّة بنجاحها هذه السنة في تطبيق الهيكلة الجديدة وتنفيذها لعملية التسكين الواسعة ولسلم الرواتب والمزايا الجديد، والذي شمل كل موظفي الشبكة في الدوحة. مشيرا إلى أنها تعمل حاليًا على إنجاز عمل مماثل يشمل موظفي الشبكة في الخارج. وهي مرحلة ستتلوها مراحل أخرى يقوم عليها قطاع الموارد البشرية من أجل تسهيل عملكم وإنجازكم، من مشاريع على غرارERP الذي سيحسن من عملنا ويرفع مستوى الأداء في كل المجالات ويجمع الخدمات والعمليات الإدارية والمالية والتحريرية في مكان واحد. وبرنامج SAP. إلى جانب الاستبيان الخاص برصد الاندماج الوظيفي، فأرجو التفاعل معها بكل إيجابية وسرعة. الجزيرة رائدة الإعلام العربي وعلى هامش الحفل عبّر سعادة مبارك بن جهام الكواري الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام عن سعادته بما وصلت إليه الجزيرة مشيرًا إلى أن الجزيرة أثبتت على مدار السنوات الماضية ريادتها في مجال العمل الإعلامي وتنوعت نوافذها وألسنتها وتخصصاتها وأصبحت جزرًا متعدّدة، وأضاف سعادته: ما سمعته اليوم من مدير عام الجزيرة يؤكد أن هناك مجموعة من المشاريع الطموحة التي ستشكل إضافة جديدة للعمل الإعلامي بعد أن تواجدت في بقاع شتى من العالم واستعدادها لمزيد من الانتشار. ومن جانبه قال السيد محمد جاسم العلي، أول مدير عام لقناة الجزيرة: إنها أصبحت اليوم جزرًا متعدّدة بعدة لغات وتخصّصات وتصل لكل المشاهدين في كل العالم، وأصبحت الآن وثائقية ورياضية وستكون جزرًا أخرى موجودة بلغات عديدة، بعد أن غيّرت وجه الإعلام العربي وأعطت دفعة قوية للرأي الآخر الذي ظل محجوبًا في الإعلام الرسمي، واستطاعت أن تقلب المعادلة وأصبح للرأي الآخر وجود وحرّضت الحكومات العربية على مزيد من الانفتاح والديمقراطية وحرّضت كذلك المؤسسات والدول لإقامة نوافذ إعلامية مشابهه. وبدوره قال رمزان النعيمي مدير إدارة الإبداع بالشبكة: إن الاحتفال اليوم يأتي احتفالاً بالإنجازات الكبيرة التي تحققها الشبكة، والتي تتسارع يومًا بعد يوم، واشار إلى أن هذا الاحتفال فرصة للقاء جميع العاملين في الشبكة وترسيخ لروح الجزيرة وهويتها، مؤكدًا في الوقت نفسه أن الاحتفال ترسيخ لنجاحات الجزيرة على مستوى الوطن العربي والعالمي، خاصة أن الجزيرة أصبحت الآن على مستوى العالم شبكة متكاملة الخدمات والقنوات الإخبارية وأصبحت مصدرًا للخبر وهذا يعتبر فخرًا لنا جميعًا ونتمنى الاستمرار بذلك بإذن الله تعالى . أيضاً قال عبد الفتاح فايد مدير مكتب الجزيرة بالقاهرة إن الجزيرة تخرج من معركة وتدخل أخرى دفاعًا عن حريّة التعبير وإتاحة المعلومات للمواطن العربي، مشيرًا إلى أن ذلك جعل الجزيرة في مواجهة أركان الفساد والاستبداد وجعلها محطًا لسهامهم ولو هدأت الحرب على الجزيرة نعلم أن هناك خطأ ما ترتكبه الشبكة، على حد قوله، وأضاف: "لا يؤثر في الجزيرة قوة الضربات التي توجه اليها بل تخرج من كل معركة منتصرة لأنها معركة من أجل الحقيقة والمصلحة العامة". وعن التضيق على الجزيرة في القاهرة، قال فايد: جميع مكاتب الجزيرة مغلقة في القاهرة رغم أن لديها كل التصاريح اللازمة والتضييق ليس على الجزيرة فقط، وهناك تصريحات لمسؤولي السلطة الحالية أن الجارديان وهي أهم صحيفة في العام وصفتها بالصحيفة الصفراء وتمتلئ بالكراهية، وهذا يثبت أن المعركة ليست ضد الجزيرة فقط، وكل الإعلام الغربي ينتهج نفس النهج للجزيرة". ومن جانبه قال محمد كريشان المذيع بقناة الجزيرة إن احتفال الجزيرة بمرور سبعة عشر عامًا على تأسيسها له مذاق خاص على الجانب الإنساني بعودة المذيعة إيمان عياد بعد غياب لعامين تركت فيهما مكانًا كبيرًا، مشيرًا إلى أن الاحتفالية تأتي على الصعيد المهني وسط تحديات كبيرة في العامين الماضيين كون الربيع العربي بقدر ما أتى للجزيرة بالمزيد من المعجبين أتى لها بمزيد من المنتقدين، منوها بأن الشبكة دائما تتحرك ضمن هذه المعادلة بين المعجب والمنتقد، وأضاف: "الجزيرة عليها ألا تخضع لأحد الطرفين وألا تصاب بالغرور وألا تعتقد أن كل ما تقوم به هو أروع ما يكون، وفي نفس الوقت ألا تصاب باهتزاز في ثقتها بنفسها، وقد تكون بحاجة إلى بعض المراجعات، وإذا استطاعت الجزيرة أن تحافظ على الروح النقديّة لأدائها فستستمر في العطاء، لأنها لن تستطيع أن تتقدّم إلا من خلال هذه النظره النقديّة، ورغم عمرها مازالت تحتفظ بقدرة على الاستماع للملاحظات داخل وخارج المحطة، وبتقديري أن قيادة المحطة قادرة على التواصل مع الجميع. تكريم ومعرض فنيّ هذا ومع بداية الاحتفال تجوّل سعادة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني مع الوفد المرافق له في أرجاء معرض الجزيرة الرابع للتصوير الضوئي، والذي هو عبارة عن مسابقة سنوية للعاملين في الجزيرة ومن مختلف أنحاء العالم، حيث تم الإعلان عن الفائزين بالمسابقة الرابعة للتصوير الضوئي والتي كانت تحت شعار الجزيرة والإنسان، وفاز بالجائزة الأولى ناصر الظفيري، والفائز الثاني عبدالرحمن محسن علي والفائز الثالث صلاح حسن. كما عرضت الشبكة أثناء الاحتفال عددًا من الأفلام التي تعرض أهم إنجازاتها طيلة الأعوام الماضية، أيضاً تم استذكار زملاء في الجزيرة غيبهم الموت هذا العام لكن ذكراهم باقية في القلوب وهم ديفيد فروست وكلاوديا ثيوفينلوس من الجزيرة الإنجليزية وسالم علي المري من الشؤون المساندة ومحمد مسالمة من الجزيرة العربية وحازم طيارة من الجزيرة الرياضية. كذلك كرمت الجزيرة ضمن تكريم خاص عدداً من العاملين بها ممن ضحوا بحريتهم وسلامتهم الشخصية في سبيل الوصول إلى الحقيقة وهم: عبدالله الشامي، محمد بدر، محمد فرحات، محمد الزكي، أبوبكر الحاج علي، أيمن جاب الله، عبدالفتاح فايد، محمود حسين، ميلاد فضل، زينة خضر، نيكول جونستن، مجاهد شرارة، محمد صالحة، جمال الشيال، كما كرمت الجزيرة ضمن تكريمها السنوي العاملين فيها ممن أكملوا خمس سنوات من العمل في الجزيرة.