ما نزال عند نفس الأوضاع التي تُذكّر بحكاية الزوج والزوجة وكيلو اللحمة .. · بطريقة غير ديمقراطية، تقرط الزوجة كيلو اللحمة وتزعم أن القط الصغير هو من قام بالجريمة.. وبخبث فطري لا يحسد عليه يسارع الزوج إلى وضع القط في الميزان ثم يصرخ .. إذا كان الكيلو الذي في الميزان هو القط فأين اللحمة وإذا كان الذي في الميزان هو اللحمة أين القط ؟! · وما أكثر الأمثلة التي تستدعي الحكاية من تلافيف الذاكرة الشعبية .. ولنأخذ فقط حكايتنا مع المشتقات النفطية ومع الحكومة ومع الاقتصاد والسياسة. · في الموجز .. لقد تقدمت الحكومة إلى البرلمان الديناصوري بميزانية كانت الموارد جزء منها .. لكن وزير المالية ينسى كل الموارد عدا النفط ومشتقاته ويصارح البرلمان والرئيس بأن الحال يقتضي رفع أسعار المشتقات النفطية وأنه "لا مناص" . · وعندما تنقل الأقلام والمايكرفونات المخاوف ترد الحكومة بنبرة هي في الواقع أخف من سجالها العصبي الحارق مع محافظ إب بأنه لا نيّة لديها في الرفع وأن ما نُقل من صريح التصريح عن خازن بيت مال المسلمين اليمنيين "محض إشاعة" فهل كان وزير المالية لا يدري أم أنه كان فقط يقوم بما يسمى في كرة القدم عملية جس النبض قبل القيام بالهجمة؟ لكن ما يعرفه الناس أن صخر الوجيه عندما تحدث عن حتمية رفع أسعار المشتقات النفطية كان يمثل حكومة باسندوة وليس حكومة رجب طيب أردوغان. · وليس الذي حدث في هذه النقطة سوى حلقة من سلسلة لم يعد يعرف الشعب منها مصير الضائع بين الزوجة والقط وبين افتقار الزوج لأي من ملامح رومانسية الأفلام التركية.. · ولأنه ليس في اليمن ساعة للصفر رغم كثرة الأصفار يمكن أن يجتمع نفي وجود أزمة نفطية مع الطوابير ومع جفاف المزارع باختفاء فرص ضخ الماء من قيعان الآبار بفعل ثنائية توقف الكهرباء والماطور . · على أن من الإنصاف الاعتراف بأن المأساة لا تخلو من الملهاة التي تذكر الأطفال بألعاب يا بقرة صبي لبن، فالديزل يوقف الحصول على الماء فتجف المزارع لكن " تجار" - وفقاً لخياطي التبريرات - يطالبون برفع سعر الديزل .. هكذا "خبط لصق" ودون أن يكلفوا أنفسهم عناء التوضيح للشعب، من هم التجار الذين يطالبون برفع أسعار الديزل، وما هي مصالحهم في الرفع . · والقضية برمتها على أي حال تشير إلى حاجة اليمن إلى إرادة جديدة نافذة تترجم في سياسات وأفعال حكومة يجتمع فيها ليس "القِرَّاط" وإنما تكنوقراط الكفاءة والنزاهة.