الأساس في النظرية النسبية التي توصل إليها اينشتين عام 1905، هو أن السرعة المطلقة هي سرعة الضوء.. لا شيء في الكون أسرع من الضوء.. وصمدت النسبية طويلا، ولم يكن أحد يتوقع تعرضها لتغيير أو انهيار.. الآن وبعد سنوات من البحث، أعلن 160 عالماً في الهيئة الأوروبية للبحوث النووية (سيرن) اكتشافا ثوريا جديدا، وهو أن جزيئات "النيوترينو" أسرع من الضوء! هذا مثال جيد عن انهيار النظريات العلمية أو تعديلها وتطويرها، وكذلك ما يسمى حقائق علمية واكتشافات علمية، وهذا ما لا يتنبه إليه الذين يورطون الوحي الإلهي في ما يسمى"الإعجاز العلمي في القرآن".. كلما توصل العلماء الغربيون إلى اكتشاف جديد أو نظرية علمية، راح الكسالى ذهنيا يفتشون في القرآن عن آية أو بعض آية ليحملوها ذلك الاكتشاف أو النظرية، وبعد أن يتغير الاكتشاف أو تنهار النظرية يلوذون بالصمت، لشعورهم أن انهيار النظرية يعني انهيار الآية! قال الشاعر أبو العلا المعري: "والذي حارت البرية فيه- حيوان مستحدث من جماد"، وواضح معنى البيت وسهل، ولما سئل جمال الدين الأفغاني عن معناه، راح يعقد الأمور، ويدعي أن كلام أبو العلاء المعري يطابق ما توصل إليه تشارلز دارون وضمنه كتابه "أصل الأنواع".. يعني أن ما قاله أبو العلاء قبل ألف سنة أكدته نظرية دارون عام 1838 أن الإنسان الحالي كان حيوانا تخلق من الطين والماء، وظل يتطور ويتطور حتى استقام على رجلين.. ثم قال جمال الدين الأفغاني إن القرآن سبق دارون، ونظرية دارون موجودة في القرآن الكريم، ومثله قال مصطفى محمود، باستثناء أن الأفغاني- وتابعه محمود- قالا إن هذا التطور كان يتم بيد إلهية!.. أين نظرية دارون اليوم؟ لم تعد الداروينية كما كانت، فقد تعرضت للنقض، فهل انتقضت الآيات التي كنتم تقولون إن الداروينية تطابقها؟ هذا أيضا مثال آخر على خطأ منهج القائلين بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم، تظهر نظرية في الفلك قالوا قد وردت في القرآن، وتظهر نظرية في الكيمياء أو الطب أو الفيزياء قالوا قد هي في القرآن منذ أكثر من ألف وأربع مئة سنة.. لما كان الطب يقول إن معرفة جنس الجنين وهو في بطن أمه مستحيلة، صاحوا: يا سبحان الله، هذا الكلام قد قاله القرآن قبل ألف وأربع مائة سنة، وعز من قائل" ويعلم ما في الأرحام"، فما في الأرحام غيب لا يعلمه إلا الله وحده.. طيب والآن!