فى ذكرى رحيل الرئيس الأسبق حسنى مبارك عن حكم مصر, كشف اللواء حسين كمال مدير مكتب اللواء عمر سليمان نائب الرئيس المصري السابق عن كواليس الساعات الأخيرة فى حكم مبارك, وذلك عندما اجتمع مبارك باللواء عمر سليمان والفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء وقتها, لمتابعة الأحداث التى تجرى فى الشارع والميادين لحظة بلحظة من داخل قصر الاتحادية، مؤكدا أن مبارك كان حريصا وقتها على حقن دماء المصريين وعدم التسبب فى أذية لأى مصرى على الإطلاق. وقال كمال خلال حواره مع الإعلامى أحمد موسى فى برنامجه "الشعب يريد" الذى يقدمه عبر قناة "التحرير" المصرية أمس الاثنين, أن مبارك كان من الممكن أن يسافر إلى شرم الشيخ ويترك الأحداث، ولكنه أراد حقن دماء المصريين واتخذ قرار التنحى بإرادته بعدما عرض اللواء سليمان عليه أن الوضع متأزم فى الشارع المصرى ولابد من وجود مخرج، ورد عليه مبارك "وما المخرج" قال له "التنحى عن السلطة"، وكان أيضا مقترح الفريق شفيق بأن يتنحى مبارك عن السلطة. وقال كمال: "فى صباح يوم الخميس 10 فبراير بعد صلاة الظهر مباشرة، جرى اتصال هاتفى بين اللواء سليمان ومبارك, أبلغه نائب رئيس الجمهورية المصري أن الأزمة تزداد سخونة والشارع المصرى غاضب للغاية ومن الممكن أن تحدث أشياء لا يمكن السيطرة عليها، فرد عليه مبارك "وما الحل يا عمر"، قال له "لا يوجد حل يا فندم إلا التنحى" فرد مبارك "أنا معنديش مانع أبعت التليفزيون أسجل التنحى" فرد عمر "لا يوجد وقت للتسجيل يا ريس" لأن الوضع متأزم فرد عليه مبارك، "اقترح صيغة للتنحى، طالما الوضع متأزم لهذه الدرجة وبلغونى بيها وأنا معنديش مانع، طالما أن هذا فى صالح مصر وحقنا للدماء"، وبالفعل تم كتاباتها وطلبه اللواء عمر مرة أخرى وعرض عليه صيغة التنحى، فصمت مبارك لعدة ثوانى وطالبه بحذف كلمة تنحى وتغييرها بالتخلى عن السلطة، وخرج بالفعل الخطاب بهذه الصورة التى أذاعها اللواء سليمان. وكشف مدير مكتب عمر سليمان عن الذين شاركوا فى كتابة صيغة التنحى قبل عرضها على مبارك، أن كل من حضر الجلسة التى جمعت المشير حسين طنطاوى والفريق سامى عنان والفريق أحمد شفيق مع اللواء عمر سليمان قبل عرض التنحى على مبارك. وتحدث كمال عن المكالمة التى أجراها الرئيس السابق محمد مرسى مع سليمان أثناء تواجده خارج البلاد، وطالبه بالعودة إلى مصر، حيث قال له: "أنت شخصية وطنية عظيمة وقيمة كبيرة، ويجب أن نستفيد من خبراتك فى خدمة الوطن"، موضحا أنه حاول استدراكه للعودة إلى القاهرة لوضع كمين له والقبض عليه وحبسه بتعليمات من مكتب الإرشاد. وأوضح كمال أن سليمان رفض العودة إلى مصر بعد صعود الإخوان للحكم، لأنه كان يعلم نوايا مرسى وجماعته، لأنه كان يردد دائما "دول مجرمين توقع منهم أى شىء"، مشيرا إلى أن سليمان كان يتمتع بذكاء غير عادى، ويفهم إبعاد ونوايا الجماعة الإرهابية ورفض العودة آنذاك الوقت، ولم يعد إلا جثمانا محمولا على الأعناق. وتحدث كمال عن وفاة اللواء سليمان، حيث قال إن صحته تدهورت وقرر السفر إلى أبو ظبى، وأنه كان يتحدث يوميا مرتين، وبعدها بثلاث أيام تراجعت صحته وتناول بعض الأدوية، ثم سافر إلى "كليفلاند" وكانت هناك تحضيرات طبية على أعلى مستوى، وقبل وفاته بأربع ساعات كنت على اتصال معه وكانت صحته جيدة جدا، وفوجئت بإعلان خبر وفاته بعدها وكنت فى غاية الحزن والاستغراب. وأوضح كمال أن اللواء الراحل تلقى تهديدات بالقتل عبر هاتفه المحمول من أعضاء بجماعة الإخوان بعد إعلان ترشحه للرئاسة، وقبل وفاته بأيام قليلة وكانت تحمل تلك الجمل أبرزها "مش هتعيش بعد النهاردة" و"آخر يوم فى حياتك النهاردة". وأكد مدير مكتب الجنرال أنه لا يستبعد اغتيال سليمان نظرا لما يمتلكه من معلومات تهدد مصالح الأمريكان فى المنطقة، ولديه من الحنكة السياسية إنقاذ مصر فلا يمكن استبعاد اغتياله، ولكن الوثائق التى خرجت من "كليفلاند" تؤكد أنه توفى نتيجة مرض. وكشف كمال عن رفض الرئيس السابق إرسال طائرة خاصة لنقل جثمان الراحل عمر سليمان إلى العاصمة المصرية القاهرة، وتم نقله عبر الخطوط الإماراتية، وهو ما يؤكد عدم وجود وفاء من الدولة آنذاك لعمر سليمان كما لم يكن هناك وفاء للشعب من الأساس.