تبرّأ وزير الخارجية القطري خالد العطية من الانتقادات التي وجهها يوسف القرضاوي للإمارات والسعودية؛ مؤكّدا أن ما قيل على لسان القرضاوي لا يعبر عن سياسة الدوحة الخارجية. وهذا التصريح اعتبره مراقبون محاولة قطرية لامتصاص الغضب الرسمي والشعبي في دول الخليج من رعايتها للقرضاوي ورموز إخوانية أخرى دأبت على انتقاد دول الخليج في علاقتها بمصر. وقال العطية في مقابلة مع تلفزيون قطر الرسمي إن “علاقة دولة قطر مع دولة الإمارات العربية المتحدة علاقة استراتيجية في كافة المجالات سواء على مستوى الدولة والشعوب”. وشدد على أن “السياسة الخارجية لقطر تؤخذ دائما عبر القنوات الرسمية للدولة، فسياسة قطر لا تؤخذ عبر وسائل الإعلام أو بعض المنابر هنا وهناك”. وتابع “أمن دول الخليج أمن لا يتجزأ ومرتبط، وأمن دولة قطر يعتبر من أمن دولة الإمارات والعكس صحيح فأمن دولة الأشقاء في الإمارات من أمن دولة قطر والعلاقات التاريخية بيننا وبين الأشقاء في الإمارات علاقات لا أستطيع أن أسردها الآن”. وكان القرضاوي قد انتقد الإمارات في خطبة الجمعة قبل الماضية، كما توسع هجومه ليشمل السعودية في مقابلة صحفية مع إحدى وكالات الأنباء، وهو ما يفسر تصريحات العطية التي جاءت لترضي جيرانه الخليجيين. ودخل نشطاء تويتر على الخط وعلقوا على تصريحات العطية، حيث قال أحد النشطاء “تصريح وزير الخارجية القطري من تطاول القرضاوي على الإمارات يجعلنا نتساءل، من يحكم قطر؟”. وسخر أحد النشطاء قائلا: “يقول الإخوة في قطر إن الجزيرة لا تمثل قطر ويقول العطية إن القرضاوي لا يمثل قطر، يبدو لي والله أعلم أن قطر لا تمثل قطر”.
تصريح العطية قائلا “المساجد في قطر لا تمثلهم؛ لذلك قبل القرضاوي جاء مقتدى الصدر وخطب فيهم فهي حرية صعب تستوعبونها”، وقال آخر إن التصريح يبين أن القرضاوي رأس كبير في قطر وفوق الحكومة. ونوّه أحد النشطاء إلى أن كلمة “لا يمثل قطر” الجميع يستطيع أن يقولها، فالرجال بالأفعال وليست بالأقوال، متسائلا كيف لا يمثل القرضاوي قطر وهو فيها بمثابة أمير. وطالب مغرّدون قطريون رافضون لتصريحات القرضاوي، بسحب جنسيته القطرية أو على الأقل محاسبته، مثلما تمّت محاسبة شاعر بسبب قصيدة انتقد فيها النظام. واستنكر آخرون تصريحات العطية واعتبروها مضلّلة، فكيف لا يمثل القرضاوي قطر وهو يحمل جنسيتها ومقرب من الأسرة الحاكمة فيها وتعرض خطبته على القنوات القطرية الرسمية؟ وشكّك مراقبون في نوايا الوزير وصحّة تبرّئه مما جاء على لسان صاحب اليد الطولى في قطر، القرضاوي، خاصة وأن “الانقلاب” القطري ضدّ الشيخ جاء بعد أسبوع من خطبة تهجّم فيها على الإمارات. وهذه التصريحات أثارت حفيظة مسؤولين خليجيين، من بنيهم وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد آل خليفة، الذي قال في تغريدة له إن القرضاوي “أساء لقطر حينما أساء إلى الإمارات”.