بقلم/ عبدالله الدهمشي انشقت كتائب اللواء محمد خليل عن فرقة اللواء علي محسن الأحمر لتبقى في خدمة الرئيس السابق علي عبدالله صالح ولحماية مؤسسات حكمه في أمانة العاصمة. بهذا لم يكن تمرد فرقة اللواء الأحمر انقلاباً على نظام صالح حيث استمرت ميزانية الفرقة الأولى مدرع, وقيادة المنطقة العسكرية الشمالية الغربية, قائمة في المؤسسات العسكرية الموالية لصالح, وفقاً للإجراءات التي كانت متبعة قبل تمرد اللواء الأحمر, وانشقاقه عن نظام صالح, وانحيازه للانتفاضة الشعبية المطالبة بتغيير النظام. في 21 مارس 2011م, أعلن اللواء الأحمر عن انضمامه لجماهير الانتفاضة الشعبية ضد النظام, وفوّض نفسه حامياً لهذه الجماهير, ومدافعاً عنها في مواجهة ما قد تتعرض له من قمع وتنكيل مشهود بما جرى في 18 مارس 2011م ومحتمل فيما بعدها من تطورات. وبالفعل كان تمرد الأحمر انقلاباً, لكنه انقلاب على الحراك الاحتجاجي السلمي للجماهير الشعبية, ونكبة بها ولها, حيث صارت الفرقة حاجزاً بين الجماهير وقوات النظام, وبحيث تكون أي مواجهة قادمة هي مواجهة بين قوات نظامية مختلفة في الولاء بين مؤيد للنظام ومتمرد عليه مع بقاء المتمردين على ارتباط مالي كامل بالنظام. اصبحت الجماهير المرابطة في الخيام المنصوبة على الشوارع الممتدة من بوابة الجامعة الجديدة, مقيدة بحماية الفرقة العسكرية, وأصبحت حركتها الاحتجاجية تحت سيطرة الفرقة, ومحكومة بالاتفاقات التي رعتها السفارات الغربية في صنعاء, وقضت ألا تتجاوز الجماهير الحدود التي رسمتها لحركتها بين شارعي الستين والزراعة وما يصل بينهما من شارع الزبيري. ظهر هذا جلياً, في السكون الجماهيري التام في الفترة من 3 يونيو وحتى 18 سبتمبر 2011م, وهي فترة غياب كامل أركان دولة صالح بعد الجريمة التي استهدفته ورجال دولته في جامع دار الرئاسة بالنهدين ثم تحركت هذه الجماهير في الحدود المرسومة لها, عند عودة عفاش في 18 سبتمبر وبهدف الوصول بالأزمة إلى التسوية التي اقترحتها المبادرة الخليجية ورعتها الأممالمتحدة, وتم القبول بها والتوقيع عليها في الرياض يوم 23 نوفمبر 2011م. جاءت التسوية محدودة في إطار الخلاف يبن أركان نظام عفاش وبعيدة عن التغيير الذي رفعته الانتفاضة الجماهيرية وطالبت به, مؤكدة أن يوم 21 مارس 2011م, كان انقلاباً عسكرياً على سلمية النضال الجماهيري, ونكبة حلت بفرصة التغيير لتكرس النظام القائم وتتحرك به نحو الانهيار الذي آلت إليه المرحلة الانتقالية وقامت عليه الحرب الشاملة في الداخل ومن الخارج.