لم يكن أمراً مفاجئاً ما ذكره موقع سوري إخباري عن انسحاب الممثل مصطفى الخاني من المسلسل الشامي الشهير (باب الحارة) والذي يلعب فيه دور (النمس)، فقد ترافق مسلسل (باب الحارة) منذ الجزء الثاني مع مسلسل آخر يتعلق بانسحاب أبطال العمل أو إبعادهم عنه نتيجة خلافات بين المخرج والممثلين وأحياناً الشركات الإنتاجية. ورغم أن مخرج المسلسل مؤمن الملا قد سارع لنفي الخبر وتأكيده على أن (النمس) مازال في صلب العمل وبطلاً من أبطاله، واعتباره ما يرد بهذا الشأن هدفه الإساءة للمسلسل والمخرج على حد سواء. والموقع السوري الإخباري (شام برس) الذي أكّد أن الخاني قد انسحب من العمل نتيجة "خلاف مهني" بينه وبين المخرج الجديد للعمل مؤمن الملا، أشار أيضاً إلى انسحاب الممثلة صباح الجزائري من العمل نتيجة خلاف مشابه، وأكّد على حصوله على تسجيل فيديو حول الخلاف بتفاصيله، عاد بعد يوم واحد لنقل نفي المخرج مأمون الملا وأخيه بسام الملا المشرف العام على العمل وتأكيده على أن ما يتم تناقله بهذا الشأن لا أساس له من الصحة وأن الخاني مستمر في العمل. ومسلسل الانسحابات والاستغناء والإبعاد طال مسلسل (باب الحارة) أكثر من أي مسلسل درامي سوري، وكان سبباً في زيادة شهرة بعض الممثلين، وأحياناً سبباً في تشوق الناس لمتابعة الجزء الجديد من العمل وأبطاله الجدد، ودافعاً لمقارنة أداء الممثلين الحاليين بمن قبلهم ممن اسنحبوا أو أبعدوا عن العمل. وطال الانسحاب أو الاستغناء عن الخدمات في مسلسل (بابا الحارة) الذي يصور جزئه الخامس هذا العام العديد من الممثلين خلال الأجزاء الأربعة السابقة، وأفقدته في الكثير من الحالات بعضاً من بريقه كمسلسل شعبي على مستوى الوطن العربي، وممن انسحبوا أو تم استبعادهم من المسلسل في أجزائه المختلفة الممثلين بسام كوسا الذي لعب دور (الإدعشري) في الجزء الأول، والممثل المخضرم عبد الرحمن آل رشي الذي لعب دور (زعيم الحارة) في أكثر من جزء، وكذلك الممثل المخضرم رفيق السبيعي الذي لعب دور (العكيد) في المسلسل، والممثل عباس النوري الذي أحبه المشاهدون في شخصية (أبو عصام) في المسلسل، والممثل سامر المصري الذي أبدع في شخصية (العكيد أبو شهاب) وطار صيته في أرجاء الوطن العربي بطريقة لم يشهدها هو من قبل، والممثلة ليلى سمور التي لعب دور (فوزية) زوجة (أبو بدر) والتي تم الاستغناء عنها وتكليف مهمة (فوزية) للممثلة شكران مرتجى، وكذلك الممثل نزار أبو حجر الذي عرفه الكبار والأطفال بدور (أبو غالب) الذي يدور في الحارة بائعاً (البليلة) للأطفال، وأيضاً الفنان الكوميدي حسام تحسين بيك الذي لعب دور (الحارس) في أكثر من جزء ونال على استحسان المتابعين، والممثلة الشابة تاج حيدر التي لعبت دور (جميلة) ابنة أبو عصام وغيرهم.. وليس آخرهم شائعة انسحاب الممثل مصطفى الخاني (النمس) من المسلسل هو والممثلة صباح الجزائري التي لعبت دور (سعاد) زوجة (أبو عصام). ويشار إلى أن تصوير العمل بدأ بداية شهر آذار/ مارس الماضي بيد المخرج مؤمن الملا شقيق المخرج بسام الملا مخرج الأجزاء الأربعة السابقة والذي تنازل لأخيه ومساعده عن إخراج المسلسل، على أن يتابع هو الإشراف العام على المسلسل، وهو من تأليف الكاتب كمال مرة ومن إنتاج قناة ال (MBC). ويعكس مسلسل (باب الحارة) الذي أُنتج الجزء الأول منه عام 2006 واقع المدينة الاجتماعي والاقتصادي خلال فترة الثلاثينيات من القرن الماضي، وتحديداً بين عامي 1930 1932، مع الإشارة إلى الواقع السياسي في فترة الاحتلال الفرنسي، وجسدها الجزء الرابع الذي عُرض في رمضان الماضي عبر إسقاطات على الواقع السياسي في فلسطين، وتحديداً الحصار المفروض على غزة. ويرى العديد من النقاد أن المسلسل في جزئه الرابع فقد بريقه، وخفّت جماهيريته وشعبيته، وأن واحداً من الأسباب الأساسية لذلك هو انسحاب أو الاستغناء عن العديد من الممثلين البارزين في المسلسل والذين تركوا بصماتهم عليه، وأسهموا في مرحلة من مراحله في جعله واحداً من المسلسلات الأكثر جماهيرية على طول الوطن العربي، ويرى بعض المتابعين أنه من شأن انسحاب الخاني إن صح ذلك أن يؤثر على جماهيرية المسلسل، وإن لم يصح ذلك، فإنه سيكون دعاية مجانية للعمل لا تضر بكل الأحوال.