زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي أن عناصر من حزب الله قاموا بالدخول إلى قاعدة عسكرية سورية ونقلوا صواريخ سكود إلى لبنان بعدما حصلوا على اذن مسبق من دمشق، يأتي ذلك وسط أنباء تتحدث عن زيارة قريبة يقوم بها الرئيس اللبناني إلى سوريا لبحث الاتهامات الإسرائيلية. القدس: أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ما نشرته صحيفة تايمز البريطانية من ان سوريا سمحت لافراد حزب الله بدخول احدى قواعدها العسكرية لغرض نقل صواريخ سكاد منها الى لبنان تجنبا لتوجيه الاتهامات لسوريا بأنها تقوم بنقل هذه الصواريخ الى المنظمة اللبنانية. وبحسب الاذاعة العامة الإسرائيلية فقد أدلى نتنياهو بهذه الاقوال خلال اجتماعه في باريس في نهاية الاسبوع الماضي مع رئيس الوزراء الايطالي سلفيو برلسكوني. وكانت الصحيفة البريطانية قد افادت ان هذه القاعدة تقع في بلدة عدرة الى الشمال الشرقي من دمشق. واضافت الصحيفة ان اسرائيل كانت تنوي قصف هذه القاعدة ولكنها رضخت لضغوط اميركية بعدم القيام بذلك. ومن المتوقع ان يثير نتنياهو هذه القضية خلال اجتماعه مع الرئيس الاميركي براك اوباما في واشنطن بعد غد الثلاثاء. وكشفت مصادر سورية مطلعة لصحيفة الخليج الاماراتية الصادرة صباح اليوم عن زيارة سيقوم بها الرئيس اللبناني ميشال سليمان لدمشق خلال الأيام القريبة المقبلة ستتركز اساسا على الاتهامات الإسرائيلية لسوريا بتزويد حزب الله بصواريخ "سكاد" وصرح رئيس اركان جيش الإسرائيلي السابق الجنرال احتياط دان حالوتس اليوم انه ليس هناك ما يدعو الى التخوف من تهديد الصواريخ التي تمتلكها منظمة حزب الله لان اسرائيل لديها القوة والقدرة على ضرب هذه المنظمة اذا اقتضت الضرورة ذلك. واضاف الجنرال احتياط حالوتس يقول في سياق مقابلة اذاعية انه يجب الكف عن اعطاء هذا الصدى الكبير لتهديدات الامين العام لحزب الله حسن نصر الله الذي يطلقها من داخل ملجئه في بيروت في مسعى لزيادة نفوذه في لبنان. وكان الرئيس السورى بشار الأسد نفى أمس ما تردد مؤخرا فى وسائل الإعلام الغربية والإسرائيلية من أن بلاده تزود حزب الله اللبنانى بصواريخ "سكود"، مشددا على أن هذه الأنباء لا أساس لها من الصحة. ودعا الرئيس السورى فى مقابلة أجراها معه مراسل محطة BBS الأميركية ونشرت الإذاعة العامة الإسرائيلية أجزاء منه على موقعها الإلكترونى الإدارة الأميركية إلى تقديم أدلة حول نقل الإمدادات العسكرية السورية لحزب الله قبل أن توجه أصبع الاتهام إلى دمشق. وتأتي هذه التطورات متزامنة مع موافقة مجلس النواب الاميركي على طلب اوباما بتخصيص 205 ملايين دولار لحفز انتاج اسرائيل لنظام لمواجهة الصواريخ قصيرة المدى من النوع الذي تستخدمه حركة «حماس» و«حزب الله». وخلال اللقاء الذي عقده أوباما مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الاسبوع الماضي تطرق إلى "التهديد" الذي يمثله نقل اسلحة الى لبنان في انتهاك لقرارات الاممالمتحدة، كما اعلن البيت الابيض. واوضحت الرئاسة الاميركية في بيان ان الرئيس اوباما "شدد على (...) التهديد الذي يمثله نقل اسلحة الى لبنان في انتهاك لقرار مجلس الامن الدولي رقم 1701" الذي وضع حدًّا للحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان في صيف العام 2006. إلا أن قضية تهريب صواريخ سكود من سوريا إلى حزب الله ليست بجديدة، فهي تعود إلى بداية نيسان/ابريل حينما اتهم الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز سوريا بنقل صواريخ سكود الى حزب الله اللبناني الذي يملك بحسب الدولة العبرية اكثر من اربعين الف صاروخ يمكن لبعضها بلوغ المدن الكبرى في اسرائيل. ثم اتهمت واشنطنايران وسوريا بتزويد حزب الله بصواريخ "ذات قدرات من الاكثر اهمية". وتشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية توترًا بين الحين والآخر، وذلك على الرغم من مرور 10 سنوات على انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان. وكان من المفترض ان يضع الانسحاب الاسرائيلي حدا لوضع كان العديدين في الدولة العبرية يصفونه ب"فيتنام اسرائيل" وقد ابدى الاسرائيليون املهم بان يحول حزب الله عندها اهتمامه الى شؤونه السياسة الداخلية اللبنانية. وما زال الاعتقاد سائدًا في اسرائيل بأن ذلك القرار كان صائبًا على الرغم من حرب 2006، لكن الانتقادات تتركز على طريقة الانسحاب التي اضرت بصورة التفوق العسكري الاسرائيلي. ويقول جوناثان سباير الباحث في مركز الابحاث حول المسائل الدولية في هرتسليا لفرنس برس ان الانسحاب "ادى الى تدهور كبير في قوة الردع الاسرائيلية وساهم في الاحداث التي وقعت منذ ذلك الحين، الانتفاضة وحرب 2006". ورأى ان "اسرائيل دفعت ثمنا باهظا". وعلى مدى سنوات خيم هدوء وهمي على طول الحدود الاسرائيلية اللبنانية الى ان قام حزب الله بخطف جنديين اسرائيليين في تموز/يوليو 2006، ما ادى الى اندلاع الحرب. ويقول شلومو بروم الباحث المساعد في معهد دراسات الامن القومي "لدينا في الوقت الحاضر قدرة رادعة متبادلة مستقرة على الحدود الجنوبية. اسرائيل لديها قدرة ردع على حزب الله لكن حزب الله ايضًا لديه قدرة ردع على اسرائيل". وتابع "الكل يفهم ان جولة العنف المقبلة ستكون اسوأ بكثير ولا احد يرغب بذلك".".
