كل هذا السوء الذي يكتض به الواقع اليمني.. والاستياء العام والعارم الذي يملأ الأنفس وتغص به حلوق اليمنيين, وبدلا من التفرغ لحل المشاكل ومعالجة ما أمكن فإن حكام اليوم مشغولين بأشياء أخرى تماما ومن هذا القبيل إنفاق الوقت والجهد وراء إنجاز مشروع لإقرار عيد جديد وكل سنة وانتم طيبين والأمور تمام التمام والشعب يأكل أعياد ويسرّج ببرقيات التهاني ويشرب هواء مطلي. واي عيد؟ 11 فبراير. طيب كيف النكسة تصبح عيد؟ وكيف يوم الانقلابيين الممولين من علي محسن وحميد ونافخي الوقيد يكون يوم مجيد وعيد سعيد؟؟ ما ناقص بس الا الأعياد تزيد وتخلد ذكرى باسندوة وحميد وهادي. المهم هو أن يفرضوا مناسبة تذكّر بهم ولو كانت من غبار. اصلا مش هامّين حاجة إلا تكريس أنفسهم كبداية تأريخ جديد لليمن وطي تأريخ ومآثر وصفحات سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر ويوليو ومايو وشطبها من الذاكرة الجمعية والوطنية والإنسانية واستبدالها بيوم التسوع الأغبر يوم النكوص والخنوع الأحمر وتحويله من جنازة إلى إجازة ويوم مجيد وعيد قد اسمه عيد!!
يا عالم: "التأريخ ما هوش عصيد وا عبده".
ليست خطيئة الوزير نبيل شمسان. حتى لا نظلم الرجل. المشروع فعلة الرئيسين النيرين باسندوة وهادي. وعلى أساس ان قد هذا هو بداية التأريخ ويجب ما قبله ومقيد ماركة مسجلة باسم الاثنين. ناهي لك.. ما هوش عصيد.
الصدق يجب أن نشفق على هادي من مستشاريه. يزينون له الوهم ويرسمون له الصورة وردي. ويرفعوا صوره كما رفعوها من قبل مع الرئيس علي عبدالله صالح. والمهم القلم الرئاسي يشخط حوالات وهبات ومكرمات وسيارات كما لم يصرف رئيس من قبله. الرجل أهلك وأنهك الخزانة العامة ومخازن الجيش وطاير الجيش نفسه والضباط والصف والجنود الؤهلين والمدربين على أيدي الأمريكان والأردنيين والمصريين, وجزعهم شذر مذر. والمستشارين يمتدحون الخراب وفخامته يحول بالمعلوم وكيف ما يوقع له عيد لا راسه؟؟ إلا عيد.. إلا احلبه... حتى لو هو تيس احلبه ودعمم!!
الرئيس عبدربه كان ولا يزال لديه فرصة ليتعض ويعتبر ويستفيد الدروس ويتحالف مع شعبخ ويبحث له في قلوبهم عن مكان ومكانة أفضل من ألف عيد ليس فيها عيد وحيد.
هل نسي كلامه أنه يتمنى بعد عامين ان يسلم السلطة لرئيس جديد؟ وبعدين ايش حصل؟ مر العامان ودخلنا في الثالث والشرعية الشعبية والدستورية صفرت. وبدلا منها استمد له شرعية من أمريكا وبريطانيا وجمال بن عمر.
يا هادي نحن نشفق عليك فأشفق على نفسك. وكل نفس بما كسبت رهينه.