ما موقع أغنية الطفل اليوم وسط زحمة الأغاني والمغنين؟ ما هي أسباب الإهتمام المفاجىء بها بعد أغنية «شخبط شخابيط» لنانسي عجرم؟ هل لاحظ الفنانون خلو الساحة الفنية منها، أم هي مجرد تعبير عن حالات خاصة مروا بها لا غير؟ هل أصبحت أغاني الأطفال موضة بعد نجاح نانسي وهل يمكن أن تسير هذه الأغاني على الوتيرة التي قدّمها محمد فوزي وصباح وغيرهما من مطربي الزمن الجميل أم ستأخذ مساراً آخر؟ يبدو أن النجاح الباهر الذي حققته نانسي عجرم من خلال ألبوم «شخبط شخابيط «شجع المطربين على خوض تجربة الغناء للأطفال، إذ طرحت هيفاء وهبي ألبوم «بيبي هيفا» حديثاً بعد تأجيل أكثر من مرة، كذلك أعلن المطربان إيهاب توفيق ومصطفى قمر عزمهما طرح ألبومين كاملين للأطفال، ناهيك عن أغنيات متفرقة قدّمها نجوم الغناء تعبيراً عن تجاربهم الخاصة في مقدمهم نانسي عجرم وشيرين عبد الوهاب، إذ سجلت كل واحدة منهما أغنية لإبنتها.
يؤكد تامر حسني الذي قدّم أغنية «سنوحي» للأطفال أنه بصدد تجهيز ألبوم جديد لهم مشيراً إلى أن نجاح أغنيته واستحسان الأطفال لها وحبهم لأغانيه، كلها عوامل دفعته إلى تكرار التجربة.
يدعو تامر الفنانين إلى التفكير بجدية في تقديم أغانٍ خاصة للأطفال نظراً إلى ندرتها ولأنها ممتعة ولها جمهور عريض.
من جهتها تلاحظ عفاف راضي أن أغاني الأطفال التي تقدّم حالياً لا تناسب أعمارهم أو تطور تفكيرهم، باختصار لا تعبر عنهم، حتى مفرداتها بعيدة عن لغتهم أو قدرتهم على الاستيعاب، «لكن لا يعني هذا الواقع عدم وجود تجارب ناجحة استطاعت أن تفرض نفسها على مرّ السنوات» على حدّ تعبيرها.
تضيف عفاف: «من الضروري تقديم هذه النوعية على الدوام خصوصاً أنها مطلوبة لتلبية احتياجات شريحة اجتماعيه مهمة لا يمكن تجاهلها، مع الحرص على تقديم ما يناسب عقول الأطفال ومتطلباتهم.
حسابات
من واجب أي مطرب، في رأي وائل جسار، تقديم عمل خاص بالأطفال لأن هؤلاء يشعرون بأنهم خارج حسابات المطربين وهو أمر غير صحيح على الإطلاق، إذ يتعلق الأمر بالكلمات والألحان التي تناسبهم. يذكر أن جسار يجهز حالياً ألبوماً خاصاً بالأطفال.
تتمنى نجمة ستار أكاديمي زيزي عادل تقديم أغان للأطفال بعد نجاح تجربتها في أداء أغاني قديمة لهم في الحفلات التي شاركت فيها وسعادة الأطفال بها، وهي حالياً في صدد البحث عن أغنيات جديدة تقدمها في الفترة المقبلة.
خاضت رويدا عطية تجربة تقديم اغاني قديمة للأطفال في مناسبات خاصة بهم، ولاقت نجاحاً شجعها على تكرار هذه التجربة في أعمال جديدة على الرغم من إدراكها صعوبة تقديم هذا النوع، لأن مخاطبة الأطفال بلغتهم التي يفهمونها مسألة ليست سهلة وتحتاج إلى التأني.
تضيف رويدا: «لا تعني إعادة تقديم أغانٍ جديدة للأطفال أن نقارن بين الأغاني القديمة والجديدة نظراً إلى الاختلاف في طريقة حياة الأطفال بين الماضي واليوم، كذلك طريقة تفكيرهم وتوجهاتهم وميولهم بسبب التغيرات التي طرأت على الحياة».
في المقابل نفى المطرب محمود العسيلي نيته تقديم أغانٍ للأطفال في الفترة المقبلة مشيراً إلى أن أغنية «تررلم» التي قدمها في ألبومه قبل الأخير اعتبرها كثر أنها موجهة اليهم.
يشير العسيلي إلى أنه من الصعب أن يغني للأطفال لأنه لا يجيد التحدث بلغتهم، معتبراً ذلك شرطاً أساسيا لنجاح أي مطرب في تقديم عمل لهم ومشيداً بتجربة نانسي التي جذبت الأطفال وأعادت أغانيهم إلى سوق الكاسيت من جديد بعدما اختفت مدة طويلة، متوقعاً أن تشهد هذه الأغاني تقدماً في الفترة المقبلة.
من جهته يلاحظ المطرب الشاب تامر عاشور صعوبة العثور على كلمات جديدة موجهة إلى الأطفال تحديداً ويعتبر تقديم ألبوم كامل لهم في المرحلة الحالية ضرباً من الخيال، «لكن إذا وجدت أغنية أو اثنتين تليقان بعالم الطفولة، لا أتردد في تقديمهما»، أكّد عاشور.
