توفى اليوم نائب الرئيس المصري السابق اللواء عمر سليمان في مستشفى كليفلاند بالولاياتالمتحدة عن 78 سنة، إذ كان يخضع لفحوص طبية، وتبذل جهود على أرفع مستوى لنقل جثمانه الى مصر. وكان سليمان غادر مصر بعدما استبعد عن الانتخابات الرئاسية الاولى تجرى في البلاد في فترة ما بعد الرئيس السابق حسني مبارك في 23 أيار و24 منه. وتوجه الى دبي ومنها الى المانيا، فالى الولاياتالمتحدة لتلقي العلاج. وأوضحت ريم ممدوح، العضو في فريق حملته الانتخابية، أن "صحته تدهورت في الاونة الاخيرة. لقد كان في الولاياتالمتحدة مع عائلته". وأفادت وكالة أنباء الشرق الاوسط "أ ش أ" المصرية ان سليمان كان يعاني منذ اشهر مرضاً في الرئة، كما عانى مشاكل في القلب.وقالت إن صحته تدهورت فجأة قبل ثلاثة اسابيع، مما استدعى نقله الى مستشفى في كليفلاند بولاية أوهايو حيث توفى. وعرف سليمان، الشخصية المثيرة للجدل في المجتمع المصري، رئيساً للمخابرات العامة المصرية خلال عهد مبارك، وتولى ادارة الملفات الحساسة للسياسة الخارجية في تلك الحقبة. كان رجل الظل لمبارك.وعنه قال "زميل" أوروبي له انه كان"عيني الرئيس وأذنيه". ولن ينسى المصريون ولا العرب صورته في 11 شباط 2011 يعلن بوجه مكفهر رحيل راعيه مبارك الذي تنحى عن السلطة تحت ضغط تمرد شعبي. عينه مبارك في 29 كانون الثاني 2011 في ذروة الاحتجاجات الشعبية على نظامه وفي محاولة لتهدئة خصومه، نائبا للرئيس، وهو المنصب الذي ظل خاليا طوال 30 سنة. وبعد سقوط النظام، حاول العودة الى السلطة وترشح للانتخابات الرئاسية الاخيرة، في خطوة شكلت مفاجأة وأثارت دهشة كثيرين وامتعاضهم. وقال في حينه: "انا جندي لم أعص امرا طوال حياتي… ولا أستطيع الا ان ألبي النداء وأشارك فى سباق الترشح". ووعد المعارضين لترشحه باعتباره من اعمدة نظام مبارك بان "ابذل كل ما استطيع من جهد (…) لننجز التغيير المنشود واستكمال أهداف الثورة وتحقيق آمال الشعب المصري". لكنه استبعد عن السباق، بعدما أكدت اللجنة الانتخابية انه لم يتمكن من الحصول على دعم 15 محافظة كما ينص القانون. ولد سليمان عام 1934 في عائلة ميسورة في قنا بصعيد مصر. وكان يرتدي الزي المدني لا البزة العسكرية. عرف كيف يحاور ويناور مع اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية "حماس". ورعى الكثير من الاتفاقات بين الفلسطينيين والاسرائيليين خلال 2001 و2002 و2005. واضطلع بدور مهم في وقف النار بين اسرائيل و"حماس" اثر حرب غزة عام 2008. بدأ حياته المهنية في المجال العسكري وترقى سريعا في سلم الوظائف في أجهزة المخابرات الى أن تولى رئاسة المخابرات العامة عام 1991. وقد انقذ حياة الرئيس مبارك عندما نصحه بان يركب سيارة مصفحة يأخذها معه الى أديس أبابا حيث تعرض لمحاولة اغتيال في 22 حزيران 1995 اثناء قمة للدول الافريقية. وفي نهاية عهد مبارك، قرر هذا العدو اللدود ل"الاخوان المسلمين" فتح حوار مع الحركة التي تشكل اليوم كبرى القوى السياسية في البلاد والتي أوصلت احد قادتها محمد مرسي الى سدة الرئاسة. ويقول الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات في بلد اوروبي كبير التقى سليمان في الماضي انه رجل "واضح ومنظم ويتمتع بالذكاء والصدقية في كل الامور، لذلك يحظى باحترام الجميع".