في الواحد والعشرين من مارس العام 2011م تلقى الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ضربة موجعة من احد المقربين منه منذ عقود حكمه في اليمن والذي شارك صالح عدة حروب خاضها ضد خصومه خلال فترة الصراع السياسي على كرسي السلطة الجنون الأعظم لدى صالح . هذا اليوم كان صعبا وخرجاً في حياة صالح حيت تفاجأ بإعلان القائد العسكري اللواء علي محسن صالح الأحمر انشقاقه عن الجيش وتأييده لثورة الشعب وإعلان حماية ساحة التغيير القريبة من قيادة المنطقة الشمالية الغربية ودعمه للشباب في انتفاضتهم ضد صالح. كانت هذه الخطوة من قبل اللواء علي محسن بمثابة صفعة قوية في وجه صالح وشعر حينها بانهيار نظامه بعد أن انشق عنه احد المقربين العسكريين منه ،وهو ما لم يكن متوقعاً من قبل الجنرال العسكري علي محسن صالح الأحمر الذي ينتمي إلى نفس القبيلة التي ينتمي إليها الرئيس السابق علي عبدالله صالح ولكن القبيلة لم تخدم السياسة في ذلك الموقف . وبعد سماع الرئيس السابق علي عبدالله صالح إعلان اللواء المنشق عبر شاشات التلفاز اعتبر ذلك انقلاباً عسكريا لما أطلق عليه "الشرعية الدستوري" في ذلك الوقت، متهماً أطراف سياسية ودينية وقبلية وقوفها إلى جانب القائد العسكري علي محسن صالح لدعم الشباب في ساحات الاعتصام حمايتهم ،خاصة بعد أن تعرضوا لسلسلة من الاعتداءات من قبل من يطلق عليهم " بلاطجة " موالون لصالح . وبذلك أصبحت المعادلة متزنة بين صالح وأنصاره وشباب الثورة ومن يعاونهم من القادة السياسيين، وصارت الأوضاع متوترة حتى انفجرت حرباً ومواجهات عسكرية بين القوى العسكرية التي أطلق عليها القوات الموالية للنظام والجيش المؤيد للثورة خاصة في صنعاء التي شهدت اعنف مواجهات بين تلك القوى العسكرية الموالية لصالح والمؤيدة للثورة . لم يكن انضمام اللواء علي محسن إلى الانتفاضة الشعبية ضد نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح أمرا عادياً فقد توالت حينها الانضمامات إلى الانتفاضة الشعبية خاصة بعد مجزرة جمعة الكرامة، وهو السبب الوحيد الذي جعل الجنرال العسكري علي محسن الأحمر يؤيد تلك الانتفاضة الغاضبة ضد النظام على الرغم انه احد رموز النظام . منذ الواحد والعشرين من مارس من العام الماضي انقلبت الأمور وتغير مجرى الثورة وادخلها في منعطفاً جديداً قد ربما اثر عليها سلباً أو إيجاباً ،وأصبحت الثورة منذ ذلك التاريخ تعُلل بالجنرال العسكري وقادة سياسيين وقوفهم ورائها ،وان الشباب لم يكونوا يقصدوا إسقاط النظام كما تصور لصالح بل يطالبون بإصلاحات كما تحدث أمام وسائل الإعلام. صالح بعد الإعلان المفاجئ اعد نفسه وجيشه الذي يقوده نجله الأكبر العميد احمد علي وتأهب علي محسن هو الآخر لخوض معركة حاسمة ،وحدث ما حدث خلال مرحلة الاحتجاجات إلا أن التسوية السياسية أوقفت الأطراف عند ذلك التفكير لخوض حرباً طاحنة سيدفع فاتورتها الباهظة المدنيين .