قال رئيس الحكومة الليبية علي زيدان إنه سيعيّن خمسة وزراء جدد بدل وزراء حزب “العدالة والبناء” الذراع السياسية لإخوان ليبيا الذين أعلنوا انسحابهم أمس. وتأتي خطوة الانسحاب بعد أن حاول الإخوان لأكثر من مرة أن يدفعوا حكومة زيدان إلى الاستقالة سواء من بوابة المؤتمر الوطني، أو من خلال الضغوط الميدانية وتحريك أذرعهم العسكرية وميليشياتهم. وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة الليبية في بيان، أن زيدان علم بقرار حزب “العدالة والبناء” سحب أعضائه الخمسة من الحكومة، وأبدى تفهما لهذا القرار. واعتبر البيان أن قرار سحب الوزراء الخمسة من الحكومة جاء على إثر إعلان زيدان نيتّه إجراء تعديل وزاري خلال الأيام المقبلة. وأعلن حزب العدالة والبناء الثلاثاء سحب وزرائه من الحكومة الليبية التي يرأسها علي زيدان بعد أن فشلوا في الحصول على سحب الثقة من هذه الحكومة في المؤتمر الوطني. وجاء في بيان أن “حزب العدالة والبناء يعلن سحب وزرائه من حكومة علي زيدان ويحمل الطرف الداعم للحكومة (في المؤتمر) المسؤولية كاملة”. واعتبر الحزب الإخواني في بيان أن “هذه الحكومة غير قادرة على الخروج بالبلاد إلى بر الأمان” وأنها فشلت في “إنجاز استحقاقات المرحلة” الانتقالية. وكان الحزب حتى الآن يتولى خمس حقائب في الحكومة وهي النفط والكهرباء والإسكان والاقتصاد والرياضة. وأعلن مئة من نواب المؤتمر الوطني العام الثلاثاء أنهم فشلوا في سحب الثقة من حكومة علي زيدان ودعوه إلى الاستقالة تفاديا لتفاقم الأزمة في البلاد. وفي بيان وقعه 99 نائبا، يقر معارضو رئيس الوزراء بأنهم فشلوا في الحصول على الأصوات المئة والعشرين الضرورية لحجب الثقة من الحكومة بعد ثلاثة أسابيع من المشاورات بين مختلف الكتل في المؤتمر. وأعلنوا في مؤتمر صحافي أن هذا البيان لا يعني نهاية المشاورات الرامية إلى الحصول على عدد الأصوات اللازمة لإسقاط الحكومة. وأكد بعض الموقعين على البيان، ومعظمهم من الإسلاميين أن اجتماعات أخرى متوقعة الثلاثاء في محاولة لإقناع نواب آخرين بالانضمام إلى مبادرتهم. وجاء في البيان الذي تلاه عبدالرحمن الشاطر أن حجب الثقة من علي زيدان ناجم عن “فشل حكومته الذريع” في مجالات الأمن والإصلاح الإداري الرامي إلى اعتماد اللامركزية والفشل في تسوية أزمة الموانئ النفطية المعطلة في شرق البلاد من طرف محتجين منذ عدة أشهر. وأكد منتقدو زيدان في بيانهم أن الثقة قد سحبت “سياسيا” منه بعد حصول العريضة على 99 توقيعا مؤيدا لحجب الثقة من أصل 194 عضوا في المؤتمر الوطني العام. ودعا أحدهم زيدان إلى الاستقالة “تفاديا لأزمة” إذ أن “المؤتمر لم يقل بعد كلمته الأخيرة”. وجدد علي زيدان المدعوم ب94 نائبا في المؤتمر الوطني العام معظمهم من الحزب الليبرالي وتحالف القوى الوطنية (ليبرالي) التأكيد الثلاثاء على أنه لن يستقيل. وفي تصريح لقناة ليبيا الأحرار اتهم زيدان مجددا الإخوان المسلمين بالوقوف وراء المبادرات الرامية إلى الإطاحة بحكومته.