تحت رعاية سعادة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة الفضائية، انطلقت أمس الخميس بفندق شيراتون الدوحة فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان الجزيرة للأفلام التسجيلية، وذلك بحضور ما يزيد على 300 ضيف من ضيوف المهرجان القادمين من خارج دولة قطر، فضلا عن عدد من المسؤولين وأصحاب السعادة السفراء، حيث تقدم الحضور سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث، وسعادة الشيخ أحمد بن جاسم آل ثاني مدير عام شبكة الجزيرة الإعلامية، وسعادة مبارك بن جهام الكواري الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام، وحشد كبير من الإعلاميين والمهتمين بعالم الفيلم التسجيلي. وفي بداية حفل الافتتاح الذي قدمت فقراته الزميلة سناء حموش من شبكة الجزيرة، ألقى سعادة الشيخ أحمد بن جاسم آل ثاني مدير عام شبكة الجزيرة الإعلامية كلمة رحب في بدايتها بضيوف المهرجان، الذي قال إن شبكة الجزيرة تفتح من خلاله كل عام نافذة يتم من خلالها رؤية رحاب الإبداع الإنساني، وهو يضيف بعدا جديدا للمعرفة والثقافة كما يتيح لنا إدراك ما تنبض به قلوب الناس من آمال وهموم وآلام تجسدها مواهب وكاميرات المبدعين. وأضاف مدير عام الشبكة: لقد كان التعارف الإنساني من بين الأهداف التي انطلق من أجلها هذا المهرجان، فكما ننقل للمشاهد تفاصيل الحدث من كل مكان نخاطب عقله ونرتقي بوعيه، مضيفا أن المهرجان أصبح موعدا ينتظره منتجو ومخرجو الأفلام الوثائقية في كل أنحاء العالم، ويستقبل مشاركات من كل القارات وبمختلف اللغات، كما يقوم برعاية المخرجين الشباب والهواة من خلال استحداث فئة خاصة بهم في المهرجان، وفي كل عام يضيف إلى المهرجان أبعادا أرحب وقيما مستجدة تغذيها تعددية المعرفة الإنسانية ويثريها تنوع الثقافات والتجارب، فنستخلص منها أجملها وأصدقها وأرفعها فنا واحترافا. وذكر الشيخ أحمد بن جاسم باختيار المهرجان ل205 أفلام من بين أكثر من 1000 توصل بها من 90 دولة، مشيراً إلى أنه على يقين من أن طاقم لجنة التحكيم سيختار الأفضل إبداعا من بينها، ليتمنى في ختام كلمته للحاضرين والضيوف طيب المقام، شاكرا الجهات والمؤسسات الراعية لجوائز الدورة التاسعة من المهرجان، ومنها اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان والمؤسسة القطرية لمكافحة الاتجار بالبشر ومركز الدوحة لحرية الإعلام وقناة الجزيرة للأطفال. وبعد الكلمة الافتتاحية كرم سعادة الشيخ أحمد بن جاسم على تكريم شهيد الجزيرة محمد قاسم المسالمة الذي استشهد وهو يقوم بواجبه داخل سوريا يوم 18 يناير الماضي، حيث تسلمت عائلته درع التكريم من مدير عام الجزيرة بعد عرض فيلم قصير حول رحلة المسالمة القصيرة مع الجزيرة، والتي بدأها في أبريل من عام 2012 لتضع لها رصاصات نظام بشار الأسد حدا، في محاولة منها لقتل أحد عيون الحقيقة التي تنقل الخبر من مصدره وتفضح جرائم النظام. وكان للجمهور والحاضرين موعد مع فيلم الافتتاح الصيني «موعد»، وهو من إخراج جانج جا، ويحكي بأسلوب جميل قصة عشق بين أصم موهوب وفتاة جميل طيبة، وكان من مفاجآت المهرجان أنهما صعدا بعد نهاية الفيلم إلى المنصة لتلقي ورود الحب والتقدير من مدير عام شبكة الجزيرة الشيخ أحمد بن جاسم آل ثاني ومدير المهرجان عباس أرناؤوط، خاصة أن الفيلم يحكي قصتهما الحقيقية التي توجت فعلا بالزواج، حيث كان هذا الاحتفاء إيذانا بانتهاء مراسم الافتتاح التي أعقبها عرض الفيلم الطويل «الرحلة 13» من إخراج أحمد بوكمال، وهو من إنتاج الجزيرة، ويروي المخاطر التي تواجه أهل الصحافة والإعلام أثناء قيامهم بواجبهم المهني، وذلك من خلال طاقم الجزيرة الرياضية الذي كاد يختطفه الموت عندما كان عام 2010 متوجها إلى جنوب إفريقيا لتغطية أحداث كأس العالم. وكانت عروض الأفلام الصباحية أمس الخميس بمهرجان الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية بدورته التاسعة قد شهدت حضوراً جماهيرياً لافتاً، وخصوصاً من قبل طلبة المدارس، حيث لاقت العروض استحسانا من قبل الطلاب وإدارة المدارس ما شجعهم للحضور كوفود لمتابعة وحضور مجموعة من الأفلام التي عرضت في قاعات سلوى بفندق شيراتون. في هذا الصدد زار طلاب المدرسة الهندية المهرجان أمس وحضر الطلاب عروض أفلام الفترة الصباحية، وقد بلغ عدد عروض الأفلام الصباحية ليوم أمس 39 فيلما من بينها: أفلام «أغاني مقاومة، ناقص واحد، بين الحياة والموت، الرجل المقنع، أبي، إحفيظ، التنور ، للحياة رواية أخرى، عنواننا: مركبنا، بدر، الأزرق الشفاف، القارورة، زيتوني يابا، ساري أوي، السنديانة، شعور الانتصار» وغيرها. كما قام طلاب المدرسة الهندية بجولة في أجنحة معرض الإنتاج الإعلامي، مستمعين من إدارة المهرجان لشرح مبسط عن الأجنحة، والهدف من المهرجان، وفي السياق نفسه زار طلاب مدرسة كامبردج الابتدائية المهرجان كما استمتع الطلاب بحضور مجموعة من الأفلام التي أثرت معلوماتهم برؤى جديدة قد يعرفونها للمرة الأولى، كما تجولوا في المعرض الإنتاجي مطلعين على أحدث ما توصل إليه الإعلام الحديث.
